تأ ملات في الناس بقلم شاعر الحياه /سعيد حسين القاضى

تأ ملات في الناس

مالَ الزمانُ فلم يسمعْ لشكوانا *** والدّهر لا ينصف الأحرار أحيانا
يا قلب صبراً فـمـا للّـوم فائـدةٌ *** وامرح قليلاً فقد أُتْخمتَ أحــزانا
أإن رأيت رياحاً بالمنى عصفتْ *** تَبكِ الأماني بلحنٍ فاض أشجانا ؟؟
وإن رأيت أمرءاً ينساق في شغفٍ*** في موكب البغي تبد القول نكرانا ؟؟
وإن رأيت امرءاً يزهـو بمنقصةٍ*** فيه تجلًتْ قضيت الليل سهرانا
هل كلفتك الليالي أن تقوّمها *** أو أن تقيم بها للعـدل ميزانـا ؟؟
ــــــ


أما رأيت أناساً مالـهمْ هِمـمٌ *** يبغون نيل العلا والمجد ” مجانا “
مثل الجراد يريد القفز مرتفعاً *** لكنْ قواهٌ وَهَتْ فارتدّ ندمانا
أو كالفراشة تأتي النور مسرعةً *** كيما تلاقي لدى الأنوار نيرانا !!
ــــــ


أما رأيـت أناساً للعلا صعـدوا*** مثل الفقاقيع تعلو الموج أزمانـا
يرميهم البحر في حنقٍ ويقذفهمْ *** من بعد أن سبَّبُوا للبحر غثيانا
خَفُّوا فطاروا ولَجُّوا في تطاولهمْ*** حتى كساهم غرور الطيش أكفانا !!
ــــــ


أما رأيت أناساً كنتَ تحسبهم *** في صفوةِ العيشِ أحباباً وإخوانـا
إن يضحك الدهر قالوا أنت سيدنا***وأظهروا الودَّ تقديراً وعرفانا
لكنْ .. إذا مالت الأيامُ أو عَبَسَتْ***كانوا عليك مع الأيامِ أعوانا ؟؟
ــــــ


ياكمْ رأيتُ صنوفاً لستُ أحصرها*** وسل خبيراً بهم إن شئتَ بُرهانا
هَوّنْ عليك فكم في الناس من عجبٍ***ولا تصاحبْ دعيًّا حيثما كانا
فمن يصادقْ صغيرَ النفس آلمهُ *** إن الذبابَ يثيرُ الغيظ أحيانا


قد يألفُ المرءُ مَنْ أمسي يشابهُهُ*** والحرّ لا يرتضى الأوغادَ خِلاَّنا
تأبى الأسودُ طعاماً سيئاً عَفِناً*** وتجذبُ الجيفةُ النكراءُ غربانا
ولا يؤاخي دنيئاً قط ذو شيمٍ ***ولنْ يصادقَ ليثُ الغاب ثعبانا
كم في الرياض زهور ريحها عبقٌ*** والوحل يفرز أعطانا وديدانا
لا خيرَ في الفنِّ بلْ لا خيرَ في أدَبٍ*** إن لم يُكوّنْ لدى الإنسان وجدانا
فإن رأيتَ امرءاً شهماً له قيمٌ*** يرعي الجميل فقد أبصرتَ إنسانا


شعر: سعيد حسين القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق