الإيمان هو الحياة د . عائض القرني
الإيمان هو الحياة
د . عائض القرني
الأشقياء بكل معنى الشقاء هم المفلسون من كنوز الإيمان
ومن رصيد اليقين , فهم أبدا في تعاسة ومهانة وذلة .
{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا } .
لا يسعد النفس ويزكيها ويطهرها ويفرحها ويذهب غمها
وهمها وقلقها إلا الإيمان بالله رب العالمين , لا طعم للحياة
أصلا إلا بالإيمان .
إن الطريقة المثلى للملاحدة إن لم يؤمنوا أن ينتحروا ليريحوا
أنفسهم من هذه الأصار والأغلال والظلمات والدواهي , يا لها من
حياة تاعسة بلا إيمان , يا لها من لعنة أبدية حاقت بالخارجين
على منهج الله في الأرض .
{ ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم
في طغيانهم يعمهون } .
وقد آن الأوان للعالم أن يقتنع كل القناعة , وأن يؤمن كل الإيمان
بأن لا إله إلا الله بعد تجربة طويلة شاقة عبر قرون غابرة توصل
بعدها العقل إلى أن الصنم خرافة والكفر لعنة , والإلحاد كذبة
وأن الرسل صادقون , وأن الله حق له الملك وله الحمد وهو على
كل شيء قدير .
وبقدر إيمانك قوة وضعفا , حرارة وبرودة , تكون سعادتك
وراحتك وطمأنينتك .
{ ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة
طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } .
وهذه الحياة الطيبة هي استقرار نفوسهم لحسن موعود ربهم
وثبات قلوبهم بحب باريهم , وطهارة ضمائرهم من أوضار
الانحراف وبرود أعصابهم أمام الحوادث , وسكينة قلوبهم
عند وقع القضاء , ورضاهم في مواطن القدر , لأنهم رضوا
بالله ربا , وبالإسلام دينا , وبمحمد صلى الله عليه وسلم
رسولا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق