القرآن تدبر وعمل سورة الزلزلة + سورة العاديات صفحة رقم 599

 

 

الوقفات التدبرية

١

{ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا۟ عَنْهُ ۚ }

لأنهم لم يبق لهم أمنية إلا أعطاهموها، مع علمهم أنه متفضل في جميع

ذلك، لا يجب عليه لأحد شيء، ولا يقدره أحد حق قدره؛ فلو أخذ

الخلق بما يستحقونه أهلكهم. وأعظم نعمه عليهم ما منّ عليهم

به من متابعتهم رسول الله ﷺ ؛ فإن ذلك كان سبباًً لكل خير.

البقاعي: 22/198.

السؤال:

ما دلالة قوله: (وَرَضُوا۟ عَنْهُ)؟

٢

{ جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّٰتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ

فِيهَآ أَبَدًا ۖ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا۟ عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِىَ رَبَّهُۥ }

الخشية ملاك السعادة الحقيقية والفوز بالمراتب العلية؛ إذ لولاها

لم تُترك المناهي والمعاصي، ولا استعد ليوم يؤخذ فيه بالأقدام والنواصي.

الألوسي: 15/431.

السؤال:

ما معنى الخشية؟

٣

{ جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّٰتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ

فِيهَآ أَبَدًا ۖ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا۟ عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِىَ رَبَّهُۥ }

فمن خاف ربه هذا الخوف انفك من جميع ما عنده مما لا يليق بجنابه سبحانه،

ولم يقدح في البينة ولا توقف فيها. وما فارق الخوف قلباًً إلا خرب.

البقاعي: 22/199.

السؤال:

ما علامة خشية العبد من ربه؟

٤

{ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا }

تشهد على العاملين بما عملوا على ظهرها من خير وشر؛

فإن الأرض من جملة الشهود الذين يشهدون على العباد بأعمالهم.

السعدي: 932.

السؤال:

ما السلوك العملي الذي تستفيده من هذه الآية؟

٥

{ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ ٱلنَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا۟ أَعْمَٰلَهُمْ }

ما من أحد يوم القيامة إلا ويلوم نفسه؛ فإن كان محسنا فيقول:

لم لا ازددت إحساناً؟! وإن كان غير ذلك يقول: لم لا نزعت عن

المعاصي؟! وهذا عند معاينة الثواب والعقاب.

وكان ابن عباس يقول: أشتاتا: متفرقين على قدر أعمالهم.

القرطبي: 22/437.

السؤال:

ما الحكمة من رؤية الناس أعمالهم في هذا الموقف؟

٦

{ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُۥ ﴿٧﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُۥ }

المثقال هو الوزن، والذرة هي النملة الصغيرة، والرؤية هنا ليست

برؤية بصر، وإنما هي عبارة عن الجزاء. وذكر الله مثقال الذرة تنبيهاًً

على ما هو أكثر منه من طريق الأولى؛ كأنه قال: من يعمل قليلاًً أو كثيراًً.

ابن جزي: 2/600.

السؤال:

على أي شيء يدل ذكر مثقال الذرة في الآية؟

٧

{ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُۥ ﴿٧﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُۥ }

عن أنس، أن رسول الله ﷺ قال:

(إن الله لا يظلم المؤمن حسنة: يثاب عليها الرزق في الدنيا، ويجزى

بها في الآخرة; وأما الكافر فيعطيه بها في الدنيا، فإذا كان يوم القيامة

لم تكن له حسنة).

الطبري: 24/553.

السؤال:

إن الله عدل لا يظلم أحداً، ومع ذلك الكافر لا يجد يوم القيامة الخير

الذي عمله في الدنيا، كيف ذلك؟

التوجيهات

1- أهل الإيمان والعمل الصالح هم خير الخليقة،

﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمْ خَيْرُ ٱلْبَرِيَّةِ ﴾

2- شدة أهوال يوم القيامة، ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴾

3- الأصل في الموت الفجأة، ﴿ وَٱلْعَٰدِيَٰتِ ضَبْحًا ﴾

العمل بالآيات

1- صل ركعتين في مكان تحب أن يشهد لك يوم القيامة،

﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾

2- حاسب نفسك هذه الليلة على ما عملت من خير وشر، ﴿ فَمَن يَعْمَلْ

مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُۥ ﴿٧﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُۥ ﴾

3- تبسم في وجه أخيك المسلم، وأمط الأذى عن طريق الناس؛

فإن هذه الأعمال لا تكلف شيئًا وأجرها كبير، ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُۥ ﴾

معاني الكلمات

الكلمة معناها

الْبَرِيَّةِ الخَلِيقَةِ.

عَدْنٍ إِقَامَةٍ، وَاسْتِقْرَارٍ.

زُلْزِلَتِ رُجَّتْ وَحُرِّكَتْ بِقُوَّةٍ.

زِلْزَالَهَا تَحْرِيكَهَا الشَّدِيدَ.

أَثْقَالَهَا مَا فِي بَطْنِهَا مِنَ المَوْتَى والكُنُوزِ.

مَا لَهَا مَا الَّذِي حَدَثَ لَهَا؟

تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا تُخْبِرُ الأَرْضُ بِمَا عُمِلَ عَلَيْهَا.

بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا بِسَبَبِ أَنَّ رَبَّكَ أَمَرَهَا بِأَنْ تُخْبِرَ.

يَصْدُرُ النَّاسُ يَرْجِعُونَ عَنْ مَوْقِفِ الحِسَابِ.

أَشْتَاتًا أَصْنافًا مُتَفَرِّقِينَ.

لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ لِيُرِيَهُمُ اللهُ مَا عَمِلُوا، وَيُجَازِيَهُمْ عَلَيْهِ.

مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَزْنَ نَمْلَةٍ صَغِيرَةٍ.

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا قَسَمٌ بِالخَيْلِ الجَارِيَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ، حِينَ يَظْهَرُ

صَوْتُهَا مِنْ سُرْعَةِ عَدْوِهَا.

فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا فَالمُوقِدَاتِ بِحَوَافِرِهَا النَّارَ مِنْ شِدَّةِ عَدْوِهَا.

فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا فَالخَيْلِ الَّتِي تُغِيرُ وَتُبَاغِتُ العَدُوَّ صَبَاحًا.

فَأَثَرْنَ فَهَيَّجْنَ.

نَقْعًا غُبَارًا.

فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا فَتَوَسَّطْنَ بِرُكْبَانِهِنَّ جُمُوعَ الأَعْدَاءِ.

تمت الصفحة ( 599 )

انتظروني غدا باذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق