التعامل مع الطفل المغرور

 




غرور الطفل .. هل هي ثقة بالنفس أم ضحية التربية الخاطئة

الغرور مشكلة يشعر فيها الطفل بإعجاب مفرط بنفسه، مع المبالغة في تقديره الذاتي والثناء المفرط على نفسه حتى في المجالات التي قد يفتقر فيها إلى المهارة.

أظهرت الدراسات الحديثة أنه عندما يمدح الآباء أطفالهم بشكل مفرط، فإن ذلك يزرع الغرور والنرجسية عن غير قصد. وهذا يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل ازدراء الآخرين وكثير من الغطرسة أثناء البلوغ. في هذه المقالة سوف نتعرف معًا على تعريف الغرور والنرجسية بالنسبة للأطفال، وكيفية التعامل مع الطفل المغرور، وسوف نتطرق إلى الحديث عن بعض المعلومات المتعلقة، فتابع القراءة.

 

تعريف الغرور عند الأطفال

الغرور عادة سيئة يمكن أن تبدأ في الظهور خلال الطفولة والمراهقة في عصر المجتمعات المفتوحة. إنه سلوك يضر بتنمية شخصية الطفل وعلاقاته الاجتماعية. محاولة مقارنة قدراتهم وإنجازاتهم بقدرات الآخرين.

من الواضح أن غرور الأطفال ونرجسيتهم غالبًا ما يظهرهما الأطفال الكبار، لكن هذا ليس هو الحال دائمًا. ولكن دعونا نتفق أن غرور الأطفال يأخذ شكلًا بريئًا وبسيطًا، مقارنة مع البالغين.

غالبًا ما يرتبط غرور الطفل بالسلوك البدني التنافسي والثناء على قدراته وأدائه بشكل عام. ومع ذلك، يؤكد علم التربية أن هذا السلوك يمكن تعديله وتغييره عندما يوافق الأب أو الأم على مساعدة الطفل وتوجيهه دون الانتقاص من تقديرهما لقدرات الطفل ومزاياه. ليس الغرض من ذلك التقليل من تقدير الطفل لذاته، بل السيطرة على تفاخره بمزاياه للآخرين.

 

ما أسباب ظهور صفة الغرور عند الأطفال

  • قد يكون سبب غرور الطفل هو الجمال أو التفوق الدراسي أو ارتفاع المستوى المادي، أو لربما التدليل الزائد.

  • قلة الوازع الديني، وعدم فهم قواعد التعامل الإنساني بداخل الطفل.

  • ربما يكون هناك مشكلة نفسية لدى الطفل ويجب علاجها على الفور.

  • عدم إدراك الطفل لحدود الثقة بالنفس وبين الغرور والنرجسية.

  • اهمال هذه المشكلة عند ظهورها وتركها تنمو وعدم محاولة مساعدته عند الحاجة.

  • عدم وضع حدود والاستجابة لمطالب الطفل، بدلاً من التحدث معه بهدوء حول سبب كون الأمور على ما هي عليه.

  • الاستسلام للطفل وإفراطه في إفساده. ربما الشعور باليأس من الموقف وعدم الرغبة في التعاون على الإطلاق.

  • ترك الطفل لفترات طويلة دون تعاون منه، مما يجعله يشعر بعدم التآلف مع نفسه وعدم الراحة في شكله المعتاد.

  • عدم وجود تنظيم ولا تخطيط للمهام المنزلية، وترك الأمور بلا متابعة، مع تحميل الطفل المطيع كل المهام، وترك الطفل المغرور لخياله وأحلامه.

 

ما صفات الطفل المغرور

  • يعتقد الطفل المغرور بأنه يعرف كل شيء، ويحب أن يكون استثناء لكل قاعدة.

  • غالبًا ما يظهر صورة متميزة ومختلفة عن نفسه، حتى لو كان يكذب.

  • يميل الطفل المغرور إلى الاعتقاد بأنه أفضل من الآخرين من خلال تحقير من حوله.

  • يعتقد بأنه من حوله يكن له الاحترام والتقدير، ويضعون مشاعرهم فوق كل شيء.

 

كيفية التعامل مع الطفل المغرور

  • التركيز على بناء شخصية الطفل وليس على الإنجازات: لذا عليك توجيه اهتماماتك للثناء على صبر طفلك ومثابرته في تحقيق أهدافه، وعلى طيبته وحسن تعامله مع الآخرين.

  • يجب تعليم الطفل كيف يقدر نفسه وقدراته بشكل صحيح: من خلال مناقشة هذا الأمر معه، أو حتى وضعه في بعض المواقف حيث سيتعلم عدم المبالغة في تقدير نفسه وما يمكنه فعله، أو التباهي بما لديه. مثل هذا السلوك سيكون محرجًا للطفل لأنه سيثبت عدم صحة ما يعتقده عن نفسه. في مثل هذه الحالة غروه لن ينقذه.

  • تعليم الطفل أن التواضع من سمات الواثقين من أنفسهم، وراضين عن قدراتهم: سيساعدهم ذلك على تجنب الربط بين الغرور والثقة بالنفس. وفهم أن الغرور والثقة بالنفس مفهومان متناقضان فيما يتعلق بمعناهما.

  • تحسين علاقات الطفل مع أصدقائه والآخرين: تتمثل إحدى طرق تحسين العلاقات مع طفلك في إخباره بأنه لا يمكنه العيش بمفرده وأن غروره المستمر سيؤدي إلى نفورهم منه. إذا أرادوا أن يظل محبوب من قبل الآخرين، فسوف يحتاج إلى تطوير علاقته مع الآخرين.

  • من الضروري الحفاظ على الموضوعية عند مدح طفلك. من أكثر الأمور الضارة التي يمكن أن تسبب غرور لدى الطفل هو الثناء عليه بشكل مبالغ. يجب الانتباه إلى الصفات الجيدة التي يمتلكها طفلك، ومن ثم يمكن إصدار تحديات موجهة نحو نموه وتطوره. من غير الضروري وغير المجدي أن تسرف في الثناء على طفلك.

  • تعليم طفلك معنى المشاركة والتعاون: يجب أن تزرع في نفس طفلك قيم المشاركة والتعاون، وأنه غير قادر على فعل كل شيء لوحده، بل يحتاج إلى التعاون مع الآخرين، فيجب أن يعرف الطفل جيدًا أهمية الأصدقاء والآخرين في حياته، وما لذلك من أثر إيجابي.

  • التوعية والإرشاد في توضيح الفرق بين الثقة بالنفس والغرور لدى الأطفال، من خلال تنوير الطفل بالآثار التي سوف تحدث عند اتصافه بالغرور وكيف سيتعامل معه الآخرين وكيف سينظرون له.

  • تنظيم وتوزيع المهام بشكل منتظم بين وبين أخوانه.

  • عدم تدليل الطفل بشكل كبير، وتعليمه بأن يخدم نفسه بنفسه بالأشياء التي تتطلب ذلك.

ومضة

قد يكون من السهل التعامل مع الطفل المغرور ولكن تذكري أن سلوك هذا الطفل يعتمد بشكل كبير على علاقته بك وتركيزك على بناء شخصيته بدلاً من تصحيح أخطائه. وطالما أن طفلك يشارك بنشاط في عملية التغيير وليس مجرد إسقاط مستقبلي لأوامرك وتوجيهاتك، فستنجحين في التعامل معه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق