ليلة الميعاد المنتظر بقلم...‏رفعت احمد حسين‏

ليلة الميعاد المنتظر

أحـــــلــــــــــم
أحلم بيوم يفيض
كنهر معاكس مجرى
سيره لا ينقص ماءه
كثرت النزح .
ويهبط على قلب
متاخم بأللا حدود .
أحـــــــــــــــلـــم
بلحظة أجد فيها
روحى تحلق فى
سماء أحضان الحبيب .
أحـــــــــــــــــلــــــم
بومضة تتلامس
فيها شفتاى بفم
تلك السمراء .
ذاك الذى هو دائرة
معجونة بخطوط
الطول والعرض
والأبعاد الضائعة .
أتخـــــــــــيــــل
حين تنكسر الجرة
أول الدرس
وتخرج آهاتك المدهشة
بتفجع الوقت والدمع
المسكون بالهواجس .
أرى
كبار القبيلة المعاتبون
أفتضاض (ال .بكار .ة )
عالم مسجون ذلك
السر المباح أعلانه .
ذاك الحلم وتلك
الخيالات تعالى معها
صراخ الحنين مدويا
فارتجت أركان الوجدان
متوجسة لوعته وأناته.
ودقت طبول الشوق
مخترقة حجب الفؤاد
وسرى لهيب العشق
فى شريان الوله.
هتف الوجد أنشودة
الغرام فاتحدت قوى
العقل والجسد فغدت
تعدو محطمة قيود
الصمت والخجل
وأزاحت برقع الكلام
المستتر من وراء
لغة العيون الفضاجة.
الشوق الكامن فى
الأعماق صعد أدراج
الشفاة المتعطشة
للمس الكلام الهامس.
أتت رياح الحبيب
محملة بالآهات
والأنات ،منذرة بهطول
الدمعات الغزيرات
من مقلتيه المحترقات
ببعد المسافات.
لبيك وسعديك
إنى آتٍ إليك
لا يعوقنى الجو
العاصف بالأمطار .
قالت:من دونك الأبواب
مفتحة ، وهيت لك
كرمى لكَ دانِ
وقطوف جنينتى
بين يديك هانئ.
فاختر أى القطوف
بادئ.
جلست بين جنة
الأختيار ، ونار القرار.
قلت:روحى عقلى
حبى إنى محتار
ثم محتار .
قالت:ياحبيب دروب
العاشقين وإن تعددت
وتشعبت فهى
معبدة وسهلة
للسالكين.
قلت:أيا نبض الحياة
صنوف فاكهتك
تنادينى عاجلة
فخشيت تناول
أحداها فاترمقنى
الأخريات ،وما أنا
بالخازل أى منها
والكل لدىّ سواء
والكل عندى فى
المذاق سواء.
الكل يطربنى
ويشجينى.
الكل يشبعنى ويروينى
قالت:أتحب سياحة
السباحة؟
قلت:كم أنا مطوق
لرحلة صفاء لأريح
عناء الفراق ، ومر
الأبتعادالقاتل.
قالت:كنت أسافر
معك عبر أجنحة
الخيال مع كل مطلع
فجر ومجيئ غروب
ومابينهما من أوقاتٍ
لذيذ الصحبة
ومر الهجر.
قلت:لا وقت للمقال
وأسمحى لى
بالتجوال والترحال
مابين نحرك العليل
وخصرك النحيل
لأستظل بذاك الفى
الجليل ،أغسل درن
الحرمان من هذا
الندى المنساب
بين أحضانك
كالسلسبيل
وأرتشف من حنانك
ذاك النبع الأصيل.
تلك المسافات البعيدة
القريبة المتسعة
المحدودة .بعيدة فى
العطاء ،قريبة للأحبة
متسعة فى السخاء
محدودة للأعزاء.
قالت:أنت أبعادى
الجسمانية وحدودى
الروحانية ، وفى
ربوعك الخصبة نبتت
أحاسيسى وأينعت
وفى وفير ودك أثمرت
واستوت، وفى هواك
تدلت وتزللت،فانعم
يامالكى الحبيب
كلى بين يديك
القاصى والدانى فى
عضديك .
قلبنى يمنة ويسرة
ترانى لينة سهلة
منزوعة البذور
خالية القشور
طالقة البخور
واضعة العطور
أبعدت الثياب والأعقاب
وغلقت الأبواب
لا كلام ولا همس
وإنما حسيس ولمس
حضنى لك مطية
ونهدى؟ لك تكية
وريقى لك سقية
وفخدى؟لك طريق
وشهيقى لك رحيق
بحورى أمواجها ساكنة
شواطئِ معبدة هادئة
عنقى لك غواصة
وفى قعرى فاكهة
ولآلئ تائهة
فلتكن غواص ماهر
على جمعها قادر
أعطيتك المفاتيح
وعرشى فاستبيح
طريقك سالك
لاعوج فيه ولامهالك
حطم القيود
واقتحم الحدود
مشوارك ممدود
يعلوه العنبروالعود
تزينه الزهوروالورود
دونك الجب يفيض
عسلا
وخمرة لذة للشاربين
فادلو بدلوك واغترف
لا تخشى الحدب
وكن من الطامعين
واستكثر
فلدينا كيل يسير
عد كرات وكرة
ومرات ومرة
ففى عطاؤنا هناء
ومسرة
والأهل جاءوا أفواجا
ومجرة
لسماع صوت كسر
الجرة
ورؤية نقش على منديل
شرف العفة
قلت:ياساقية كأس
الهناء تمهلى
وامنحينى من الزمان
ثوانِ ، حتى أعلم
أنى يقظانِ
قالت:إن الثوانِ من عمر
المحبين دهور
قلت:والدهور فى
حياتهم مهما تطول
يرونها أسرع من
البرق الخاطف
ذلك لأنهم عندما
يتعانقان ويلتحمان
تتوقف عقارب الزمن
ويعطب ولا يعمل
إلا عند أنفصامهما.
قالت:بل أرى فى
تعانقهما يتوقف القلب
عن النبض ويلغى
قانون الشهيق والزفير
قلت:عندئذٍ يجيئ
الميعاد المنتظر
ولا أنتظار بعد اليوم
قالت:كن بى رحيما
عند كسرك الجرة
لينسكب السائل
الوردى وينقش على
راية الوفاء
لتبقى عالية
خفاقة ترفرف فى
سماء الشرف يفخر
بها فلذات أكبادنا
كما فخر بها
أجدادهم من قبل
حينها سكت الكلام
المباح
وأذن الديك عن أعلان
الصباح
والميعاد قد لاح

رفعت احمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق