القرآن تدبر وعمل سورة التغابن صفحة رقم 557
الوقفات التدبرية
١
{ مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ ٱللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُۥ ۚ }
وهذا عام لجميع المصائب ... فجميع ما أصاب العباد فبقضاء الله
وقدره ... والشأن كل الشأن هل يقوم العبد بالوظيفة التي عليه في
هذا المقام أم لا يقوم بها؟! فإن قام بها فله الثواب الجزيل والأجر
الجميل في الدنيا والآخرة، فإذا آمن أنها من عند الله فرضي بذلك
وسلم لأمره هدى الله قلبه، فاطمأن ولم ينزعج عند المصائب.
السعدي: 867.
السؤال:
إذا عرفت أن المصائب من عند الله، فما الأثر المترتب على ذلك؟
٢
{ وَمَن يُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُۥ ۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ }
عن ابن عباس قوله: (وَمَن يُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُۥ) يعني: يهد قلبه لليقين،
فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
الطبري: 23/421.
السؤال:
ما المراد بهداية قلب المؤمن بالله تعالى في الآية؟
٣
{ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ }
فذِكرُ اسم الإيمان هاهنا دون سائر أسمائهم دليلٌ على استدعاء
الإيمان للتوكل، وأن قوة التوكل وضعفه بحسب قوة الإيمان وضعفه،
وكلما قوي إيمان العبد كان توكله أقوى، وإذا ضعف الإيمان ضعف
التوكل، وإذا كان التوكل ضعيفاً فهو دليل على ضعف الإيمان ولا بد.
ابن القيم: 3/159.
السؤال:
لماذا خاطب الله المؤمنين باسم الإيمان بعد أن أمرهم بالتوكل؟
٤
{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِنَّ مِنْ أَزْوَٰجِكُمْ وَأَوْلَٰدِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَٱحْذَرُوهُمْ ۚ }
قال القاضي أبو بكر ابن العربي:
( هذا يبين وجه العداوة؛ فإن العدو لم يكن عدوا لذاته وإنما كان عدوا
بفعله، فإذا فعل الزوج والولد فعل العدو كان عدواً، ولا فعل أقبح من
الحيلولة بين العبد وبين الطاعة ).
القرطبي: 521/17.
السؤال:
ما وجه كون الزوج والولد عدوا للرجل؟
٥
{ إِنَّمَآ أَمْوَٰلُكُمْ وَأَوْلَٰدُكُمْ فِتْنَةٌ ۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجْرٌ عَظِيمٌ }
قال ابن مسعود:
( لا يقولن أحدكم: اللهم إني أعوذ بك من الفتنة، فإنه ليس منكم أحد
إلا وهو مشتمل على فتنة؛ لأن الله تعالى يقول:
(إِنَّمَآ أَمْوَٰلُكُمْ وَأَوْلَٰدُكُمْ فِتْنَةٌ ۚ)، فأيكم استعاذ فليستعذ بالله من
مُضِلاَّت الفتن ).
ابن القيم: 3/160.
السؤال:
ما الدعاء الذي ينبغي أن يدعوَه الإنسان في الفتن؟
٦
{ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ }
يأمر تعالى بتقواه التي هي امتثال أوامره واجتناب نواهيه، ويقيد ذلك
بالاستطاعة والقدرة، فهذه الآية تدل على أن كل واجب عجز عنه
العبد أنه يسقط عنه، وأنه إذا قدر على بعض المأمور وعجز عن
بعضه فإنه يأتي بما يقدر عليه، ويسقط عنه ما يعجز عنه.
السعدي: 868.
السؤال:
ما الذي تستفيده من تخصيص التقوى بالاستطاعة؟
٧
{ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُوا۟ وَأَطِيعُوا۟ وَأَنفِقُوا۟ خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن
يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴿١٦﴾ إِن تُقْرِضُوا۟ ٱللَّهَ قَرْضًا
حَسَنًا يُضَٰعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِي }
والمقصود: الاعتناء بفضل الإِنفاق المأمور به اهتماماً مكرراً؛
فبعد أن جُعل خيراً، جُعل سببَ الفلاح، وعُرف بأنه قرض من العبد لربّه،
وكفى بهذا ترغيباً وتلطفاً في الطلبِ إذ جُعل المنفق كأنه يعطي الله
تعالى مالاً وذلك من معنى الإِحسان في معاملة العبد ربّه.
ابن عاشور: 28/290.
السؤال:
اذكر مرغبات الإنفاق الواردة في الآيات الكريمة.
التوجيهات
1- الرضا بالقضاء والقدر، ﴿ مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ ٱللَّهِ ۗ وَمَن
يُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُۥ ۚ ﴾
2- الإيمان يثبت القلب عند وقوع المصيبة، ﴿ وَمَن يُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُۥ ۚ ﴾
3- من اتقى الشح أفلح وفاز، ﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾
العمل بالآيات
1- اجمع زوجتك وأولادك أو بعض إخوانك وتدارسوا آية من كتاب الله،
﴿ إِنَّ مِنْ أَزْوَٰجِكُمْ وَأَوْلَٰدِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَٱحْذَرُوهُمْ ۚ ﴾
2- اعف عن مسلم أخطأ عليك لعل الله أن يغفر لك،
﴿ وَإِن تَعْفُوا۟ وَتَصْفَحُوا۟ وَتَغْفِرُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾
3- تصدق بمال -ولو قليل- لتتقي فتنة المال،
﴿ إِنَّمَآ أَمْوَٰلُكُمْ وَأَوْلَٰدُكُمْ فِتْنَةٌ ۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
بِإِذْنِ اللَّهِ بِقَضَائِهِ، وَقَدَرِهِ.
يَهْدِ قَلْبَهُ يُوَفِّقْهُ لِلتَّسْلِيمِ بِالقَضَاءِ، وَالصَّبْرِ عَلَى المَقْدُورِ.
تَوَلَّيْتُمْ أَعْرَضْتُمْ عَنْ طَاعَةِ الرَّسُولِ صلّى الله عليه وسلّم.
فَلْيَتَوَكَّلِ فَلْيَعْتَمِدْ، وَلْيُفَوِّضْ.
عَدُوًّا لَكُمْ بِصَدِّكُمْ عَنِ سَبِيلِ اللهِ، وَتَثْبِيطِكُمْ عَنْ طَاعَةِ اللهِ.
تَعْفُوا تَتَجَاوَزُوا عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ.
وَتَصْفَحُوا تُعْرِضُوا عَنْهَا.
وَتَغْفِرُوا تَسْتُرُوهَا عَلَيْهِمْ.
فِتْنَةٌ بَلاَءٌ، وَاخْتِبَارٌ لَكُمْ.
وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ يُكْفَ بُخْلَهَا الشَّدِيدَ، وَطَمَعَهَا بِمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ .
مت الصفحة ( 557 )
انتظروني غدا باذن الله
مع سورة الطلاق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق