قصة اصحاب الاخدود

قصة اصحاب الاخدود:

قصة اصحاب الاخدود

اصحاب الاخدود

أصحاب الأخدود وقصة الطفل المؤمن الذي أذل أعناق الملك ..رائعة

سيخلد التاريخ ذكرى اهل الحق لو مهما جرى، صاحب الايمان بقضايا الحق سلطان هكذا كان  وهكذا يبقى، قصتنا اليوم هي قصة قوم او بالاصح مجموعة من الناس لقوا مصيرا مأساويا في سبيل نصرة قضيتهم، قصة قوم وملك طاغي، قصة غلام مع هذا الملك الظالم قصة ذكرت في القرآن الكريم وقصة تناول تفاصيلها رسولنا الاكرم

اليكم قصة اصحاب الاخدود

اصحاب الاخدود قوم ذكروا في القرآن الكريم في سورة البروج حيث يقول الله تعالى: ” قتل اصحاب الاخدود النار ذات الوقود اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد”

تبدأ القصة بذكر قوم على اغلب التفاسير والمصادر انهم من منطقة نجران التي تعد المنطقة الاخدودية بها مكان وقوع قصتنا ومن اشهر معالم اثارها التاريخية،

هؤلاء القوم اعتنقوا الدين النصراني او المسيحي وبالمقابل كان هناك الملك الظالم والذي كان يهوديا رافضا للدين المسيحي هذا الملك اختلف في اسمه فقيل انه يوسف بن شرحبيل بن تبع الحميري المعروف بذو النواس واخرون ذكروا في اسمه انه زرعة بن تبان اسعد الحميري المعروف ايضا بذي النواس اخر ملوك حمير اليهود

هذا الملك بحسب النقوش وآثار كان معروفا عنه احراق المدن التي يعزوها وقتل كل من يخالف حكمه يجدر بنا الذكر ان الاثار والنقوش النجرانية لم تحتوي على دليل ان هذا الملك قام بحادثة الاخدود إنما تم الاستدلال على الامر من خلال ما بينته هذه الاثار من اعمال الملك ذو النواس كما ذكرنا

القصة تخبرنا ان عدد من رعية الملك اعتنقوا النصرانية وهذا الامر اثار غضب الملك لأنه بالإضافة الى تمسكه باليهودية كان ايضا يدعي الربوبية فأمر جيشه ان يجمعهم في مكان واحد وخيرهم بين العودة عن دينهم او ملاقاة العذاب الأليم في نار الأخدود فرفضوا التخلي عن دينهم ليلقوا المصير الاليم هذه هي القصة المعروفة التي اغلب الناس على علم بها

اما في تفاصيل القصة التي لم يتم تناولها بشكل واسع فهو عن ما ورد على لسان الرسول الاكرم محمد صلَّ الله عليه وسلم فيما يخص هذا الموضوع،

فيخبر الرسول اصحابه عن ملك كان له ساحر يعتمد عليه في شؤون مملكته فلما بلغ الكبر الساحر طلب من الملك ان يرسل اليه غلاما ليعلمه السحر ومفاتيحه وبالفعل أرسل الملك في طلب غلام من بيت صالح ذو تنشئة طيبة ليكون تلميذا لساحر الملك وخليفته في عمله

بدأ الغلام دروسه عند الساحر وكان في طريق ذهابه وإيابه يمر براهب نصراني أعجب الغلام بكلام الراهب ومال له خصوصا ان الساحر كان غليظ القلب شديد القسوة عليه دائم الضرب له كعقاب

اصابت الحيرة الغلام أي منهما احب الى الله الراهب ام الساحر فصمم على قطع الشك باليقين فوجد في طريقه ذات يوم دابة ضخمة تمنع الناس من المضي في طريقهم فقال في نفسه اليوم اعرف من الافضل عند الله

لذلك قرر رمي الدابة بحجر ودعا ربه قائلا اللهم ان كان امر الراهب احب اليك من امر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس في طريقهم فقتلت الدابة بحجر الغلام ليدرك الغلام ان امر الراهب افضل من امر الساحر

انطلق الغلام الى الراهب واخبره بما حدث فتنبئ له الراهب بالشأن العظيم وبالبلاء الاعظم وطلب منه ان لا يدل الظلام عليه عند وقوع البلاء

مضت الايام ووصل الغلام الى الشأن العظيم فهو كان يشفي المرضى ويبرء الاكمه والابرص بإذن لله

ويجدر هنا ان نذكر ان اغلب المصادر التي ذكرت هذه القصة لم تبين ما إذا كان هذا الغلام نبيا او رسولا خصوصا ان اغلبها اكدت ان هذه الحادثة وقعت بعد مبعث النبي عيسى عليه السلام ورفعه الى السماء

في خطوة منه الى نشر الدعوة الى دين الله استخدم الغلام ما أتاه الله من كرامات في تحقيق مبتغاه  فكان اذا مر على مرضى و أهل بلاء يشترط عليهم الدخول في دين الله حتى يقوم بشفائهم بإذن من الله تعالى فكان له ما أراد حتى أمن بدعوته العديد من أهل المدينة

وصل خبر هذا الغلام الى جليس للملك التي كان يعاني سقم شديدا فأرسل بطلب الغلام وقدم له الغالي والنفيس ليقوم بشفاءه من مرضه الا ان رد الغلام كان واحدا: إني لا أشفي إنما يشفي الله

فطلب الغلام من الجليس ان يؤمن بالله فكان له ما أراد وشفي الجليس على يد الغلام بإذن الله تعالى، لاحظ الملك شفاء جليسه فسأله عن السبب ليجيب الجليس بأن الله شفاه

أثار هذا الامر حذق الملك وغضبه فالرجل كان يدعي الربوبية لذلك امر الملك بتعذيب جليسه حتى اقر بأمر الغلام، أوتي بالغلام ليقف في حضرة الملك وقام الملك بتعذيب الغلام لرفضه العودة عن دينه واستمر الملك في تعذيب الغلام حتى افصح عن مكان الراهب لتبدأ هنا سلسلة فظائع الملك

أحضر الراهب الى الملك فأمره الملك ان يرجع عن دينه الا انه أبى فأمر الملك بشق رأس الراهب الى نصفين باستخدام المنشار وأعاد الملك الكرة مرة اخرى مع الجليس فلقي نفس مصير الراهب،

وصل الامر الى الغلام الذي رفض العودة عن دينه أيضا فأمر الملك جنوده أن يأخذوه الى قمة جبل ويهدده برميه الى اسفل في حال لم يستجب لطلب الملك

وصل الجنود مع الغلام الى الجبل ليحدث العجب، فبعد رفض الغلام للمرة الثانية طلب الجنود هم الجنود برمي الغلام فدعى بالتالي: اللهم اكفنيهم بما شئت فارتجف الجبل بهم ووقع اتباع الملك الى اسفل الجبل ميتين ونجا الغلام

علم الملك بالأمر فأمر أتباعه ان يأخذوا الغلام في سفينة الى عرض البحر ويلقوه هناك، ايضا دعا الغلام ربه ان يكفيه شرهم فإذا بالسفينة تنكفئ فيغرق كل راكبيها ويلقوا حتفهم الا الغلام

فلما عاد الغلام الى الملك ليريه قدرة الله على كل شيء سأله الملك عن كيفية نجاته فأجابه الغلام كقانيهم الله تعالى فاستشاط الملك غضبا خصوصا عندما أخبره الغلام أنه لن يستطيع قتله وفي نفس الوقت فكر الغلام بطريقة تنصر دين الله تعالى حتى لو كان فيها هلاكه

أخبر العلام الملك ان هناك طريقة واحدة لقتله وبالطبع الملك لم يفكر بل وافق فورا تلبية لتعطشه الشديد لدماء الغلام الذي يهدد غروره وهيبته فطلب الغلام من الملك ان يجمع الناس في مكان معين ويقوم بصلبه على جذع شجره ثم طلب منه ان يأخذ سهما من كنانة الغلام ثم يقول الملك باسم رب الغلام ويرمي السهم،

فعل الملك ما طلب الغلام ونادى بصوت عال باسم رب الغلام فأصاب السهم الغلام المصلوب على الجذع فقتله ليصيح الناس الشهود على الواقعة أمنا برب الغلام،

أدرك الملك ما فعله بعد فوات الأوان فالناس قد {أت ما حصل  وأمنت بالله تعالى وهذا الامر اغضب الملك غضبا شديدا فأمر بأمر عظيم حيث امر بشق الاخاديد على طول المدينة لتصبح أخدودا عظيما وان يهدى لمن أمن من سكانها ليخير بين العودة عن دينهم او رميهم في الاخاديد التي أضرمت النار فيها وكل من رفض التراجع عن معتقده نال الضرب المبرح بالسياط قبل ان يرمى في الاخدود الناري وبرز من بين هؤلاء المظلومين امرآة مرضعة

هذه المرأة كانت من المؤمنين الذين تشبثوا بدينهم لكن عند رؤيتها لأهوال ما يحصل في الاخدود والنيران الت تأكل المؤمنين اشفقت على رضيعها الذي لا ذنب له في ما يحدث وسولت لها نفسها العودة عن ايمانها الا ان الله تعالى انطق الرضيع بالحق فقال لها : أماه إصبري فإنك على الحق 

وحثها على المضي قدما نحو مصيرها فالجنة بانتظارهما وهكذا قام الملك بقتل المؤمنين حرقا في الأخدود ليخلد قصتهم عبر التاريخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق