أثار ضرب الأبناء
أثار ضرب الأبناء: ي
يعتمد الكثير من الآباء والأمهات فى أسلوب تربيتهم على الضرب، فكثير من الأحيان يضطر الوالدين لمعاقبة أبنائهم لسلوك سيء قاموا به، كالضرب أو الصراخ أو بنظرات حادة أو حرمانهم من أمور بسيط محببة لهم، معتقدين أنهم بذلك ينصحوهم ويعلمونهم الفرق بين الصواب والخطاء، ولكن في علم النفس الضرب ليس بالأمر الصحيح للقيام به، سواء كان من الناحية العاطفية أو البدنية، بالإضافة إلى أنه قد يضر الأطفال أكثر مما ينفعهم.
الضرب لا يحسن السلوك:
تقول بشرى البوسعيدية، الباحثة النفسية في الإرشاد النفسي: إذا كان الطفل قد ارتكب خطأ، فبدلاً من الصراخ أو ضربه هناك بعض الطرق الأخرى التي يمكن القيام بها، مثل الاستماع له والتحدث معه، وجعله يفهم الخطأ الذي ارتكبه ومساعدته في تصحيحه مرة أخرى. فيجب على أولياء الأمور أن يفكروا بطريقة صحيحة بتأديب الطفل مثل السيطرة على غضب الأم أو الأب ومنها الابتعاد عن الطفل لفترة معينة لحين عودة الهدوء لتجنب الضرب، لجعله أفضل حالًا مما كان عليه من قبل، وهذا ينطبق على الأطفال من جميع الأعمار، مباشرة من الأطفال إلى المراهقين الذين يعانون من مشاكل في إدارة الغضب.
تأثير الضرب على الطفل:
إذا اخترت تأديب طفلك عن طريق ضربه أو الصراخ عليه، فأنت تمنحه بطريقة ما الترخيص لضرب من حوله إذا فعلوا أي شيء خاطئ، وهذا ما أكدته الباحثة بشرى بقولها “من المؤكد أن الطفل سوف يلتقط بعض السلوكيات الخاطئة في مرحلة مبكرة، مثل ضرب الآخرين والتحدث أو التصرف بعنف، ناهيك عن أن ضرب الطفل لارتكابه أخطاء صغيرة يؤدي إلى شعوره بالخوف.”
وأضافت: هناك بعض الآثار التي يسببها ضرب الطفل منها:
1.فقدان الثقة
سوف يتعافى من الألم الجسدي ولكن الألم العاطفي سيبقى معه إلى الأبد، وقد يشعر بالسوء تجاه نفسه وقد يؤثر على تقديره لذاته وثقته.
2. يجعل الطفل متمردًا
إن ضرب الطفل بشكل متكرر، يجعله يشعر بالخوف من والديه مرة أو مرتين، لكن بعد فترة، قد يصبح متمردًا، سيعرف أن أسوأ ما يفعله الأب أو الأم هو ضربه، لذلك قد يهزأ بأوامرهم ويفعل ما يحلو له.
3. يظهر السلوك العدواني في المجتمع
الأطفال الذين يتعرضون لعقوبة جسدية عندما يكبرون هم أكثر عرضة لإظهار السلوك العدواني في المجتمع، هكذا سيفهم الطفل أنه من الصواب ضرب الآخرين وأن الناس الأقوى يضربون الناس الأضعف، و القوة البدنية طريقة مقبولة لحل المشكلات.
أسباب عدم فاعلية الضرب:
وضحت الأستاذة بشرى أن أحد أهداف الإجراء التأديبي هو إيقاف سوء السلوك غير المرغوب على الفور، وقد يؤدي الضرب إلى ذلك، وأنه من المهم إنشاء قناعة داخل الطفل بأنه لا يريد تكرار السلوك السيىء (أي التحكم الداخلي وليس الخارجي).
وأن أحد أسباب عدم فعالية الضرب في إنشاء ضوابط داخلية هو أنه خلال وبعد الضرب مباشرة، يكون الطفل منشغلًا جدًا بالظلم الظاهر للعقاب البدني، لدرجة أنه ينسى السبب الذي كان ضرب من أجله.
ماذا تقول الدراسات العلمية عن الضرب:
الكثير منا قرأ عن دراسات متعددة قام بها بعض الباحثين حول ضرب الاطفال خصوصًا في مراحل مبكرة من أعمارهم وما يترتب عليه من سلوكيات في مراحل الشباب أو دون ذلك، أكدوا أن الضرب يولد العناد، العدوانية، القلق والاضطرابات النفسية وأيضًا الاهانة للطفل، ويجعله لا يبدع بأي عمل يطلب منه سواء في المنزل أو المدرسة ، حيث يكون منطوي على نفسه ويشعر بالضعف ومتمرد وكثيرًا ما يتخذ الكذب اسلوبًا لتغطية عيوبه.
وتؤكد الباحثة بشرى بأنه يوجد عدة دراسات من مختلف أنحاء العالم، أجزمت على أن التعرض للضرب أو إساءة المعاملة يرتبط بزيادة السلوك المعادي للمجتمع في مرحلة البلوغ، ولا جدوى من الضرب كأسلوب تأديبي، ولا يعزز السلوك الجيد، بل يخلق مسافة بين الوالدين والطفل.
وفي ختام الحديث تنصح الباحثة النفسية بشرى البوسعيدية، جميع أولياء الأمور لتعلم طرق أكثر فعالية للتأديب وضبط سلوك الطفل، فإذا كانوا يجهلون هذه الطرق أو الإستراتيجيات، فيجب طلب المشورة، فلا ضرر في طلب المساعدة، فمن المخزي التخلي عن المسؤولية كوالدين عن طريق الأضرار بالطفل جسديًا أو نفسيًا، وعليهم أن يتذكروا أنهم “قدوة” لأطفالهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق