القرآن تدبر وعمل سورة المنافقون صفحة رقم 555
الوقفات التدبرية
١
{ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ ٱلْمُنَٰفِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ }
استدراك قوله : (وَلَٰكِنَّ ٱلْمُنَٰفِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ ) لرفع ما يتوهم من أنهم
حين قالوا: (لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا)
كانوا قالوه عن بصيرة ويقين بأن انقطاع إنفاقهم على الذين يلوذون
برسول الله ﷺ يقطع رزقهم، فينفضون عنه بناء على أن القدرة
على الإِنفاق منحصرة فيهم لأنهم أهل الأموال، وقد غفلوا عن تعدد
أسباب الغنى وأسباب الفقر.
ابن عاشور: 28/248.
السؤال:
ما فائدة الاستدراك بــ(وَلَٰكِنَّ ٱلْمُنَٰفِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ)؟
٢
{ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلْمُنَٰفِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }
الناس يطلبون العز بأبواب الملوك، ولا يجدونه إلا في طاعة الله.
كان الحسن البصري يقول: وإن هملجت بهم البراذين، وطقطقت
بهم البغال، فإن ذل المعصية في رقابهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه.
ابن تيمية: 6/312.
السؤال:
أين تطلب العزة الحقيقية؟
٣
{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَٰلُكُمْ وَلَآ أَوْلَٰدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ ۚ }
لما ذكر سبحانه قبائح المنافقين رجع إلى خطاب المؤمنين مرغباً
لهم في ذكره فقال:
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَٰلُكُمْ وَلَآ أَوْلَٰدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ)
فحذرهم عن أخلاق المنافقين الذين ألهتهم أموالهم وأولادهم عن ذكر الله.
الشوكاني: 5/233.
السؤال:
ما مناسبة الآية لما قبلها؟
٤
{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَٰلُكُمْ وَلَآ أَوْلَٰدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ ۚ }
لما ذكر سبحانه قبائح المنافقين رجع إلى خطاب المؤمنين مرغباً لهم
في ذكره فقال:
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَٰلُكُمْ وَلَآ أَوْلَٰدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ )
فحذرهم عن أخلاق المنافقين الذين ألهتهم أموالهم وأولادهم عن ذكر الله.
الشوكاني: 5/233.
السؤال:
ما مناسبة الآية لما قبلها؟
٥
{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَٰلُكُمْ وَلَآ أَوْلَٰدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ ۚ }
دوام الذكر سبب لدوام المحبة؛ فالذكر للقلب كالماء للزرع ... لا حياة
له إلا به. وهو أنواع: ذكره بأسمائه وصفاته، والثناء عليه بها.
الثاني: تسبيحه وتحميده، وتكبيره وتهليله، وتمجيده، وهو الغالب
من استعمال لفظ الذكر عند المتأخرين. الثالث: ذكره بأحكامه
وأوامره ونواهيه؛ وهو ذكر أهل العلم ... ومن أفضل ذكره: ذكره بكلامه ...
ومن ذكره سبحانه: دعاؤه واستغفاره والتضرع إليه.
فهذه خمسة أنواع من الذكر.
ابن القيم: 3/157-158.
السؤال:
بيِّن أهمية الذكر، واذكر أنواعه.
٦
{ وَأَنفِقُوا۟ مِن مَّا رَزَقْنَٰكُم }
يدل ذلك على أنه تعالى لم يكلف العباد من النفقة ما يعنتهم ويشق عليهم،
بل أمرهم بإخراج جزء مما رزقهم الله الذي يسره لهم ويسر لهم أسبابه.
السعدي: 865.
السؤال:
ما الفائدة من حرف الجر (من) الدال على التبعيض في هذه الآية؟
٧
{ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَآ أَخَّرْتَنِىٓ
إِلَىٰٓ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ }
فكل مفرط يندم عند الاحتضار، ويسأل طول المدة -ولو شيئاً يسيراًً-
ليستعتب ويستدرك ما فاته.
ابن كثير: 4/373.
السؤال:
هل الندم عند الاحتضار خاص بالكفار؟ وما الذي تستفيده من ذلك؟
التوجيهات
1- العزة لا تكون إلا بالله، فمن أرادها فليطلبها من مالكها،
﴿ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلْمُنَٰفِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
2- الأموال والأولاد قد تسبب البعد عن الله تعالى، ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوا۟ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَٰلُكُمْ وَلَآ أَوْلَٰدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ ۚ ﴾
3- الحرص على الخاتمة الحسنة، ﴿ وَأَنفِقُوا۟ مِن مَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن
قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ ﴾
العمل بالآيات
1- احضر درسا أو محاضرة شرعية، ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا۟ يَسْتَغْفِرْ
لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوْا۟ رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ﴾
2- استغفر لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات، ﴿ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ
لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ ﴾
3- تبرع في إحدى الجهات الخيرية لكفالة داعية أو طالب علم لتبتعد
عن صفات المنافقين، ﴿ هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا۟ عَلَىٰ مَنْ عِندَ
رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا۟ ۗ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ عَطَفُوهَا إِعْرَاضًا، وَاسْتِهْزَاءً.
يَصُدُّونَ يُعْرِضُونَ.
يَنْفَضُّوا يَتَفَرَّقُوا عَنْهُ.
رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ بَنِي المُصْطَلِقِ.
الأَعَزُّ الأَقْوَى؛ يَعْنُونَ: أَنْفُسَهُمْ.
الأَذَلَّ الأَضْعَفَ وَالأَهْوَنَ؛ يَعْنُونَ: رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم،
وَمَنْ مَعَهُ.
الْعِزَّةُ القُوَّةُ، وَالغَلَبَةُ.
لاَ تُلْهِكُمْ لاَ تَشْغَلْكُمْ.
لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي هَلاَّ أَمْهَلْتَنِي، وَأَخَّرْتَ أَجَلِي.
أَجَلُهَا وَقْتُ مَوْتِهَا.
تمت الصفحة ( 555 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق