شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح ومسجد الفتاح العليم مساء 6 يناير 2019 في العاصمة الإدارية الجديدة بصحبة الإمام الأكبر شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني، ليكون السيسي هو ثاني رئيس مصريٍ يدشن كاتدرائية بعد الرئيس جمال عبدالناصر والذي دشن كاتدرائية العباسية سنة 1968 م.
تبدو هذه مفارقة، لكن المفارقة الأبرز أن مصر شهدت حدثًا لم يتكرر كثيرًا، أحدهما منذ 63 سنة والآخر منذ قرن بالتمام والكمال وهو قيام رمز ديني مسيحي كبير بإلقاء خطبة داخل مسجد.
ألقى البابا تواضروس بتاريخ 6 يناير سنة 2019 خطبة من مسجد الفتاح العليم وهو المشهد الذي مضى على شبيهه 100 سنة حين اعتلى القمص سرجيوس منبر الجامع الأزهر ليشد من أزر الثائرين في ثورة 1919 م؛ وبعد القمص سرجيوس اعتلى أحد القساوسة منبر الأزهر داعيًا المصريين للوقوف ضد العدوان الثلاثي سنة 1956 م.
ومثلما ألقى البابا تواضروس خطبة داخل الجامع سنة 2019 كالقمص سرجيوس سنة 1919، وقس الكنيسة في العدوان الثلاثي، ألقى الطيب خطبة داخل الكنيسة وهو مشهد لم يحدث في التاريخ المصري رغم أن نشاط القمص سرجيوس لم يقتصر على الأزهر بل وقف مرة أخرى هو والشيخ القاياتي يتناوبان الخطابة من فوق منبر جامع ابن طولون.
الفرق بين مصر 2019 و 1919 ببصمة يهودية
مفارقة أخرى حدثت من 100 سنة في مصر ولم تتكرر بشأن الديانات ودور العبادة فالمشهور أن القمص سرجيوس ألقى خطبة في الأزهر إبان ثورة 1919 م، لكن كان هناك رمز نسائي يهودي في تلك الوقائع.
نشرت جريدة الأهرام عددها رقم 12778 بتاريخ يوم الأربعاء 16 إبريل سنة 1919 م قيام إمرأة يهودية بإلقاء خطبة في الجامع الأزهر اسمها نظلة ليفي.
تحدثت نظلة ليفي عن الوحدة الوطنية، ودعت الناس على التمسك بها والرباط عندها ، لأنها سبيل قادر على طرد الإنجليز من مصر، واستطردت في خطبتها إلى أن الرسل جميعاً إخوة موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام؛ مؤكدةً على أن الله كرم هذه الأمم بهؤلاء الأنبياء، وأنها جاءت لتحيي رمزًا من رموز هذه الوحدة في الأزهر الذي هو ملك للجميع وبيت للجميع.
ويلاحظ في خبر الأهرام أن كلمة إسرائيلي طبقاً لخبر الأهرام لم تكن عيباً أو سُبَّة وقتها لأنها كانت مصطلحاً لطائفة اليهود والذين يرون أن إسرائيل هو النبي يعقوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق