في يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق مصر متجهاً إلى منفاه الأخير في إيطاليا، بعد سماعه البيان الصادر عن الجيش المصري والذي تحدث فيه عن الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم خلال فترة توليه ما بين عامي 1936-1952، لتنتهي بذلك مصر الملكية وتبدأ مصر الجمهورية.
شاهد الفيديو
لكن هل حقاً لم تكن فترة الملكية في مصر ليس لها جوانب إيجابية؟ وهل كانت ضد الشعب والبلاد ولم يكن لها هدف سوى استنزاف ثروات مصر والتعاون مع الاحتلال البريطاني؟ في هذا المقال سنسرد بعض الحقائق والإنجازات التي كانت خير شاهد على فترة الملكية في مصر.
لكن قبل أن نتحدث دعني أخبرك بأن الفترة الملكية بدأت في مصر يوم 15 مارس 1922 في فترة حكم “أحمد فؤاد الأول” والذي بدأ حكمه في عام 1917 حاملاً لقب سلطاناً على مصر، لذلك سوف نبدأ مع ما شاهدته مصر خلال فترة الملك “فؤاد الأول”.
وبما أننا على أعتاب الحديث عن مصر الملكية، فالجدير أننا نستمع إلى النشيد الوطني الملكي!
مصر في عهد الملك فؤاد الأول
1- التعليم
في بداية القرن العشرين دعا رواد الحركة الوطنية في مصر أمثال: “سعد زغلول، قاسم أمين، مصطفى كامل” إلى إنشاء الجامعة المصرية والتحق بهم فيما بعد فؤاد الأول قبل أن يصبح ملكاً على مصر وكان داعماً لها، حيث سعى جاهداً حتى تمت الموافقة عليها من خديوي مصر وجمعية شورى القوانين في يوم 21 ديسمبر 1908.
أما بعد تولي فؤاد الأول الحكم فقد سعى بعد ثورة 1919 إلى إنشاء جامعة حكومية على أن تنضم لها الجامعة المصرية، وقد تم ذلك في 12 ديسمبر 1923 على أن تتبع وزارة المعارف “وزارة التعليم العالي حالياً”، وقد ضمت في بدايتها أربع كليات هي: الآداب والعلوم والطب والحقوق.
لكن في 23 مايو 1940 صدر قرار بتغيير اسم الجامعة المصرية إلى جامعة فؤاد الأول، والذي تم إلغاؤه يوم 28 سبتمبر 1953م، ليصبح اسمها جامعة القاهرة.
2- الاقتصاد
لم يكن في مصر إلّا البنك الأهلي الذي يمثل سلطة الاحتلال البريطاني وبعض البنوك الأجنبية، إلى أن دعا “محمد بدوي البيلي” الطالب في كلية الحقوق إلى إنشاء بنك مصري وطني في نفس عام ثورة 1919، وقد تبنى هذه الفكرة “محمد طلعت باشا حرب” وسعى إلى تحقيقها، وقد وافق فؤاد الأول على تأسيس شركة مساهمة تدعى “بنك مصر” في 5 أبريل 1920 ليصبح أول بنك مصري مملوك بنسبة 100% للمصريين.
بالإضافة إلى تأسيس بنك التسليف الزراعي لدعم الفلاحين، وبناء مدينة بور فؤاد عام 1926، وتأسيس بنك القاهرة في عام 1951.
3- السياسة
استطاعت مصر أن تحصل على استقلال مشروط من قبل الاحتلال البريطاني بعد ثورة 1919، وتم تغيير لقب “أحمد فؤاد” من سلطان مصر إلى ملك مصر وسيد النوبة وكردفان ودارفور.
كذلك صدر في عهده أحد أهم الدساتير المصرية عام 1923.
4- الثقافة والفنون
تأسس قي عهده مجمع اللغة العربية بالقاهرة في 14 شعبان 1351 الموافق 13 ديسمبر 1932، وبُدأ العمل فيه سنة 1934 بهدف الحفاظ على سلامة اللغة العربية ودراسة تاريخها ومقارنة اللهجات العربية بأسلوب علمي دقيق.
تم افتتاح الإذاعة المصرية في عام 1934 لينطلق صوت “أحمد سالم” عبر أثيرها قائلاً: “هنا القاهرة”، بالإضافة إلى إنشاء معهد فن التمثيل.
توفي “فؤاد الأول” في 28 أبريل 1936 ودفن في مسجد الرفاعي، وتولى حكم مصر من بعده ابنه الملك فاروق.
مصر في عهد الملك فاروق الأول
- حضرة صاحب الجلالة، مولانا الملك المعظّم، فاروق الأول .. ملك مصر والسودان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق