القرآن تدبر وعمل سورة المطففين صفحة رقم 588

 

حفظ سورة المطففين صفحة 588 نص وصوت

 

الوقفات التدبرية

١

{ كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا۟ يَكْسِبُونَ }

هو الذنب على الذنب حتى يسود القلب، قال مجاهد: هو الرجل يذنب

الذنب فيحيط الذنب بقلبه ثم يذنب الذنب، فيحيط الذنب بقلبه حتى

تغشى الذنوب قلبه..

قال بكر بن عبدالله : إن العبد إذا أذنب صار في قلبه كوخزة الإبرة،

ثم إذا ثانيا صار كذلك ثم إذا كثرت الذنوب صار القلب كالمنخل

أو كالغربال لايعي خيراً ولا يثبت فيه صلاح.

القرطبي:22/143.

السؤال:

ما الران؟ وكيف يصل إلى قلب العبد؟

٢

{ كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا۟ يَكْسِبُونَ }

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب صقل منها،

فإن عاد عادت حتى تعظم في قلبه، فذلك الران الذي قال الله:

(كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا۟ يَكْسِبُونَ) ).

الطبري:24/286.

السؤال:

وضح أثر التوبة على الران الذي يصيب القلب.

٣

{ كَلَّآ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ }

قال الحسين بن الفضل: كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في

الآخرة عن رؤيته قال الزجاج في هذه الآية دليل على أن الله

عز وجل يرى في القيامة.

الشوكاني:5/400.

السؤال:

لماذا حُجِب الفجار عن رؤية الله في الآخرة؟

٤

{ خِتَٰمُهُۥ مِسْكٌ ۚ وَفِى ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَٰفِسُونَ }

المتنافسون أي الراغبون في المبادرة إلى طاعة الله تعالى وأصل

التنافس التغالب في الشيء النفيس، ومجاهدة النفس للتشبه

بالأفاضل واللحوق بهم من غير إدخال ضرر على غيره وهي

بهذا المعنى من شرف النفس وعلو الهمة.

الألوسي:15/283.

السؤال:

ما التنافس المحمود المقصود في الآية؟

٥

{ خِتَٰمُهُۥ مِسْكٌ ۚ وَفِى ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَٰفِسُونَ }

وفي هذه الآية الكريمة لفت لأول السورة، إذا كان أولئك يسعون

لجمع المال بالتطفيف، فلهم الويل يوم القيامة. وإذا كان الأبرار لفي

نعيم يوم القيامة، وهذا شرابهم، فهذا هو محل المنافسة،

لا في التطفيف من الحب أو أي مكيل أو موزون.

الشنقيطي:8/463.

السؤال:

ما المنافسة المحمودة والمذمومة في السورة؟

٦

{ وَمِزَاجُهُۥ مِن تَسْنِيمٍ ﴿٢٧﴾ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ }

والتسنيم أعلى أشربة الجنة، فأخبر سبحانه أن مزاج شراب

الأبرار من التسنيم، وأن المقربين يشربون منه بلا مزاج ...

وهذا لأن الجزاء وفاق العمل، فكما خلصت أعمال المقربين كلها لله

خلص شرابهم، وكما مزج الأبرار الطاعات بالمباحات مزج لهم

شرابهم، فمن أَخْلَصَ أُخْلِص شرابه، ومن مَزَج مُزِج شرابُه.

ابن القيم:3/270.

السؤال:

لماذا كان شراب المقربين خالصاً من تسنيم، وشراب الأبرار

ممزوج بغيره ؟

٧

{ وَإِذَا ٱنقَلَبُوٓا۟ إِلَىٰٓ أَهْلِهِمُ ٱنقَلَبُوا۟ فَكِهِينَ }

أي: مسرورين مغتبطين، وهذا من أعظم ما يكون من الاغترار،

أنهم جمعوا بين غاية الإساءة والأمن في الدنيا، حتى كأنهم قد جاءهم

كتاب من الله وعهد أنهم أهل السعادة، وقد حكموا لأنفسهم أنهم أهل الهدى،

وأن المؤمنين ضالون، افتراء على الله، وتجرؤا على القول عليه بلا علم.

السعدي:916.

السؤال:

بَيِّن وجه الإساءة العظيم الذي بينه الله من حال هؤلاء المشركين.

التوجيهات

1- من أعظم العقوبات: الحرمان من النظر إلى الرب تبارك

وتعالى في الآخرة، ﴿كَلَّآ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴾

2- الحذر من كل ذنب هو سبب لران القلب،

﴿ كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا۟ يَكْسِبُونَ﴾

3- من صفات المؤمنين التنافس في الطاعات ،

﴿ وَفِى ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَٰفِسُونَ ﴾

العمل بالآيات

1- قل: اللهم إني أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم، في غير

ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، ﴿ كَلَّآ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴾

2- تصدق بسقاية مسلم، ﴿ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ ﴾

3- انظر إلى رجل يبكر في الحضور إلى المسجد ونافسه في ذلك،

﴿ وَفِى ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَٰفِسُونَ ﴾

معاني الكلمات

الكلمة معناها

كِتَابَ الْفُجَّارِ كِتَابَ أَعْمَالِهِمْ، أَوْ مَصِيرَهُمْ.

سِجِّينٍ سِجْنٍ، وَضِيقٍ.

مَرْقُومٌ مَكْتُوبٌ كَالرَّقْمِ فِي الثَّوْبِ لاَ يُمْحَى.

مُعْتَدٍ ظَالِمٍ مُتَجَاوِزٍ لِلْحَدِّ.

أَثِيمٍ كَثِيرِ الإِثْمِ.

أَسَاطِيرُ أَبَاطِيلُ.

رَانَ غَطَّى.

لَمَحْجُوبُونَ مَحْرُومُونَ مِنْ رُؤْيَةِ رَبِّهِمْ.

لَصَالُو الْجَحِيمِ لَدَاخِلُو النَّارِ يُقَاسُونَ حَرَّهَا.

لَفِي عِلِّيِّينَ لَفِي مَرْتَبَةٍ، وَمَكَانٍ عَالٍ.

الأَرَائِكِ الأَسِرَّةِ المُزَيَّنَةِ بِالسُّتُورِ، وَالثِّيَابِ.

نَضْرَةَ بَهْجَةَ.

رَحِيقٍ خَمْرٍ صَافِيَةٍ.

خِتَامُهُ مِسْكٌ آخِرُهُ رَائِحَةُ المِسْكِ.

وَمِزَاجُهُ خَلْطُهُ.

تَسْنِيمٍ عَيْنٍ فِي أَعْلَى الجَنَّةِ.

يَشْرَبُ بِهَا يَشْرَبُونَ مُتَلَذِّذِينَ بِهَا.

يَتَغَامَزُونَ يَغْمِزُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَعْيُنِهِمُ اسْتِهْزَاءً.

انْقَلَبُوا رَجَعُوا.

فَكِهِينَ مُتَلَذِّذِينَ بِسُخْرِيَتِهِمْ مِنَ المُؤْمِنِينَ.

حَافِظِينَ رُقَبَاءَ يُحْصُونَ أَعْمَالَهُمْ.

تمت الصفحة ( 588 )

انتظروني غدا باذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق