قرية من الثلج
**سمعتُ عن قرية ..خلَق الله أجسام اهلها من الجليد ..فهُم يروحون ويجيئون ويبنون ويعملون مجتهدين ...والشمس تُذيبهم كلّ يوم ..!!.
..رحتُ أنظرُ إليهم ….قلتّ لأحدهم يحمل الحجارة ويبنيها : الشمس تذيبك ... كلّ يوم ينقطُ ماؤك
..قال: أنا أرى هذا ..ثمّ أنساه ..حتى آخر قطرة ……..نحن لا نستطيع النَظَر الى الموت !!
...قلتُ ..فأنت توجّه عقلك باتجاه واحد وتنسى حقيقتك الثانية .
...أنت كمَن يقصُّ ابتداء القصّة ولا يُنهيها …
..ويجب أن تفكّر أنّك حيٌّ يوما أو بعض يوم ..وستكون ميتا في الأرض آلاف السنين ……
….أنا أريدك أن تفكّر بالموت من أجل أن يرقّ ذاك الوحش في قلبك
الذي يقاتل لينتزع الحياة من الأحياء الآخرين ……
….ولا تحتفل بجسمك الذاهب في التراب وشهواته ….بل بروحك التي ستخلد في السماء
..فإنّ للروح وللعقل مُتَع ...تسعدك أكثر ممّا تسعدك شهوات جسمك
**قال متألما :بقيتُ أعطيهم وهم ينكرونني ….حتى نسوا اسمي في آخر مرّة ……….!!.
.وحين منعتهم أرادوا قتلي ..!!
**قال:سأقيم العدل قدر استطاعتي ...ومن أقامه قدر استطاعته تساوى مع اكبر العادلين أثَرَا .......لأنهما تساويا في محبّته والإيمان به
**القطيع هو الموجود فينا ...حين نطيع كل شيء فيه ...بلا فهم ..أو بسبب جبننا وضعفنا .......
..وحين تعلو الأفكار فينا ...نأبى إلّا أن نترك القطيع أو ننتقده ونقوده ......
....ونحلّق مع أفكارنا الرائدة الى السماء ...نعيش معها وحدنا ..ومَن آمن معنا ,
,إذا كنّا دُعاة لها .ولذلك فالفاهمون الصادقون ..غرباء عن مجتمعهم .
..لا هُم يقبلون ما فيه من أخطاء ..ولا ينجحون إلّا أحيانا في دعوتهم الى مُثلهم .
..ويصيرون مع المؤمنين معهم ...مجتمعا جديدا يتخللون القطيع المظلم كما تتخلل الشموع ذلك الظلام البعيد......
****الوطن انتماء الى فئة معروفة وإلى ارض بدل الضياع في المشاع ليسهل على تلك الفئة خدمة نفسها بأحسن صورة ..........فينتخبون القانون الذي لا يعينهم جميعا الّا بالعدل .......وتظلّ الأوطان خادمة أمينة حتى تقوى فئة على فئة ولا يحصل ذلك الّا بانتهاك القانون ....
*
............عبدالحليم الطيطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق