لماذا الراحة بالصلاة ؟ - منتديات قلوب مصريه
لماذا الراحة بالصلاة ؟
لماذا الراحة بالصلاة ؟
أي أقمها لنستريح بها من مقاساة الشواغل
كما يستريح التعبان إذا وصل إلى مأمنه و منزله و قرَّ فيه ،
و سكن و فارق ما كان فيه من التعب و النصب.
و تامل كيف قال صلى الله عليه وسلم :
( أرحنا بالصّلاة )
و لم يقل : أرحنا منها ، كما يقوله المتكلف الكاره لها ،
الذي لا يصليها إلا على إغماض و تكلف ،
فهو في عذاب ما دام فيها ، فإذا خرج منها وجد راحة قلبه و نفسه ؛
و ذلك أنَّ قلبه ممتلئ بغيره ، و الصلاة قاطعة له عن أشغاله
و محبوباته الدنيوية ، فهو معذَّب بها حتى يخرج منها ،
و ذلك ظاهر في أحواله فيها ، من نقرها ،
و التفات قلبه إلى غير ربه ، و ترك الطمأنينة و الخشوع فيها ،
و لكن قد عَلِمَ أنَّه لا بدّ له من أدائها ، فهو يؤديها على أنقص الوجوه ،
قائل بلسانه ما ليس في قلبه و يقول بلسان قلبه حتى نصلي
فنستريح من الصلاة ، لا بها. فهذا لونٌ و ذاك لونٌ آخر .
ففرق بين :
* مَن كانت الصلاة لجوارحه قيداً ثقيلاً ،
و لقلبه سجناً ضيقا حرجاً ، و لنفسه عائقا ،
* و بين مَن كانت الصلاة لقلبه نعيماً ،
و لعينه قرة و لجوارحه راحة ، و لنفسه بستاناً و لذة.
فالأول :
الصلاة سجن لنفسه ،
و تقييد لجوارحه عن التورط في مساقط الهلكات ،
و قد ينال بها التكفير و الثواب ،
أو ينال من الرحمة بحسب عبوديته لله تعالى فيها ،
و قد يعاقب على ما نقص منها.
و القسم الآخر :
الصلاة بستان له ، يجد فيها راحة قلبه ،
و قرّة عينه ، و لذَّة نفسه ، و راحة جوارحه ، و رياض روحه ،
فهو فيها في نعيم يتفكَّه ، و في نعيم يتقلَّب يوجب له القرب الخاص و الدنو ،
و المنزلة العالية من الله عزَّ و جل ، و يشارك الأولين في ثوابهم ،
بل يختص بأعلاه ، و ينفرد دونهم بعلو المنزلة و القربة ،
التي هي قدر زائد على مجرد الثواب .
أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة
أي أقمها لنستريح بها من مقاساة الشواغل
كما يستريح التعبان إذا وصل إلى مأمنه و منزله و قرَّ فيه ،
و سكن و فارق ما كان فيه من التعب و النصب.
و تامل كيف قال صلى الله عليه وسلم :
( أرحنا بالصّلاة )
و لم يقل : أرحنا منها ، كما يقوله المتكلف الكاره لها ،
الذي لا يصليها إلا على إغماض و تكلف ،
فهو في عذاب ما دام فيها ، فإذا خرج منها وجد راحة قلبه و نفسه ؛
و ذلك أنَّ قلبه ممتلئ بغيره ، و الصلاة قاطعة له عن أشغاله
و محبوباته الدنيوية ، فهو معذَّب بها حتى يخرج منها ،
و ذلك ظاهر في أحواله فيها ، من نقرها ،
و التفات قلبه إلى غير ربه ، و ترك الطمأنينة و الخشوع فيها ،
و لكن قد عَلِمَ أنَّه لا بدّ له من أدائها ، فهو يؤديها على أنقص الوجوه ،
قائل بلسانه ما ليس في قلبه و يقول بلسان قلبه حتى نصلي
فنستريح من الصلاة ، لا بها. فهذا لونٌ و ذاك لونٌ آخر .
ففرق بين :
* مَن كانت الصلاة لجوارحه قيداً ثقيلاً ،
و لقلبه سجناً ضيقا حرجاً ، و لنفسه عائقا ،
* و بين مَن كانت الصلاة لقلبه نعيماً ،
و لعينه قرة و لجوارحه راحة ، و لنفسه بستاناً و لذة.
فالأول :
الصلاة سجن لنفسه ،
و تقييد لجوارحه عن التورط في مساقط الهلكات ،
و قد ينال بها التكفير و الثواب ،
أو ينال من الرحمة بحسب عبوديته لله تعالى فيها ،
و قد يعاقب على ما نقص منها.
و القسم الآخر :
الصلاة بستان له ، يجد فيها راحة قلبه ،
و قرّة عينه ، و لذَّة نفسه ، و راحة جوارحه ، و رياض روحه ،
فهو فيها في نعيم يتفكَّه ، و في نعيم يتقلَّب يوجب له القرب الخاص و الدنو ،
و المنزلة العالية من الله عزَّ و جل ، و يشارك الأولين في ثوابهم ،
بل يختص بأعلاه ، و ينفرد دونهم بعلو المنزلة و القربة ،
التي هي قدر زائد على مجرد الثواب .
أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق