آداب العيد وسُننه

 آداب العيد وسُننه 

– هاهو ذا شهر رمضان يستعد للرحيل ، ويهل علينا عيد الفطر ليفرح المؤمن بعد عبادة الصيام بفطره ؛ ويستأنف حياته الطبيعية وحريته الشخصية في مأكله ومشربه بعد أن كان سلمها إلي ربه خلال رمضان طائعا مختارا . لذا فهو يشعر بفرحتين ، فرحة القيام بواجب الطاعة والامتثال لأمر الله ، وفرحة الثقة بحسن الجزاء من الله ، وهو ما يشير إليه النبي  بقوله : ( للصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ) .

– هذا وللعيد آداب يستحب للمسلم الالتزام بها تأسياً برسول الله  :
1- إحياء ليلة العيد : لقول رسول الله  : ( من قام ليلتي العيدين لله مُحتسبا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب (، والمراد بموت القلوب شغفها بحب الدنيا وتعجله متاعها ؛ ويحصل الإحياء بأنواع العبادات من ذكر لله وقيام وتسبيح وقراءة للقرآن .
2- الاغتسال للعيد وهي سُنة مؤكدة قبل الفجر قبل أن يغدو إلى صلاة العيد ، والتطيب والتزين ولبس أحسن الثياب وأجملها، إظهارًا للفرح والسرور . فعن جابر :”كان للنبي  جُبة يلبسها للعيدين ويوم الجمعة ” • وقال الحسن بن علي “أمرنا رسول الله أن نلبس أجود ما نجد ، وأن نتطيب بأجود ما نجد ” .
4- التكبير من السُنن العظيمة في يوم العيد ، لقوله تعالى: ” وَلتكمِلُوا العِدَّة وَلتكَبِّرُوا اللهَ على ما هداكُمْ وَلعَلكُمْ تشكرُون” [البقرة] . وعن أنس أن رسول الله  قال: ” زينوا العيدين بالتهليل والتكبير والتحميد والتقديس” . ويبدأ وقت التكبير من ليلة العيد في المنازل والطرق والمساجد والساحات ، إلي أن يدخل الإمام لصلاة العيد ؛ وذلك إظهاراً لهذه الشعيرة وإحياءً لها واقتداءً بالسلف الصالح •
5- يُسَن ألا يخرج المسلم إلى صلاة عيد الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وتراً اقتداء بسنة النبي ، وهذا مبالغة في النهي عن الصوم في ذلك اليوم ، وايذاناً بالإفطار وانتهاء الصيام • ويجب على المسلم إخراج زكاة الفطر قبل الصلاة ، إن لم يكن قد أخرجها قبل ذلك طعاما أو نقدا بما فيه المنفعة ، لما روي عن ابن عباس قال : “من السُّنة أن لا تخرج يوم الفطر حتي تُخرج الصدقة وتطعم شيئا قبل أن تخرج”؛ ففيها إغناء للفقراء والمساكين عن السؤال في هذا اليوم .
6- الذهاب من طريق والعودة من آخر ماشيًّا ، لإظهار شعائر الإسلام في الطريقين ، وليشهد له الطريقان ومن فيهما من ملائكة الله التي تملأ الطرقات في هذا اليوم الكريم . فقد كان النبي  يوم العيد يُخالف الطريق ليقضي حوائج الناس من الاستفتاء والتعليم والاقتداء أو الصدقة على ذوي الحاجات أو ليزور أقاربه وليصل رحمه .
7- شهود صلاة عيد الفطر للمسلم صغيرًا وكبيرًا ، ذكرًا وأنثي ، وحضور خطبة العيد بعد الصلاة والاستماع إلى توجيهاتها ووصاياها . وتستحب بعد انتهاء الصلاة التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس فيما بينهم أيًّاً كان لفظها ؛ فقد كان النبي  وأصحابه إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنك . ولا ريب أن هذه التهنئة وإظهار البشاشة من محاسن المظاهر الاجتماعية والمودة بين المسلمين، لقوله :( تبَسُمك فى وجه أخيك صدقة )•
8- ومن المندوب للمسلم التوسعة علي العيال في الأعياد ، وصلة الأرحام ، والإكثار من أعمال البر والخيرات، وتجنب المعاصي والملاهي المحرمات ، فإن من علامات قبول الطاعة التوفيق للطاعة والبعد عن المعصية والمداومة علي العمل الصالح .
نسأل الله أن يطهر قلوبنا ، ويتقبل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ؛ وأن يصيبنا كل ما في هذا الشهر الكريم من خير وبركة ومغفرة ورحمة وأن نكون من عتقائه من النار ، وأن يبلغنا رمضان من العام القادم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق