القرآن تدبر وعمل سورة الممتحنة صفحة رقم 550

 

 

 

الوقفات التدبرية

١

{ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ }

(وَمَن يَتَوَلَّ) أي: عن الإسلام وقبول هذه المواعظ،

(فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِىُّ) أي: لم يتعبدهم لحاجته إليهم.

(ٱلْحَمِيدُ) في نفسه وصفاته.

القرطبي: 20/405.

السؤال:

ما مناسبة ختم الآية بهذين الاسمين لله تعالى؟

٢

{ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً }

لما أمر الله المسلمين بعداوة الكفار ومقاطعتهم فامتثلوا ذلك على ما

كان بينهم وبين الكفار من القرابة، فعلم الله صدقهم فآنسهم بهذه الآية،

ووعدهم بأن يجعل بينهم مودة، وهذه المودة كملت في فتح مكة؛

فإنه أسلم حينئذ سائر قريش.

ابن جزي: 2/436.

السؤال:

ما مناسبة هذه الآية بعد الحديث عن التبرؤ من الكافرين؟

٣

{ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَٱللَّهُ قَدِيرٌ ۚ }

(عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ) سببها

رجوعهم إلى الإيمان.

(وَٱللَّهُ قَدِيرٌ ۚ) على كل شيء، ومن ذلك هداية القلوب، وتقليبها من

حال إلى حال.

السعدي: 856.

السؤال:

لماذا ذكر الله قدرته بعد أن ذكر أنه بالإمكان انتقال عداوة المشركين

إلى المودة؟

٤

{ لَّا يَنْهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن

دِيَٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓا۟ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ }

لما ذكر سبحانه ما ينبغي للمؤمنين من معاداة الكفار وترك موادتهم

فصل القول فيمن يجوز بره منهم ومن لا يجوز فقال:

(لَّا يَنْهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ).

الشوكاني: 5/213.

السؤال:

ما مناسبة الآية لما قبلها؟

٥

{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِذَا جَآءَكُمُ ٱلْمُؤْمِنَٰتُ مُهَٰجِرَٰتٍ فَٱمْتَحِنُوهُنَّ }

قال القشيري: وفي الجملة الامتحان طريق إلى المعرفة، وجواهر النفس

تتبين بالتجربة، ومن أقدم على شيء من غير تجربة يجني كأس الندم.

البقاعي: 19/514.

السؤال:

ما أهمية امتحان النفوس؟

٦

{ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَٰتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى ٱلْكُفَّارِ }

فيه دلالة على أن الإيمان يمكن الاطلاع عليه يقيناً.

ابن كثير: 4/351.

السؤال:

هل يمكن الاطلاع اليقيني على إيمان بعض الناس؟

٧

{ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَٰتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى ٱلْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ

وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَءَاتُوهُم مَّآ أَنفَقُوا۟ ۚ }

أمر الله تعالى إذا أمسكت المرأة المسلمة أن ترد على زوجها ما أنفق،

وذلك من الوفاء بالعهد؛ لأنه لما منع من أهله بحرمة الإسلام أمر برد

المال حتى لا يقع عليهم خسران من الوجهين: الزوجة والمال.

القرطبي: 20/414.

السؤال:

اذكر صورة من صور الوفاء بالعهد في الآية.

التوجيهات

1- أهمية القدوة في حياة المسلم, ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

لِّمَن كَانَ يَرْجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلْءَاخِرَ ﴾

2- جواز معاملة الكافر غير الحربي، والإحسان إليه، ﴿ لَّا يَنْهَىٰكُمُ ٱللَّهُ

عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ

وَتُقْسِطُوٓا۟ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ ﴾

3- القسط والعدل مع الموالف والمخالف، ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ ﴾

العمل بالآيات

1- ادع الله تعالى أن يهدي أهل الضلال والكفر, ﴿ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ

وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَٱللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾

2- أهد هدية لكافر تأليفا لقلبه، ﴿ لَّا يَنْهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ

وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓا۟ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ ﴾

3- تذكر مسلما أخطأت عليه ثم اعتذر منه أو ادع الله له،

﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ﴾

معاني الكلمات

الكلمة معناها

يَرْجُو اللَّهَ يَطْمَعُ فِي الخَيْرِ مِنَ اللهِ.

يَتَوَلَّ يُعْرِضْ عَنِ الاِقْتِدَاءِ بِالأَنْبِيَاءِ، وَيُوَالِ أَعْدَاءَ اللهِ.

الْحَمِيدُ المَحْمُودُ فِي ذَاتِهِ، وَصِفَاتِهِ، وَأَفْعَالِهِ.

مَوَدَّةً مَحَبَّةً.

تَبَرُّوهُمْ تُكْرِمُوهُمْ.

وَتُقْسِطُوا تَعْدِلُوا فِيهِمْ.

الْمُقْسِطِينَ العَادِلِينَ.

وَظَاهَرُوا عَاوَنُوا.

أَنْ تَوَلَّوْهُمْ أَنْ تَنْصُرُوهُمْ، وَتَوَدُّوهُمْ.

فَامْتَحِنُوهُنَّ فَاخْتَبِرُوهُنَّ؛ لِتَعْلَمُوا صِدْقَ إِيمَانِهِنَّ.

وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَأَعْطُوا أَزْوَاجَ اللاَّتِي أَسْلَمْنَ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا

عَلَيْهِنَّ مِنَ المُهُورِ.

جُنَاحَ إِثْمَ.

أُجُورَهُنَّ مُهُورَهُنَّ.

بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ بِعُقُودِ نِكَاحِ زَوْجَاتِكُمُ الكَافِرَاتِ.

وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَاطْلُبُوا مِنَ المُشْرِكِينَ مُهُورَ نِسَائِكُمُ المُرْتَدَّاتِ

اللَّوَاتِي لَحِقْنَ بِهِمْ.

وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ انْفَلَتَتْ وَاحِدَةٌ بِرِدَّةٍ.

فَعَاقَبْتُمْ فَظَفِرْتُمْ بِالكُفَّارِ، وَغَنِمْتُمْ مِنْهُمْ.

تمت الصفحة ( 550 )

انتظروني غدا باذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق