لماذا نقرأ سورة الملك
لماذا نقرأ سورة الملك
(تبارك الذي بيده الملك) كل ليلة؟
سورة تبارك سورة مبارَكة،
وقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يتمنَّى أنها في
قلب كلِّ إنسان من أمته؛
فقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لرجل:
ألا أُطرفك بحديث تفرَح به؟
قال: بلى، يا أبا عباس، يرحمك الله.
قال: اقرأ:
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}
[الملك: 1]،
فاحفظْها، وعلِّمها أهلك، وجميع ولدك، وصبيان بيتك،
وجيرانك؛ فإنها المنجية، وهي المجادِلة، تجادل وتخاصم يوم القيامة
عند ربها لقارئها، وتطلب إلى ربها أن يُنجيه من النار إذا كانت
في جوفه، وينجي الله بها صاحبها من عذاب القبر.
قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم:
( وددتُ أنها في قلب كل إنسان مِن أمتي ).
وهذا إرشاد منه عليه الصلاة والسلام لكل مسلم أن يحفظ هذه السورة،
ويعلّمها أهله وجيرانه.
ولكن، لماذا نقرؤها في كل ليلة؟
تأمَّلتُ ذلك، فرأيت أنها تُقرأ للأسباب التالية:
♦ أولاً: نقرؤها اتِّباعًا للنبي صلى الله عليه وسلَّم؛
فقد جاء عن جابر رضي الله عنه
( أنَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم كان لا ينام حتى يقرأ: آلم تنزيل،
وتبارك الذي بيده الملك )،
فأنت إذا قرأتها تكون متَّبعًا لسنَّة النبي صلى الله عليه وسلَّم.
♦ ثانيًا: هي سبب في الشفاعة ومغفرة الذنوب؛ يدلُّ على ذلك ما جاء
عن النبي صلى الله عليه وسلَّم أنه قال:
( إنَّ سورةً من القرآن ثلاثون آيةً، شفعت لرجل حتى غُفر له،
وهي سورة تبارك الذي بيده الملك )
♦ ثالثًا: تُنجي من عذاب القبر؛ فقد كان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
يقول: مَن قرأ
{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ }
[الملك: 1]،
كلَّ ليلة منعه الله بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلَّم نُسمِّيها المانعة، وإنها في كتاب الله،
سورة مَن قرأ بها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب ).
♦ رابعًا: تُرسِّخ في قلب المسلم صفتين من صفات الكمال
التي يتَّصف بها سبحانه؛ فهو مالك الملك،
وهو القادر المقتدر المتصرِّف في ملكه وعبيده بما يشاء؛
فقد افتُتحت بقوله تعالى:
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}
[الملك: 1].
ومن يوقن أن الله تعالى هو مالك الملك، القدير على كل شيء،
اطمأنَّ قلبه، وهدأت نفسه، وانصبَغَ بأنوار الرضا أيَّما انصباغ!
♦ خامسًا: تُخبرنا عن سبب وجودنا في هذه الحياة،
وهو سؤال طالما سأل عنه الإنسان،
فجاء الجواب بقوله سبحانه:
{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا }
[الملك: 2].
وكأنَّ الله تعالى يريد أن يقول لك: أيها المسلم، إنك لم تُخلق عبثًا؛
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا}
[المؤمنون: 115]،
وأنك خلقت للعمل في هذه الحياة،
وأن هذا العمل يجب أن يتّصف بالإحسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق