ديوان شعر أحلى صدفة ....على دروب الحب..بقلم فارس من فرسان سحر الابداع/ا.محمد عبد الجواد

أحلى صدفة

أسمحوا لى أصدقائى الكرام أن أضع بين ايديكم هنا أول ديوان شعر لى طرح بالأسواق مؤخرا وتقوم بنشره وتوزيعه مؤسسة الأخبار
ويتناول ديوان شعر أحلى صدفة مجموعة شعرية رومانسية لم يسبق لى نشرها على الشبكة العنكبوتية
حيث ننفرد بنشرها هنا فى منتدانا الحبيب والغالى غزل والحنين
وأسمحوا لى أن أعرض عليكم وأضع بين ايديكم هذا الديوان
من الغلاف للصفحة الأولى حتى الغلاف للصفحة الأخيرة
وجدير بالذكر أن من قامت بتصميم الغلاف لهذا الديوان

المبدعة جيهان خليل

الْإِهْدَاء

إِلَى مَن كَانَت هِدَايَتِى لِكِتَابَة هَذِه الْخَوَاطِر
وَسَبَبا فِى سَعَادَتِى
إِلَى مَن سَكَنَت بَيْن حَنَايَا الْقَلْب
وَدَاعَبْت بِكَلِمَاتِهَا أَوْتَار قَلْبِى
وبِهَمَسَاتِهَا أَوْصَال وِجْدَانِى
وَحُرِّكَت مَشَاعِرِى الْسَّاكِنَة
وَأَنَارَت زَمَانِى وَأَفَقْت مِن غَفْوَتِى
عَلَى صَدَى هَمْسَة تَنْهِيِد قَلْبِهَا الْخَافِق بِحُبِّى
وَأَحْيَت بَذَاتِى الْأِنْسَان
وَفَجَّرْت بِدَاخِلِى الْبُرْكَان
أَهْدَى هَذَا الْدِّيْوَان

مُحَمَّد عَبْد الْجَوَّاد
مُبْدِع

مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم

تشرفت بمعرفة المبدع الشاعر محمد عبد الجواد من خلال قراءتى له في موقعي المتميز سحر الابداع .. وجدته بستانا ناضرا ، ثماره ناضجة متنوعة.. كلما تذوقت لونا حفزتنى حلاوته لطلب المزيد .. وجدت بحرا متدفقا بالمشاعر الانسانية الرومانسية الحالمة والمتوهجة في آن واحد .. ينساب شعره بنعومةكأمواج هادرة حينا .. وهادئة حينا آخر ..وجدت قلما نابضا متمرسا يغوص في اعماق النفس .. يتجول في دهاليز المشاعر .. ثم يرسم بحروفه لوحات فنية متجددة مختلفة ، متعددة الجوانب .. خواطره الرومانسية يصوغها بعفوية و تلقائية في لغة شاعرية عالية المستوى .. مستخدما اللغه العامية القريبة من الوجدان .. يصل بسهولة ويسر لقلب المتلقي وكأنها انسام الربيع .. أحيانا تخطفه الفصحى لتظفر بباقة من ابداعاته .. يستجيب لندائها ويمن عليها ببعض من خواطره .. لاكنها لا ترضى منه بالقليل فتتمرد عليه و تشاغبه وتناوشه يقتنصها حينا .. وتفر منه في دلال حينا آخر
تجد عنده القصيدة القصيرة المعبرة عن اللحظة…كما تجد لديه القصيدة الطويلة الممتدة التى تخترق حاجز الزمن ، التشبيهات والصور الشعرية لديه مستمدة من ارض الواقع ، واحيانا مجنحة في الخيال ، فحينما يصور الجرح النازف الذي يسببه فراق الحبيب بالجمرة .. تجد التشابه واضحا فالجمرة حمراء والجرح النازف أحمر ، الجمرة تكوى والجرح يكوي ويؤلم .. تتطابق بين المشبه والمشبه به في الشكل والمضمون .
ثم ينتقل لصورة اخرى .. الوردة الذابلة .. الشوق كالسكين يحدث جرحاً ومع الم الجراح تغيب البسمة ، تأمل معى هذه الصور في قصيدة
(حيران لوحدى)
حسيت في البعد عنه الجرح جمرة في مهجتي
دبلت وردتى..و جرحنى الشوق .. وغابت بسمتى
صور متتالية متعانقة في كلمات معددودة و تلك براعة التكثيف واذا انتقلنا لقصيدة ( موال حبك ) نجد اننا امام لون جديد من المعانى والتراكيب اللغوية
علمنى حبك الحب وفهمنى معانيه
كنت فاكرنى فارس طويت أراضيه
طلعت تلميذ في الحب وأنتِ المدرسة
قولى جامعة للحب والعشق بكل ما فيه
ونموذج آخر نقرأ
أن غبتِ عنى يوم تفقد عينى الضى
أصبح فى بعدك زهرة ومالها رى
فكرى مشتت فاقد وعيي وصوابى
ونار الشوق تقيد بقلبى تكوينى كى
وفي قصيدة ( فارسة أحلامى ) نجد نموذجا مختلفا .. فالحب قد عرفه بنهر .. والروح تعبر بحر الحب والجمال .. ومحيط المحبوبة بلا شطآن .. لكن عندما يجتمع القلب والروح ويتفقان على الحب فلن تقف امامهما حتى المحيطات .
سحائب الشاعر محمد عبد الجواد دائما تضخ امطارها بكرم لتروي الارض العطشى..فتهتز وتنبت من كل زوج بهيج ، وقد وجدت لدي الاديب محمد عبد الجواد موهبة تتوازى مع موهبة الشعر أذ واعنى عليها القدرة على ( الحكى ) فهو قصاص مشوق ، تعتقل حروفه العين و لا تسمح لها بالفرار الا بعد ان تنتهى من روايته ، لمست ذلك في يومياته التى عالج من خلالها كثير من القضايا الاجتماعية ، والذي قادنى الحظ لقراءة بعضا منها في رمضان الماضي .
استودعك ياعزيزي القارئ وأتركك لتتجول في ذلك البستان اليانع لتقطف منه ما يحلو لك من الثمار وما اكثرها في هذا البستان ، فان الموهبة الادبية لا تقيدها حدود ، ولا تكبلها أعباء الحياة ولا تقف امامها التخصصات الدراسية
وقد تجسدت في مبدعنا الأديب محمد عبد الجواد .
وفقه الله
سعيد القاضى

أحلى صدفة

رؤية نقدية بقلم : محمد أحمد برمو
رئيس نادى الأدب بقصر ثقافة ادكو
العطاء الثقافي المتجدد للمبدعين المصريين , دليل على خصوبة هذه الأمة , ومن أهم روافد هذه الثقافة ” الأدب” الذي سجلته أقلام أبناء مصر النابغين , وليس غريبا أن يكون عميد الأدب العربي – الدكتور طه حسين – مصريا .. وليست مصادفة أن يكون أمير الشعر العربي – أحمد شوقي – مصريا .. بل امتدت ريادة الأدب المصري عندما حظى بالتقدير العالمي وحصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب سنة 1988 .
بالإضافة لجوائز عالمية أخرى من هيئات ومؤسسات دوليه معنية بالأدب لمصريين آخرين ..
وديوان ” أحلى صدفة ” للشاعر محمد عبد الجواد
يأتي في سياق المنظومة الإبداعية التي تتبوأ فيها مصر مكان الصدارة ..
هذا الشاعر ينتمي لإدكو أحدى مدن إقليم البحيرة .. هذه المدينة الواعدة تقع بين الإسكندرية غربا ورشيد شرقا على شاطئ البحر المتوسط . ذات المعالم الطبيعية الخلابة .. بساتين النخيل , والمسطحات المائية – البحر والبحيرة – والرمال الذهبية التي شهدت مولد الشاعر محمد عبد الجواد … هذه المعالم الساحرة كفيلة بميلاد العباقرة والأدباء والفنانين , إلى جانب معالم تنموية أخرى تتمثل في صناعة النسيج واستخراج الغاز الطبيعي ..
المدينة لها تاريخ عريق في الأدب بداية من الشاعر عبد الله بن سلامة الإدكاوى فى القرن السابع عشر الميلادي وحتى بزوغ نجم الشاعر محمد عبد الجواد مرورا بالأدباء عبد الحليم قطيط , أمين عبد القوى , سلامه غباري , محمد محمود زيتون , شعبان خميس .. وجيل الشباب الشعراء. عبد المنعم العقبى , أحمد صلاح كامل , خميس حسون , ناصر محلاوى , هاني عشرة , أسامه كمال .. وغيرهم كثيرون صدحت أنغامهم الشجية في سماء المجد الأدبي .. أما قصائد الديوان فهي تتنوع بين المقطوعات العامية والزجل والفصحى وقصيدة النثر والأغنيات .. هذا التنوع يثرى العمل الفني بالتشويق والإثارة .. أما السمة الغالبة على قصائد ديوان ” أحلى صدفة ” فهي روح الرومانسية الحالمة المفعمة بالحيوية والتدفق والانطلاق والتحرر حيث تشف عن عمق معاني العاطفة المتوهمة التي يكسوها الجموح تارة , والهدوء تارة أخرى ..يقول محمد عبد الجواد
صراع وعناق بين العاشقين
ودنيا ورديه بالحب والحنين
في حلبة الحب آهات وأنين
لذة وخمر بالنشوى تشعرين
أخال شاعرنا في زورق ينساب بين أمواج حانية , شراعه الحب ودليله الغرام وزاده السهر ولغته النجوى , يضئ طريقه شعاع القمر , وتحرسه النجوم . وتداعب النسمات الرقيقة وجنات العاشقين فتبعث النشوى في الأوصال عندئذ يهمس الى حبيبته :

لو تعرفي قد إيه بحبك وبصوتك بتاخديني
ما كنتي تبعدي عني ساعة ولا لحظة تفارقيني
أنتي هدية ربنا عوضني بيكي حرمان سنيني
أنتي فرحى وسعدي وحبك في شراييني
وهكذا تمضى قصائد الديوان المشبوبة بالغزل فينطلق بنا الشاعر من مشهد إلى أخر . متوحدا مع محبوبته تارة مفارقا لها تارة أخرى .. يؤرقه الوجد والسهاد لو تخلفت عن موعدها , وتلتهب المشاعر وتحتدم الأشواق عند اللقاء ..
تحمل عناوين بعض القصائد وهجا من سني روحه , تنم عن شاعريه مفرطة , فقد أضفى الشاعر على رفيقته كل صفات الكمال مستلهما صورة “فينوس” ربة الجمال في الأساطير الرومانية .. نستدل على ذلك بعناوين قصائد مثل ” فارسة أحلامي , كاملة الأوصاف ، مولاتي ، فاتنتي ” إذ تحمل مناجاة في محراب الحب لفاتنته التي فجرت ينابيع العشق فراح يتغنى بأوصافها الملائكية في يسر وعفوية وتلقائية .. إن هذه القصائد في مجموعها – تحمل في ثناياها جماليات الشعر وتجلياته عندما تكون التجربة صادقة , والخيال جامحا والمعاني متدفقة عبر لغة حية بسيطة استطاع الشاعر ترجمة أشواقه العارمة بألفاظ متوافقة مع المعنى المراد .. وبرغم بعض الهنات في الوزن الشعري ، إلا أن ذلك يعود إلى حداثة العهد بالصياغة الفنية ..

لقد توقفت كثيرا أمام بعض القصائد التي أراها بلغت تمام النضج الفني , ومنها – على سبيل المثال – هذه القصيدة الرائعة التي أعدها من أجمل قصائد الديوان على الإطلاق
يا أغلى الحبايب
أنا وعى غايب
وقلبي اللى دايب
فى ليل البعاد ..
بيسأل عليك
ومشتاق اليك
وبسمة عنيك
فى ليلة سهاد ..
قربى الخطاوى
ياروح الغناوى
وقلبى اللى غاوى
يمشى لك بلاد ..

هذه الرباعية الجميلة ذات المعانى المتدفقة يختمها الشاعر بقوله
ياحبى الكبير
دا قلبي الكسير
فى حبك أسير
وإنتى المراد ..
انى ارشح هذه المقطوعه للغناء ودنيا الطرب والتلحين فهى جديره – بما تحمله من صور ومعانى – ان تعيد لنا قبسا من نور الزمن الجميل للاغنيه .
الملاحظه الجديره بالتسجيل ان عاطفه الحب لايجب ان تقتصر على مفردات الغرام والهيام والتشبيب .. بل تسمو لتصبح شريعه المحبين للوطن , المؤمنين بالتضحيه فى سبيله , وتحقيق اماله فى النهضه والتقدم وقد يتسائل البعض وهل يعالج الشعر هذه القضايا ؟
اليست المقالات والبحوث هما المنوط بهما هذا التوجه ؟
واجيب بأن الشعر تجربه انسانيه حيه نابضه فى افئده تسع العالم كله, وهو ترجمان الاحاسيس نحو مفردات الحضاره الانسانيه والقيم الخالده والرموز المؤثره فى مسيره الحياه , ” والحفاظ على الهويه العربيه فى عصر العولمه ” ان اختزال هذه العاطفه وتحديدها فى اطار العشق والغرام يعد – فى رأيى – قصور عن شموليه هذه العاطفه الانسانيه .. وأرى ان شاعرنا محمد عبد الجواد يستطيع بقلمه وفكره وموهبته ان يتجاوز هذا الاطار المحدود , وان يرتقى الى التعبير الصادق عن هموم وقضايا الانسان المعاصر ومعاناته وآماله وطموحاته نحو غد ارحب .. ونحو حياة تسودها الحريه والخير والجمال .. وانى على ثقه من قدرته على صياغات تحتشد بكل هذه القيم والمعانى الخالده ..

محمد احمد برمو
رئيس نادى الادب بادكو
مايو 2010

والأن الى قصائد الديوان

وأول قصيدة

على دروب الحب

الحب مبدئى والعشق غايتى

وف دروب الحب مغرما أسِير
الحــب يُضىء بـجمالـه دنـيـتى
وقـلبى مفعما الى حماه يطـير
قـلبى المحـب معلقا بحبيـبتى
يـناجـي طـيفها بغــرام سعير
الحـب شـمسا يسـطع بنورها
لـيل قــلبى بجــماله المسحور
والحـب كـنزا يناله كــل فـتى
يستوى فــيه الغـنى مع الفقير
يبث بصـدر الحـبيب بـشاشة

يكسـو وجهه نضارة الزهــور

أنا فى الحـب قديس أعـشقه
لا يضـاهينى قـيـس ولا عنتر
لى قلبا يحب ويحس ويشعر
خلقت للحب وبه وصلت للقمر
سـل عنى كل سحابة ونجمة
يأتيك كلا منهما بأعـظم الخــبر
من اجل حبى أضحـيت شيبا
زادى الحب وبالحـب .. أخـتمر
قد خلقت ومعى الهوى تؤامى
وبحبى الهوى أنتشى وأزدهر
تستهوينى كل ذى جمال بدلالها
وتسحر عيناى جميلة المنظر
يأسرنى فى الجميلة طباعها
كريمة بأصولها تتباهى وتفخر
تجدها بين الضلوع لها سكن
وحبها بقلبى لا يفتر ولا يتغير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق