رسم بالحروف
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لو حة من الطبيعة
عند الغدير بدا لي موجهُ الطّافي ** يختالُ حسناً بهـذا الرّوْنَقِِ الصَّافي
جدائلُ النورِ فوقَ الماءِ ترسلها** شمسُ الأصيل ِ علي أغصان ِصفصافِ
غصنانِ من سندسٍ في مائهِ اغتسلا ** والبط مستمـتعٌ في حضنه ِالدافى
وزَوْرقٌ حالمٌ من فـوق صفحتهِ ** ينسابُ في نشوةٍ من غيرِ مجـدافِ
كأنهُ عابدٌ قـدْ أَمَّ مسجدَه ُ** ألقي بنعليهِ .. فَهْوَ الحاسرُ الحافى
أو عقد دُرٍّ بدا في صدر فاتنةٍ ** يهيمُ في عشقهِ من غير أهدافِ
في شاطئيه هضابٌ طابَ منظرُها ** تفـوقُ في حسنها عنْ أَيِّ أوصافِ
والأفقُ من فوقها تروى سحائبُه ُ** تلك الرياض بغيثٍ وافرٍ وافِ
فى شاطئٍ منه تبدو توتةٌ نضجتْ ** فيها الثمارُ. وفيها ظلها الضّافي
تدعو الشفاهَ وتغريها لتقطفَها ** وترشفُ الشّهدَ من تِرْياقها الشّافي
حمامتان علي غصنٍ تعانقتا ** تمارسان الهوى من غير إِسفافِ
والعشبُ في شطًّه الأدنى يزيِّنُهُ ** يفوحُ منه الشّذى من كلِّ أصنافِ
ما بين نعناعةٍ أوراقها ابتسمتْ ** تعانقُ الفُلّ.. في وُدٍّ وإيلافِ
توضأتْ بالندى في الفجر واغتسلتْ ** بضوءِ صبحٍ رقيق الوَشْيِِ شفّافِ
وبين وَرْدٍ وريحانٍ تراقصُه ** مرّ النسائم .. فهْوَ الظّاهرُ الخافى
ـــــــــــــ
أغرانيَ النهرُ والفنـَّانُ يأسرهُ ** حبُّ الجمال النقّىِّ الطاّهرِ الصَّافى
وقلتُ ما ضّرنى والشيبُ حاصرنى ** إن عُمْتُ حيناً.. بلا جهـدٍ وإسـرافِ
نزلتُ أسبحُ والآمالُ تدفعنى ** لكنْ تحطمَ فوقَ الموج مجدافي!!
وقفت أبحثُ عن طوق ٍ ليسعفنى ** فلم أجدْ غيرَها يأتى لإسعافي
مدّتْ يديها ومدّتْ لي مشاعرَها ** فأشعلتْ جذوةً ما بين أعطافي
ثم استدارتْ وفي أعقابها تركتْ ** أريجَها العذبَ يغزو كل َّأطرافي
غصنٌ من البان زانتْه ضفائرُهُ ** موجٌ تَهدّلَ من رأسٍ لأردافِ
الصبحُ والليلُ في وجهٍ قد اجتمعا ** فامتاز في حسنه من بين آلافِ
مَنْ للخريف وقد جَفتْ منابعه ** واغتاله الدَّهرُ في جَوْرٍ وإجحافِ؟؟
إذا الربيع أتاهُ في تبرُّجهِ ** يفوحُ عطراً .. ويغريهِ بإلحافِ؟؟
غاب الربيعُ وطيري في مرابعهِ ** ما ضرَّ لو عاد لي يوما لإنصافي؟؟
شعر سعيد حسين القاضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق