عـجـا ئـب شعر سعيد حسين القاضي

عـجـا ئـب

جبانٌ يرتدى ثوب الشجـاعهْ *** وراقصـةٌ تنـدّد بالخـلاعَهْ
وحوتٌ يأكل الأمـوال ظلمـاً *** ويدعو المُعْدمين إلي القناعَهْ
وحـاوٍ ذو ألاعيـــــبٍ ومكــرٍ *** ينادى بالوضـوح وبالنصاعَةْ
ــــــــــ

وآخــــرُ في تجارتـه خبيــرٌ *** بفنّ الغشِّ في عرض البضاعَهْ
وتسمعـه فتحسـبه وَليــّـاً *** يُــتَمْتِمُ بالأمــانةِ كلَّ سـاعَهْ
ــــــــــ

ومبتدعٌ إلى الأخـلاق يدعـو *** ويخطب في المحافل والإذاعَهْ
علي القيـم النبيـلة راح يبكي *** ويعلـن مـن تأثـِّرهِ الْتِــياعَهْ
وتحت ثيـابه البيضـاء ذئـبٌ *** يُغير علي الفريسة في براعَهْ
ويفعـل كلَّ ما ينهـاك عنــهُ *** فــلا خلـقٌ يقيهِ ولا مناعَـهْ
ـــــــــ

وذو وجهيـن ملمسُـهُ رقيـقٌ *** تظـنُّ بـه السماحـة والوداعَهْ
ويركب موجـةًً من بعد أخـرى *** يُعِــدّ لكـل ميْـدانٍ قِناعَــهْ
يبثّ سمومه بيــن الضحايـا *** ويُخفـى في تبسِّمـه خِداعَهْ
ـــــــــ

وُصُــولىٌّ تحـركه الأمــاني *** ويَفَرِدُ إن رأى حلماً شِـراعَهْ
وإمّعــة يـرى الدنيـا متـاعاً *** وليس يـرى بها إلا متاعَهْ
إذا صـلَتْ قبيلتـه يصـلّي *** ويسبقهـم إمامـاً للجماعَهْ
وإن جنحوا إلي الآثام يوماً *** تجدْه يصير أكثرهـم بشاعَهْ
ــــــ

وثرثــارٌ .. وشهوتــه كلامٌ *** يقول: بأن ترك اللّغو طـاعَهْ
وكلُّ كلامِـه لغـوٌ وزيـــفٌ *** كرامُ الناس قـد مَلّوا سماعَهْ
ـــــــــ

وصاحبـك الذي تُفضـى إليـه *** بما تخفيه من سِـرٍّ… أذاعَهْ
ومن فمـه الكلام الحلـو يجرى*** إلي أذنيك .. لا ترجو انقطاعَهْ
وَلَوْ مالَ الزمــانُ عليك يومـاً *** يمـدّ لخصمك الباغي ذراعهْ
ــــــــــــ

نتـوءاتٌ .. وأورامٌ .. توالـتْ *** علي الجسدِ الذي فَقَدَ المناعَهْ
وأمراض القلوب إذا استقرتْ*** أَتُشفي بالدعاء وبالضراعَهْ ؟؟؟
ـــــــــ

إذا ما الطفل لم يشربْ رحيقـاً *** من الأخلاق من زمنِ الرضاعَهْ
سيمضي في الحياة بغير قلبٍ *** ويَرْتَعُ في الخطايا عن قناعهْ
وصُنّـاع العقــول إذا تراخَـوْا *** ستنهـار المصـانع والصناعَهْ
ومَنْ فَقَـد الضميــر فلا تَلُمْـهُ *** فلَوْ طلب التّعففَ.. ما استطاعَهْ

سعيد حسين القاضي

10/12/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق