متجدد اكتشف دلالات لخرافات قديمه نعيش بها حتى الأن....33- التشاؤم بملاقاة الأشخاص

 

متجدد اكتشف دلالات لخرافات قديمه نعيش بها حتى الأن....33- التشاؤم بملاقاة الأشخاص 



من مخلّفات أعداء الرسل التشاؤم بالأشخاص, فقد تشاءم قوم صالح بنبيهم – عليه السلام –
حيث قالوا له: (اطيرنا بك وبمن معك) [النمل:47].
وكان فرعون وقومه إذا أصابتهم سيئة: (يطيروا بموسى ومن معه) [الأعراف:131].
وتطير أصحاب القرية برسل الله عز وجل حيث قالوا لهم: (إنا تطيرنا بكم) [يس:18].
وقد كان الرد عليهم جميعاً:( ألا إنما طائرهم عند الله ) [الأعراف: 131.
أي أن ما حل بكم من شر وبلاء إنما هو بسبب ذنوبكم وكفركم.
أما اليوم, فقد يتطير أحدهم بملاقاة شخص في الصباح الباكر, ويقول له بالعامية: واش من وجه أصبحت عليه.
ومنهم من يتطير بالبشر ذوي العاهات، فإذا رأى رجلاً أعور قال: هذا عوار في حرفتي ومهنتي، لا أذهب إليها اليوم، وإذا رأى امرأة عجوزاً يقول: هذه عجوز نحس لا يمكن أن أذهب إلى العمل هذا اليوم !!
قال العلامة الحافظ الحكمي رحمه الله في معارج القبول 990/3:
(وأما الطيرة ، فهي ترك الإنسان حاجته ، واعتقاده عدم نجاحها ، تشاؤما بسماع بعض الكليمات القبيحة ، كيا هالك أو يا ممحوق ونحوها . وكذا التشاؤم ببعض الطيور كالبومة وما شاكلها إذا صاحت .
قالوا : إنها ناعبة أو مخبرة بشر ، وكذا التشاؤم بملاقاة الأعور أو الأعرج أو المهزول أو الشيخ الهرم أو العجوز الشمطاء ، وكثير من الناس إذا لقيه وهو ذاهب لحاجة ، صده ذلك عنها ، ورجع معتقدا عدم نجاحها ، وكثير من أهل البيع لا يبيع ممن هذه صفته إذا جاءه أول النهار ، حتى يبيع من غيره تشاؤما به وكراهة له ، وكثير منهم يعتقد أنه لا ينال في ذلك اليوم خيرا قط) انتهى.
ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه القيم (مفتاح دار السعادة (272/3) أن:

"أحد الولاة خرج لبعض مهماته فاستقبله رجل أعور فتطير به وأمر به إلى الحبس فلما رجع أمر بإطلاقه , فقال : سألتك بالله ما كان جرمي الذي حبستني لأجله ؟ فقال : تطيرت بك . فقال : فما أصبت في يومك برؤيتي ؟ فقال : لم ألق إلا خيرا . فقال : أيها الأمير أنا خرجت من منزلي فرأيتك فلقيت في يومي الشر والحبس , وأنت رأيتني فلقيت الخير والسرور فمن أشأمنا ؟ والطيرة بمن كانت ؟ فاستحيا منه الوالي ووصله" انتهى.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق