هل تخيلت يومًا أن أجسادنا أشبه بآلة أو سيارة نستهلكها على مر السنين؟ إذن ماذا يحدث بعد مرور سنوات طويلة وأنت تستخدم تلك الآلة؟ سيأتي وقت بالتأكيد وتتعرض لأعطال أو لا تقوم بوظيفتها على أكمل وجه، هذا بالضبط ما يحدث مع أجسادنا، فمع التقدم بالعمر نتعرض للعديد من المشكلات الصحية أو كما تُعرف بـ أمراض الشيخوخة، والتي نتعرف إليها من خلال المقال ونخبركم كيفية الوقاية منها والتمتع بصحة جيدة.
ما هي أمراض الشيخوخة؟
أمراض الشيخوخة هي تلك المشكلات الصحية التي ترتبط بالتقدم في العمر. تُعرف أمراض الشيخوخة بالإنجليزية Age Related Diseases.
مع تقدمنا في السن، تبدأ أجسامنا وأعضاؤنا في التدهور، وتصبح أكثر عرضة لمجموعة متنوعة من الأمراض.
يختلف العمر الذي يبدأ فيه الشخص للتعرض لأمراض الشيخوخة وفقًا لعديد من العوامل ومنها:
أسلوب الحياة.
النظام الغذائي.
الحالة النفسية.
الإصابة بأمراض مزمنة أخرى.
تشمل أمراض الشيخوخة الشائعة:
انخفاض طفيف في الرؤية أو السمع.
ارتفاع ضغط الدم ومشكلات الأوعية الدموية.
أمراض القلب.
التهاب المفاصل.
هشاشة العظام.
السكري.
الاكتئاب.
الفشل الكلوي المزمن.
مرض الانسداد الرئوي المزمن.
الخرف والزهايمر.
مرض باركنسون.
السكتة الدماغية.
وقد يعاني الشخص من حالة أو أكثر من هذه الحالات في الوقت نفسه، وسنتحدث عن هذه المشكلات بالتفصيل فيما يلي.
ماهى أمراض الشيخوخه؟
أمراض القلب
تُعد أمراض القلب من بين الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم. الشكل الأكثر شيوعًا لها هو مرض الشريان التاجي، والذي يحدث نتيجة تضيّق أو انسداد الشرايين الرئيسية التي تزود القلب بالدم.
يمكن أن يتطور انسداد الشرايين بمرور الوقت، وقد يحدث بشكل سريع ويسبب نوبات قلبية مهددة للحياة.
تساهم الحالات الأساسية غير المعالجة، مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الكوليسترول، مع مرور الوقت في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض الدماغية الوعائية.
السكتات الدماغية
تحدث السكتة الدماغية عندما يتوقف الدم عن التدفق في منطقة واحدة من الدماغ بسبب خلل في إحدى الأوعية الدموية، وهو أمر خطير للغاية، لأن خلايا الدماغ المحرومة من الأكسجين تبدأ في الموت بسرعة كبيرة.
هناك نوعان من السكتات الدماغية، وهما:
السكتة الدماغية الإقفارية: هي الأكثر شيوعًا، وتنتج عن أي نقص في تدفق الدم إلى الدماغ، وعادةً ما تحدث نتيجة جلطة دموية تسد أحد الأوعية الدموية.
السكتة الدماغية النزفية: تحدث نتيجة تمزق أحد الأوعية الدموية مسببًا نزيفًا في الدماغ.
يمكن أن تسبب السكتات الدماغية الوفاة أو الإعاقة الخطيرة، اعتمادًا على موقع وشدة الانسداد أو التمزق.
ارتفاع ضغط الدم
ضغط الدم هو القوة التي يبذلها الدم على جدران الشرايين عندما ينبض القلب. عادةً ما يرتفع ضغط الدم مع التقدم في العمر.
قد يسبب ارتفاع ضغط الدم بشكل مزمن مشكلات خطيرة للقلب والأوعية الدموية والكلى والأنظمة الأخرى في الجسم.
السكري من النوع الثاني
مرض السكري من النوع الثاني، هو حالة تتطور نتيجة تدمير خلايا بيتا في الجزر البنكرياسية و/أو نتيجة مقاومة الأنسولين أي أن الأنسولين يُفرز ولكن لا يتمكن الجسم من استخدامه.
يصبح مرض السكري من النوع الثاني أكثر شيوعًا بعد سن 45 عامًا، ويتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل كبير، وقد يؤدي إذا لم يُعالج إلى مشكلات خطيرة مثل: النوبات القلبية والسكتة الدماغية وتلف الأعصاب والفشل الكلوي.
الأورام السرطانية
التقدم في العمر هو أحد أكبر عوامل الخطر للعديد من أنواع السرطان، إذ تنمو الخلايا غير الطبيعية بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
وفقا للإحصاءات، يُشخص 77٪ من حالات السرطان لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا.
هناك عدد من أنواع السرطان أكثر شيوعًا مع التقدم في العمر، بما في ذلك، سرطان الجلد والثدي والرئة والقولون والمستقيم والبروستاتا والمثانة وسرطان المعدة.
مرض الشلل الرعاش
سُمي هذا الاضطراب العصبي التقدمي على اسم الطبيب البريطاني (باركنسون) الذي وصفه لأول مرة في أوائل القرن التاسع عشر، وهو حالة تسبب رعشة مستمرة في الأطراف.
تبدأ 75% من حالات مرض الشلل الرعاش بعد سن الستين، والرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة به.
يعتقد الباحثون أن مرض باركنسون ناجم عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، بما في ذلك التعرض للسموم، وتشير الأبحاث إلى أن إصابات الدماغ قد تلعب دورًا في الإصابة به.
مرض الزهايمر والخرف
الخرف هو حالة تحدث نتيجة فقدان وظائف المخ، وقد يظهر على شكل فقدان في الذاكرة، أو تغيرات في المزاج، أو ارتباك، أو صعوبة في التواصل.
يُعد مرض الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للخرف، ولكن يمكن لعدد من الأمراض الأخرى أن تسببه أيضًا، بما في ذلك:
الخرف الوعائي (بسبب ضعف تدفق الدم إلى الدماغ).
مرض هنتنغتون.
مرض باركنسون.
وفي حين أن معدل الإصابة بالخرف يزداد مع التقدم في السن، فإنه لا يُعد جزءًا طبيعيًا من عملية الشيخوخة.
مرض الانسداد الرئوي المزمن COPD
يتميز مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) بانخفاض تدفق الهواء داخل وخارج الرئتين بسبب التهاب الشعب الهوائية، وزيادة سماكة بطانة الرئتين، وارتفاع إنتاج المخاط في الممرات الهوائية.
تزداد فرص الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا. لا يمكن علاج هذه الحالة، ولكن تساعد الأدوية على التحكم في الأعراض والتي منها:
سعال متفاقم ومزمن.
صفير في أثناء التنفس.
ضيق في التنفس.
السبب الرئيسي لمرض الانسداد الرئوي المزمن هو التعرض المزمن لمهيجات الجهاز التنفسي مثل دخان التبغ (إما كمدخن أساسي أو سلبي)، أو الملوثات الصناعية في بيئة العمل أو عوادم السيارات. يظل تدخين السجائر هو عامل الخطر الأكثر أهمية.
التهاب المفاصل العظمي
هو الشكل الأكثر شيوعًا من التهاب المفاصل، ويحدث بشكل شائع مع التقدم في العمر وهو أكثر انتشارًا لدى النساء.
يزداد حدوث التهاب المفاصل العظمي بسبب عوامل وراثية، أو وجود سمنة أو إصابة سابقة في المفاصل.
يتميز التهاب المفاصل العظمي بالتورم والألم في المفاصل، ولا يمكن علاجه بشكل نهائي، ولكن يمكن تقليل أعراضه بأدوية مسكنة للألم أو مضادة للالتهابات، وكذلك من خلال تعديلات نمط الحياة مثل: فقدان الوزن، وممارسة الرياضة، والعلاج الطبيعي.
هشاشة العظام
هو حالة أخرى من مشكلات العظام التي يواجهها كبار السن. تتميز هشاشة العظام بفقدان كتلة أو كثافة العظام، ما يؤدي إلى ترقق العظام وإضعافها، وهي أكثر شيوعًا لدى النساء.
يُوصى بإجراء فحص هشاشة العظام لجميع النساء في سن 65 عامًا، أو قبل ذلك إذا كانت لديهنّ عوامل خطر مثل التدخين أو استخدام الكورتيزون لفترات طويلة، ويجب علاج هذه الحالة لمنع الكسور.
وفقًا للإحصاءات فإن أكثر من 50% من النساء فوق سن 50 عامًا يتعرضنّ لكسر في العظام بسبب هشاشة العظام، مقابل 27% من الرجال فوق 50 عامًا.
تُعد كسور العظام مثل كسور الورك مشكلة خطيرة جدًا بالنسبة لكبار السن، ما يؤدي إلى فقدان القدرة على الحركة، وفي حوالي ربع الحالات، تحدث الوفاة خلال عام من الإصابة.
إعتام عدسة العين
إعتام عدسة العين هو عتامة تدريجية في عدسة العين تحدث نتيجة عدد من العوامل، بما في ذلك العمر، والتعرض للأشعة فوق البنفسجية، والتدخين، ومرض السكري.
تشير الإحصاءات إلى أن 50% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا، يعانون من نوع ما من إعتام عدسة العين أو خضعوا لعملية جراحية لعلاج إعتام عدسة العين.
في البداية، قد لا يلاحظ المريض إعتام عدسة العين، ولكن مع مرور الوقت يمكن أن تصبح الرؤية غير واضحة.
الضمور البقعي المرتبط بالعمر
هو حالة شائعة لدى البالغين فوق سن 50 عامًا، وهو السبب الأكثر شيوعًا للعمى لدى كبار السن. مع تدهور بقعة العين تدريجيًا، تسوء قدرة الشخص على رؤية الأشياء بوضوح في مركز مجال رؤيته، على الرغم من الحفاظ على الرؤية المحيطية.
إلى جانب التقدم في العمر، فإن التدخين والتاريخ الوراثي من عوامل الخطر للإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر.
فقدان السمع
يُعد فقدان السمع أمرًا شائعًا مع التقدم في العمر، وذلك بسبب تدهور الشعيرات الصغيرة الموجودة داخل الأذن والتي تساعد على معالجة الصوت.
تتراوح مشكلات السمع المرتبطة بالتقدم في العمر، ما بين فقدان السمع والصعوبات البسيطة مثل صعوبة سماع الأصوات في المناطق المزدحمة والصاخبة، أو الشعور أن الأصوات مكتومة.
هناك عدة عوامل، بالإضافة إلى العمر، مثل التعرض المزمن للضوضاء الصاخبة، والتدخين، والوراثة، والتي يمكن أن تؤثر في قوة السمع.
يعاني حوالي 25% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عامًا و50% ممن تزيد أعمارهم عن 75 من ضعف السمع المرتبط بالعمر.
ما أهم أمراض الشيخوخة النفسية؟
وفقًا للإحصاءات فإن 20٪ من البالغين فوق سن 50 عامًا يعانون من مشكلات تتعلق بصحتهم العقلية والنفسية. تشمل المشكلات النفسية الأكثر شيوعًا لدى كبار السن: الاكتئاب، والقلق، والتغيرات المزاجية، وضعف الإدراك الشديد.
ما هي أعراض أمراض الشيخوخة العقلية؟
من المهم معرفة كيفية اكتشاف المشكلات النفسية والعقلية التي قد تواجه كبار السن حتى يمكن علاجها في وقتٍ مبكر وتقديم الدعم لهم لتخفيف الأعراض ومنع تفاقم الحالة.
تشمل بعض العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى وجود مشكلة نفسية ما يلي:
العزلة الاجتماعية: يفضل المريض الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية وهو علامة على الاكتئاب أو مشكلات صحية أخرى.
تغيرات في الشهية: قد تشير زيادة أو انخفاض الشهية أو فقدان أو زيادة الوزن المفاجئ إلى اضطراب نفسي أو عقلي.
الارتباك: على الرغم من أن الارتباك لدى كبار السن هو علامة على الخرف، فإنه قد يكون أيضًا علامة على الاكتئاب الشديد أو الذهان.
أعراض جسدية غير مبررة: ألم العضلات، والتعرق والرعشة، واضطرابات الجهاز الهضمي، والتغيرات في عادات الأمعاء، من الأعراض الجسدية التي قد تشير إلى مشكلة عقلية.
مزاج مكتئب يستمر لأكثر من أسبوعين: الحزن أو انخفاض الحالة المزاجية أو الخمول أو أعراض الاكتئاب الأخرى التي تستمر مدة أسبوعين أو أكثر قد تشير إلى اضطراب مزاجي خطير.
التغيرات في النظافة الشخصية: يفقد الأشخاص الذين يعانون من مشكلات الصحة العقلية أحيانًا طاقتهم للاستحمام أو تغيير ملابسهم أو تنظيف أسنانهم، وقد يصبح آخرون فجأة مهووسين بالنظافة.
فقدان الاهتمام بالأنشطة: عندما يبدأ الشخص في فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يجدها ممتعة في السابق، فقد يكون ذلك علامة على الاكتئاب أو مشكلات الصحة العقلية الأخرى.
تغيرات في نظام النوم: قد تكون التغيرات المفاجئة في النوم، مثل النوم المفرط أو صعوبة النوم، علامة على وجود اضطراب في الصحة العقلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق