كيف تتعامل مع طفلك الأناني؟

 

طفلك

كيف تتعامل مع طفلك الأناني؟

"أريدها لي، إنها لعبتي، لن أشاركه بها" ، وبكاء وصراخ وأصوات تعلو في المكان، سيناريو لطفلين يتشاجران ويتعاركان بالأيدي. كل واحد منهما يريد لعبة الآخر ولا يريد مشاركة غيره بألعابه، فما هذا؟

إنها الأنانية لدى الطفل، وهي أسلوب يشكو منه الكثير من الآباء والأمهات، إذ يسبب لهم الحرج بشكل كبير، كما أنه يسبب االضيق لهم لعدم مقدرتهم على التعامل الإيجابي مع طفلهم.

فيتسم الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة بحرصهم الشديد الاحتفاظ بأشيائهم مع الرفض التام لإعطاء شيء منها لأحد،وهذا السلوك عادي يتناسب مع طبيعة هذه المرحلة، إلا أنه إذا استمر معهم حتى سن التاسعة أو أكثر؛ فإنه يُعد بذلك مشكلة تحتاج إلى التعامل معها

لكن لا تقلقوا؛ سأساعدك على مساعدة طفلك يتخلص من صفة الأنانية، وكيف هذا؟

سأقدم لك شرحًا وافيًا في هذا البوست عن هذه الصفة معناها وأشكالها والأسباب التي جعلت طفلك أنانياً، وبعض النصائح لعلاج هذا السلوك، ما عليك سوى متابعة السطور التالية

فمن هو الطفل الأناني؟

الطفل الأناني هو من يقدم مصلحته على كل شيء ولا يبالي بمصالح الآخرين، واهتمامه منصب على نفسه، أما نظرته للآخرين فهي نظرة سلبية بعض الشيء، ولا ينتمي للجماعة، كما أنه يجد صعوبة في علاقته مع أصدقائه.

وما هي أشكال الأنانية عند الأطفال؟

• الاهتمام برغباته الخاصة ومصالحه وعدم مراعاة حاجة الآخرين بشكل متكرر ومبالغ فيه

• ضعف الاهتمام بروح الجماعة ومحبة الأصدقاء

• الغيرة الشديدة من أي شيء لدى غيره أو أي مدح وشكر يوجه لغيره

ما هي الأسباب التي قد تجعل طفلك أنانيًا؟

• المخاوف: خوف الطفل من الكثير من الأمور سواء من الرفاق، أو من التغيير، أو الترك، أو الخوف على النفس، أو خوف الحرمان من شيء، فيظل محتفظا به مؤثرًا به نفسه عمن سواه .

• التدليل الزائد والحماية المبالغ فيها: الأسرة هي العامل الأساسي في تنمية هذا السلوك لدى الطفل، ويكون ذلك من خلال تقديم الدلال والحماية الزائدة له؛ مما يجعله لا يهتم إلا بنفسه، حتى يشعر أنه وحده محور اهتمام الآخرين، فيحدث عنده مزيج من الأنانية والخجل والانطواء ، وخاصة الطفل وحيد أبويه .

• أسلوب التربية: عندما يتعلم الأبناء ألا يعطوا لأحد شيئا مما يملكون كالطعام وغيره، ولا يسمحوا للآخرين بتخطبهم، ولا يتقبلون الخسارة في المنافسة واللعب

• عدم النضج: إذا كان طفلك لا يتحمل أي نوع من المسؤولية ويريد امتلاك الشيء الذي يريده في الوقت الذي يراه مناسبًا، فهو طفل غير ناضج، مما يؤدي به إلى التصرف بأنانية مع غيره.

ملاحظة بسيطة

هناك أسباب تعرقل وصوله إلى مرحلة النضج، منها: الإعاقة، صعوبات اللغة، اضطرابات النمو.

وما هي أهم النصائح لعلاج هذا السلوك الأناني لدى طفلك؟

• احرص على التوازن في تربية الطفل، بالبعد عن القسوة الزائدة أو التدليل الزائد، وكذلك بالبعد عن الإهمال العاطفي

• عليك بالسرعة في تقويم هذا السلوك وتغييره، فمثلًا عندما يشاهد الأب الأنانية في طفله أثناء اللعب فعليه أن ينبهه إلى ذلك بهدوء ويبين له الآثار الإيجابية للعب الجماعي عليه وعلى فريقه

• علمْ طفلك معنى العطاء من خلال جلب كيس من الحلوى واطلبْ منه توزيعها على أصدقائه في المدرسة أو أخوته، ويعطى غيره من إخوته وأصدقائه من طعامه، ويساعد المحتاج من مصروفه، وتشجيعه ومدحه على ذلك

• أنتم، كآباء وأمهات، ليطعم كلًا منكما الآخر أثناء الطعام وليطعما ابنهما، أو يعطي كل واحد منكما للآخر هدية أمام الطفل ليتعود الإيثار وعدم الأنانية

• اعملْ على تنمية ثقته بنفسه عن طريق الثناء على سلوك مرغوب يقوم به

• شجعْ طفلك على تبادل الزيارات والعلاقات وتبادل الألعاب مع أصدقائه

• عودْ طفلك على مساعدتك في أعمال المنزل، وفي هذا تدريب له على مساعدة غيره

• لا تترددْ في تنمية المشاركة الاجتماعية لدى طفلك وحب الغير، وذلك من خلال إشراكه في الألعاب الرياضية الجماعية كالسباحة وكرة القدم وكرة السلة، واطلبْ منه التطوع في الأنشطة الاجتماعية لكي يزداد لديه الشعور بالعطاء

• قصْ عليه بعض القصص التي تحببه في العطاء وتنفره من البخل والأنانية

• حاول تمثيل دور الأناني أمامه الذي لا يفكر إلا في نفسه ويريد كل شيء لنفسه بشكل مبالغ فيه أمام الطفل واطلبْ منه القيام بنفس الدور واسأل عن رأيه في هذا الشخص ليحذر منه ويعرفه

• علمه احترام الآخرين والتعاطف معهم وتقدير ظروفهم.

وأخيرًا، عليكم ألا تتوقفوا عند رغبة الطفل بالتملك والأنانية على أنه طفل صغير سيكون أفضل عندما يكبر. عليكم منع هذا الشعور أو السيطرة عليه قدر المستطاع في أول مراحل حياته، حتى لا يكون عادة مرافقة له يصعب التخلي عنها في المستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق