بعض الآباء لديهم -فعلياً- طفل واحد، وآخرون اضطروا لسبب صحي إنجاب طفل واحد، وفي الحالتين يظل الطفل وحيداً بلا أشقاء يشاركونه اللعب وتفاصيل الحياة، وفي هذه الحالة يقتصر أسلوب التربية على نقيضين؛ الأول الاهتمام الزائد بالطفل الوحيد لدرجة التدليل، والأسلوب الثاني يرتكز على الصرامة والشدة إلى حد الضغط والإجهاد على الطفل. وللبحث عن الطريقة المُثْلَى لتربية الطفل الوحيد يدور التقرير التالي. اللقاء وخبيرة الأسرة الدكتورة نوال الشال، أستاذة الاجتماع بمركز البحوث.
شجعي طفلك على التفاعلات الاجتماعية
الطفل الوحيد يقضي معظم وقته في اللعب بمفرده أو مع أصدقاء وهميين، هنا على الآباء تشجيعه على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية، وقضاء الوقت مع شخص في مثل سنه، بل ترتيب مواعيد لعب منتظمة معه؛ فبهذه التفاعلات سيدرك الطفل كيفية مشاركة ألعابه مع الغير، والتكيف وتنمية مهاراته الاجتماعية.
اشرحي لطفلك قيمة العلاقات
الأطفال الذين لديهم أشقاء يتعلمون قيماً مهمة في علاقاتهم، مثل التسوية والمشاركة وقبول المكاسب والخسائر، ومع الطفل الوحيد تكون وظيفة الآباء التركيز على شرح وتوضيح هذه القيم وأهميتها، خاصة مع تعقيدات العلاقات في المستقبل.
اتركي لطفلك الوحيد مساحة ليستقل
اعتماد الطفل على والديه في فترة طفولته أمر عادي، ولكن الإفراط في هذا الاعتماد مع تقدم الطفل في العمر أمر غير صحي أو تربوي؛ لهذا يُنصح بالتراجع وترك الطفل يتعامل مع بعض النزاعات، ما يبث بداخله الاستقلالية والاكتفاء الذاتي.
شجعي طفلك على التعبير عن مشاعره
علاقة الطفل بأشقائه تساعده على التعرف إلى معنى التعاطف واللطف في المعاملة، ولكن مع الطفل الوحيد تصعب المهمة، ومن هنا يأتي دور الوالدين بإشراك الطفل في عمل تطوعي، وإظهار هذه القيم في حياتكم اليومية، أو بتربية حيوان أليف بالمنزل؛ ما يقلل من الوحدة.
لا تطلبي الكمال في كل عمل
نعم لا تطلبي من طفلك الكمال والمثالية في كل ما يقول وما يفعل، وإلا طلب هو الآخر اتباع المعايير نفسها من الآخرين، ودعيه يرتكب الخطأ ويتعلم منه.
دعي طفلك يكتشف هويته
كثيراً ما يعتقد الطفل الوحيد أنه لا يمتلك هوية خاصة به، وإنما هو يعكس توقعات والديه بدلاً من ذلك؛ لهذا قومي بتشجيع طفلك على استكشاف اهتماماته الحقيقية ودعيه يتخذ قراراته بنفسه.
دعي طفلتك الوحيدة تستمتع بطفولتها
بمعنى لا تطلبي من طفلك الوحيد توقعات غير واقعية، غير قابلة للتحقيق؛ ما يضع على كاهله ضغطاً وإجهاداً لا داعي له. من حق الطفل، وحيداً أو له أشقاء؛ أن تكون لديه توقعات واقعية، ودعيه يستمتع بطفولته وبكارة أحلامه.
ادعمي طفلك في أدنى مستوياته
لا تجعلي حبك لطفلك الوحيد مشروطاً بالتفوق أو تأدية العمل المكلف به على أمثل وجه، وهو فعلياً لا يريد إلا الحصول على موافقة والديه ورضاهما عليه. وفي المقابل لا مانع من أن يشعر الآباء بالاستياء من إخفاق الابن الوحيد، ولكن لا تسحب طفلك إلى أسفل، وقدم دعمك له بلا شروط.
تجنبي تقديم الرفاهية لطفلك الوحيد
حصول الطفل الوحيد على كل ما يطلبه رفاهية؛ لذلك لا تُفْرِطِي في تلبية كل نزواته، وضعي حداً أقصى لعدد الهدايا، وقومي بتعليم الطفل كيف يكسب الأشياء التي يريدها من خلال القيام ببعض الأعمال المنزلية، فيتعلم قيمة الأشياء.
لا تكوني رفيق اللعب الدائم لطفلك الوحيد
دائماً ما يبحث الطفل الوحيد عن الرفقة في اللعب والتفاعل معه، وعلى الأم أو الأب ألا يقوما بدور الرفيق بشكل دائم، والأفضل أن يُخصص له وقت محدد للعب والترفيه معه، وربما كان يجب تشجيع طفلك على اللعب بمفرده، أو مساعدته في تكوين صداقات تشاركه اللعب.
شجعي طفلك الوحيد على الابتسام
يميل الطفل الوحيد إلى أن يكون ذكياً، مع بذل مجهود لتحقيق إنجاز عالٍ يتوافق مع ما يتمناه الأهل، وإذا فشل أُصيب بالتوتر والاكتئاب، وعلى الآباء هنا تشجيع الطفل على مواجهة وقبول هذه المواقف الصعبة بالابتسام.
عاملي طفلك دون تدليل
تعامل الطفل الوحيد طوال ساعات يومه مع والديه؛ يجعله يشبه البالغين في تصرفاتهم، وتربوياً لا ينبغي إجبار الطفل على النمو في وقت مبكر، لهذا لا تصدقيه وعامليه بطريقة مناسبة لعمره؛ فالتدليل قد يؤثر في الطفل الوحيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق