كيف يمكنني التفسير لأطفالي، أن هناك أطعمة ضارّة لا يجوز تناولها، بينما يرونني أرتكب إثماً بحق صحة جسدي، عندما أتناول المشروبات الغازية أمامهم بدلاً من الماء؟
ورغم أن رغبتهم في الحصول على الممنوع تؤرق مضجعي، إلا أن كل من حولي ينصحونني دائماً بأن لا أدع الوسواس يلتهم أفكاري، وأسمح لأطفالي الذين ما زالت أسنانهم اللبنية غير مكتملة، بتجربة الممنوع الفاسد
وقد لا تبدو هذه القضية جديدة، ولكنها أمراً يرهق يومياتي، وخصوصاً تناول الأطعمة الخالية من أية قيمة غذائية..ولكن لست أنا الضحية، بل أطفالي، وأطفال العالم كله في يومنا الحالي.!
وأشدّ ما أمقته، هو الخروج من المنزل لسبب واحد، يتمثل باضطراري على تشجيع أطفالي على تناول طعام صحي في المطعم؟ والأطفال كائنات ذكية، يعرفون كيف يسببون لنا الإحراج، من خلال البكاء المزعج في الأماكن العامة للنزول عند رغباتهم في تناول البطاطا المقلية وغيرها، والتي تقدمها مطاعم الوجبات السريعة.
وعندما شكيت مصيبتي لإحدى صديقاتي، حول كيف يمكنني منع أطفالي عن تناول الأطعمة الخالية من أي قيمة غذائية، أجابتني بسخرية قائلة: “امنعيهم عن العالم الخارجي!”
وهذا الأمر محزن للغاية، ولو كان لدي الصلاحية، لكنت أصدرت قراراً بمنع ترخيص مطاعم الوجبات السريعة. وإذا، كان بإمكاني حماية أطفال العالم، فسأفرض قيوداً تحظر تقديم الوجبات السريعة للأطفال ما دون سن (16) من أجل الحفاظ على صحتهم.
ولذا بدأت أفكر، لماذا يكره الأطفال الأطعمة الصحية؟ ولماذا يصاب الكبار بالشره والإقبال على التهام الأطعمة “الفاسدة”؟ وهل من السهل السيطرة على الأطفال، وتربيتهم على اتباع سلوك غذاء صحي ومفيد؟
وأريد أن أشير إلى أنّ أطفالي لديهم مشكلة فقدان الشهية منذ الولادة، وبدأوا للتو يتقبلون بعض الأطعمة، في الوقت الذي يصبح فيه طعم السكر سبباً وراء إخفاقي في حثّهم على تناول الأطعمة الصحية فقط. وأنا لست أمّا خارقة، كما تناديني طفلتي التي تبلغ من العمر ثلاثة أعوام، ولكنني والدة عنيدة ومسؤولة.
وللعلم، فإنّ المشروب “السام” الذي أتناوله، هو مشروب “سفن أب” الغازي “الخالي من السكر”! وبما أني امرأة خارقة بنظر طفلتي، قررت أن أتبع سلوكاً حميداً بهدف الحفاظ على صحة أطفالي، وتقوية مناعتهم:
1.محاولة تجاهل بكاءهم في الأماكن العامة للنزول عند رغباتهم، وخصوصاً أنّ الطفل عندما يشعر بالجوع، لا يملك القدرة على المساومة حول نوع الطعام.
2.التغيير في سلوك الأطفال بهدف تناول غذاء صحي ومتوازن، يبدأ من تغيير سلوك الأبوين من خلال رفض وجود “الأطعمة السامة” على المائدة.
3.حثّ الأطفال على تجربة أنواع مختلفة من الأطعمة، وتحديد ماهية الأنواع التي يفضلها الطفل، وتحفيزه على تناولها.
4.ومن بين الدروس التي تعلمتها كأم، هو أنّ الطفل مثل الإنسان البالغ، لديه رغبات، ويتملكه الشعور بفقدان الشهية أحياناً. لذا، لا يصح أن تجبر الأم طفلها على تناول الطعام، وعوضاً عن ذلك فالحب والحنان، والنوم الصحي، كلها أغذية صحية للروح، والنفس، والجسد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق