لقرآن تدبر وعمل سورة الشورى صفحة رقم 485
الوقفات التدبرية
١
{ ٱللَّهُ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ وَٱلْمِيزَانَ ۗ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٌ }
فإن قيل: ما وجه اتصال ذكر الكتاب والميزان بذكر الساعة؟
فالجواب أن الساعة يوم الجزاء والحساب؛
فكأنه قال: اعدلوا وافعلوا الصواب قبل اليوم الذي تحاسبون فيه على أعمالكم.
ابن جزي:2/300.
السؤال:
ما وجه ذكر الساعة بعد الكتاب والميزان؟
٢
{ يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا ۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مُشْفِقُونَ مِنْهَا }
أي: خائفون لإيمانهم بها، وعلمهم بما تشتمل عليه من الجزاء بالأعمال،
وخوفهم لمعرفتهم بربهم أن لا تكون أعمالهم منجية لهم ولا مسعدة.
السعدي:756.
السؤال:
ما سبب خوف المؤمنين من الساعة؟
٣
{ ٱللَّهُ لَطِيفٌۢ بِعِبَادِهِۦ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ }
ومن لطفه أن قيَّض لعبده كل سبب يعوقه ويحول بينه وبين المعاصي،
حتى إنه تعالى إذا علم أن الدنيا والمال والرياسة، ونحوها مما يتنافس
فيه أهل الدنيا، تقطع عبده عن طاعته، أو تحمله على الغفلة عنه،
أو على معصيةٍ صرفها عنه، وقَدَر عليه رزقه، ولهذا قال هنا:
(يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ ).
السعدي:757.
السؤال:
لماذا ذكر الرزق بعد اللطف بعباده؟
٤
{ ٱللَّهُ لَطِيفٌۢ بِعِبَادِهِۦ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ ۖ وَهُوَ ٱلْقَوِىُّ ٱلْعَزِيزُ }
وعُطف (وَهُوَ ٱلْقَوِىُّ ٱلْعَزِيزُ ) على صفة ( لَطِيفٌۢ) أو على جملة
(يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ )، وهو تمجيد لله تعالى بهاتين الصفتين،
ويفيد الاحتراس من توهم أن لطفه عن عجز أو مصانعة؛
فإنه قوي عزيز لا يَعجز ولا يصانِع، أو عن توهم أن رزقه لمن
يشاء عن شحّ أو قِلّةٍ؛ فإنه القويّ، والقوي تنتفي عنه أسباب الشحّ،
والعزيز ينتفي عنه سبب الفقر؛ فرزقه لمن يشاء بما يشاء
منوط لحكمة عَلِمها في أحوال خلقه عامة وخاصة.
ابن عاشور:25/73.
السؤال:
ما فائدة عطف (وهو القوي العزيز) على صفة (لطيف)؟
٥
{ ٱللَّهُ لَطِيفٌۢ بِعِبَادِهِۦ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ ۖ وَهُوَ ٱلْقَوِىُّ ٱلْعَزِيزُ }
قال محمد بن علي الكتاني: اللطيف بمن لجأ إليه من عباده إذا
يئس من الخلق وتوكل عليه ورجع إليه، فحينئذ يقبله ويقبل عليه،
وقيل: اللطيف الذي ينشر من عباده المناقب ويستر عليهم المثالب؛
وقيل: هو الذي يقبل القليل ويبذل الجزيل، وقيل: هو الذي يجبر الكسي
ر وييسر العسير... وقيل: هو الذي لا يعاجل من عصاه ولا يخيب من رجاه.
وقيل: هو الذي لا يرد سائله ويوئس آمله.
وقيل: هو الذي يعفو عمن يهفو. وقيل: هو الذي يرحم من لا يرحم نفسه.
القرطبي:18/459-461.
السؤال:
ماذا تعرف عن حقيقة لطف الله تعالى بعبده ؟
٦
{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلْءَاخِرَةِ نَزِدْ لَهُۥ فِى حَرْثِهِۦ }
المعنى: أي من طلب بما رزقناه حرثا لآخرته، فأدى حقوق الله،
وأنفق في إعزاز الدين؛ فإنما نعطيه ثواب ذلك للواحد عشرا إلى سبعمائة فأكثر.
القرطبي:18/461.
السؤال:
ما المقصود بالزيادة في الحرث ؟
٧
{ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فِى رَوْضَاتِ ٱلْجَنَّاتِ ۖ لَهُم مَّا
يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ }
من لطائف هذا الوجه أنه جاء على الترتيب المعهود في الحصول
في الخارج؛ فإن الضيف أو الوافد ينزل أول قدومه في منزل إكرام،
ثم يحضر إليه القرى، ثم يخالطه رب المنزل ويقترب منه.
ابن عاشور: 25/79.
السؤال:
جاءت الآية الكريمة بثلاث مراتب للمؤمنين في الجنة هي
مراتب الإكرام، بيِّنها؟
التوجيهات
1- . بيان بعض الحكمة في إنزال الكتاب -أي القرآن- والميزان؛
وهو أن يحكم الناس بالقسط، ﴿ ٱللَّهُ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ وَٱلْمِيزَانَ ﴾
2- بيان وجوب إصلاح النيات؛ فإن مدار العمل قبولاً ورفضاً بحسبها،
﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلْءَاخِرَةِ نَزِدْ لَهُۥ فِى حَرْثِهِۦ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ
ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِۦ مِنْهَا وَمَا لَهُۥ فِى ٱلْءَاخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ﴾
3- احذر من البدع؛ فإنها من أسباب انحراف الديانات السابقة،
وتجلب عضب الله، ولذلك تجد الشيطان لا يخذّل العبد عنها،
﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَٰٓؤُا۟
شَرَعُوا۟ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنۢ بِهِ ٱللَّهُ ۚ ﴾
العمل بالآيات
1- اعمل عملاً يدل على إيمانك بقرب الساعة، ﴿ وَمَا يُدْرِيكَ
لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٌ ﴾
2- تفكر في نفسك وسجل ثلاثة مظاهر للطف الله تعالى بك،
﴿ ٱللَّهُ لَطِيفٌۢ بِعِبَادِهِۦ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ ۖ وَهُوَ ٱلْقَوِىُّ ٱلْعَزِيزُ ﴾
3- . اغرس في قلبك أمنية لعمل صالح عظيم، واجتهد في تحقيقها
حتى يزيدك الله أعمالا صالحة أخرى، ﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلْءَاخِرَةِ
نَزِدْ لَهُۥ فِى حَرْثِهِۦ ۖ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
يُحَآجُّونَ فِي اللَّهِ يُخَاصِمُونَ فِي دِينِ اللهِ.
دَاحِضَةٌ ذَاهِبَةٌ بَاطِلَةٌ.
بِالْحَقِّ بِالصِّدْقِ.
وَالْمِيزَانَ العَدْلَ.
مُشْفِقُونَ مِنْهَا خَائِفُونَ مِنْ قِيَامِهَا.
يُمَارُونَ يُجَادِلُونَ.
حَرْثَ الآخِرَةِ ثَوَابَهَا.
تمت الصفحة ( 485 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق