القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 372 سورة الشعراء
القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 372 سورة الشعراء:
حفظ سورة الشعراء – صفحة 372 – نص وصوت
الوقفات التدبرية
١
{ قَالَ وَمَا عِلْمِى بِمَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ }
قال نوح لقومه: وما علمي بما كان أتباعي يعملون،
إنما لي منهم ظاهر أمرهم دون باطنه، ولم أكلف علم باطنهم،
وإنما كلفت الظاهر، فمن أظهر حسنا ظننت به حسنا،
ومن أظهر سيئا ظننت به سيئا. يقول: إن حساب باطن أمرهم
الذي خفي عني إلا على ربي لو تشعرون؛
فإنه يعلم سر أمرهم وعلانيته.
الطبري:19/370.
السؤال: الداعية مسؤول عن ظاهر أحوال الناس،
وليس مكلفا بالعلم ببواطنهم، وضح ذلك من الآية.
٢
{ وَمَآ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴿١١٤﴾ إِنْ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ }
وكأنهم طلبوا منه طرد الضعفاء كما طلبته قريش.
(إِنْ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ) يعنى: إن الله ما أرسلني أخص ذوي
الغنى دون الفقراء، إنما أنا رسول أبلغكم ما أرسلت به،
فمن أطاعني فذلك السعيد عند الله وإن كان فقيرا.
القرطبي:16/53.
السؤال: هل الدعوة خاصة بالأغنياء؟
وضح ذلك من خلال الآية.
٣
{ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ءَايَةً تَعْبَثُونَ }
ومقام الموعظة أوسع من مقام تغيير المنكر؛
فموعظة هود- عليه السلام- متوجهة إلى ما في نفوسهم من
الأدواء الروحية، وليس في موعظته أمر بتغيير ما بنَوه من العلامات
ولا ما اتخذوه من المصانع.
ابن عاشور:19/166.
السؤال:
هل أنكر هود- عليه السلام- على قومه بناء المباني؟
٤
{ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ءَايَةً تَعْبَثُونَ ﴿١٢٨﴾ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ
تَخْلُدُونَ ﴿١٢٩﴾ وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ }
دل توبيخه- عليه السلام- إياهم بما ذكر على استيلاء حب الدنيا والكبر
على قلوبهم؛ حتى أخرجهم ذلك عن حد العبودية.
الألوسي:10/108.
السؤال: ما أثر المبالغة في حب الدنيا؟
٥
{ أَمَدَّكُم بِأَنْعَٰمٍ وَبَنِينَ }
ابتدأ في تعداد النعم بذكر الأنعام؛
لأنها أجلّ نعمة على أهل ذلك البلد؛ لأن منها أقواتَهم، ولباسهم،
وعليها أسفارهم.
ابن عاشور:19/170.
السؤال:
لماذا ابتدئ بذكر الأنعام في الآية الكريمة؟
٦
{ قَالُوا۟ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ ٱلْوَٰعِظِينَ }
كانت عاد قد بلغوا مبلغا عظيما من البأس وعظم السلطان والتغلب
على البلاد مما أثار قولهم:
(مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ) [فصلت: 15] …
فطال عليهم الأمد، وتفننوا في إرضاء الهوى،
وأقبلوا على الملذات واشتد الغرور بأنفسهم فأضاعوا الجانب
الأهم للإنسان وهو جانب الدين وزكاء النفس …
واستخفوا بجانب الله تعالى، واستحمقوا الناصحين.
ابن عاشور:19/165.
السؤال:
بين خطورة كثرة النعم على المجتمع الغافل عن ذكر الله.
٧
{ قَالُوا۟ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ ٱلْوَٰعِظِينَ }
(قَالُوا۟ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ ٱلْوَٰعِظِينَ )
كل ذلك عندنا سواء؛
لا نسمع منك، ولا نلوي على ما تقوله.
القرطبي:16/59.
السؤال: بين حال قساة القلوب إذا وعظوا،
وذكروا بالله تعالى.
التوجيهات
1- الظلمة والطغاة إذا أعيتهم الحجج؛ لجأوا إلى القوة,
﴿ قَالُوا۟ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَٰنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمَرْجُومِينَ ﴾
2- مشروعية طلب الفتح من الله عند اشتداد الظلم،
﴿ قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِى كَذَّبُونِ ﴿١١٧﴾ فَٱفْتَحْ بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِى
وَمَن مَّعِىَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾
3- لما كان صبر نوح طويلا كانت استجابة الله له سريعة،
﴿ فَأَنجَيْنَٰهُ وَمَن مَّعَهُۥ فِى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ ﴾
العمل بالآيات
1- اذهب إلى الضعفاء والفقراء الصالحين وجالسهم، وقدم لهم الهدايا،
﴿ وَمَآ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴿١١٤﴾ إِنْ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾
2- ادع الله تعالى أن يهلك الظالمين بالظالمين،
وأن يخرج المسلمين من بينهم سالمين،
﴿ فَٱفْتَحْ بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِى وَمَن مَّعِىَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾
3- استمع إلى موعظة من المواعظ، وطبق ما سمعته,
﴿ قَالُوا۟ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ ٱلْوَٰعِظِينَ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
الْمَرْجُومِينَ المَقْتُولِينَ رَمْيًا بِالحِجَارَةِ.
فَافْتَحْ احْكُمْ.
الْمَشْحُونِ المَمْلُوءِ بِالنَّاسِ، وَالدَّوَابِّ، وَالمَتَاعِ.
رِيعٍ مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ.
آيَةً بِنَاءً عَالِيًا.
تَعْبَثُونَ تُشْرِفُونَ مِنْهُ فَتَسْخَرُونَ مِنَ المَارَّةِ.
مَصَانِعَ قُصُورًا مَنِيعَةً وَحُصُونًا مُشَيَّدَةً.
أَمَدَّكُمْ أَعْطَاكُمْ وَأَنْعَمَ عَلَيْكُمْ.
سَوَاءٌ عَلَيْنَا يَسْتَوِي عِنْدَنَا.
أَوَعَظْتَ أَخَوَّفْتَ.
تمت الصفحة ( 372 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق