القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 451 سورة الصافات
الوقفات التدبرية
١
{ سَلَٰمٌ عَلَىٰٓ إِلْ يَاسِينَ ﴿١٣٠﴾ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ ﴿١٣١﴾
إِنَّهُۥ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ }
وفي قصة إلياس إنباء بأن الرسول عليه أداء الرسالة، ولا يلزم من
ذلك أن يشاهد عقاب المكذِّبين ولا هلاكَهم للرد على المشركين الذين
قالوا: (مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )
[يونس: 48]؛
قال تعالى:
(قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93) رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ (94) وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95))
[المؤمنون: 93 – 95].
ابن عاشور:23/170.
السؤال
: على الداعية تبليغ الدعوة لا غير، وليس عليه انتظار عقوبة
من خالفه، بيِّن ذلك من الآية الكريمة.
٢
{ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ ﴿١٣٧﴾ وَبِٱلَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }
تمرون بالنهار والليل عليهم؛ إذا ذهبتم إلى أسفاركم ورجعتم،
(أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) فتعتبرون بهم .
البغوي:3/678.
السؤال:
بقاء آثار السابقين للاعتبار والتخويف وليس للتسلية والترفيه،
بين هذا من خلال الآية.
٣
{ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٩﴾ إِذْ أَبَقَ إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ ﴿١٤٠﴾
فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلْمُدْحَضِينَ ﴿١٤١﴾ فَٱلْتَقَمَهُ ٱلْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿١٤٢﴾
فَلَوْلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِۦٓ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ }
واعلم أن الغرض من ذكر يونس هنا تسلية النبي ﷺ فيما يلقاه
من ثقل الرسالة بأن ذلك قد أثقل الرسل من قبله، فظهرت مرتبة
النبي ﷺ في صبره على ذلك، وعدم تذمّره، ولإِعلام جميع
الناس بأنه مأمور من الله تعالى بمداومة الدعوة للدين؛
لأن المشركين كانوا يلومونه على إلحاحِه عليهم، ودعوته إياهم
في مختلف الأزمان والأحوال.
ابن عاشور:23/178.
السؤال:
ما الغرض من ذكر قصة يونس عليه السلام؟
٤
{ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٩﴾ إِذْ أَبَقَ إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ }
ولم يذكر الله ما غاضب عليه، ولا ذنبه الذي ارتكبه؛ لعدم فائدتنا بذكره،
وإنما فائدتنا بما ذُكّرنا عنه أنه أذنب، وعاقبه الله مع كونه من الرسل
الكرام، وأنه نجاه بعد ذلك، وأزال عنه الملام، وقيَّض له ما هو
سبب صلاحه.
السعدي:707.
السؤال:
ماذا تستفيد من علمك أن نبياً من الأنبياء عوقب بسبب ذنب فعله؟
٥
{ إِذْ أَبَقَ إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ }
أي: أراد الهروب، ودخل في البحر، وعبر عن هروبه بالإباق
من حيث هو عبد الله، فر عن غير إذن مولاه؛ فهذه حقيقة الإباق.
ابن عطية: 4/485.
السؤال:
الإباق لفظ يستخدم لهروب العبد من سيده، فكيف قيل عن يونس أنه
أبق مع أنه حر؟
٦
{ إِذْ أَبَقَ إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ }
أي: هرب إلى السفينة.
و(ٱلْفُلْكِ ) هنا واحد، و(ٱلْمَشْحُونِ ): المملوء. وسبب هروبه غضبه
على قومه حين لم يؤمنوا.
ابن جزي:2/241.
السؤال:
لم هرب نبي الله يونس إلى الفلك المشحون؟
٧
{ فَلَوْلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ }
أخبر الله- عز وجل- أن يونس كان من المسبحين، وأن تسبيحه كان
سبب نجاته، ولذلك قيل: إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر.
قال الحسن: ما كان له صلاة في بطن الحوت، ولكنه قدم عملاً صالحاً
في حال الرخاء؛ فذكره الله به في حال البلاء.
القرطبي:18/99.
السؤال:
ما سبب نجاة نبي الله يونس عليه السلام؟
التوجيهات
1- تأمل في الوعيد الشديد لكل من كذب الرسل وآذاهم،
﴿ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ﴾
2- اعلم أن العقل السوي يقود العبد المؤمن للاعتبار والتفكر في سنن
الله تعالى، ﴿ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ ﴿١٣٧﴾ وَبِٱلَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾
3- اعلم أن أعظم الإفــك ما كان متعلقاً بحق الله تعـــالى،
﴿ أَلَآ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ﴿١٥١﴾ وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَٰذِبُونَ ﴾
العمل بالآيات
1- قل: اللهم اجعلني من عبادك المخلَصين، ﴿ إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ ﴾
2- تذكر أحدا من معارفك دعوته حتى يئست من هدايته، ثم استغفر الله
من يأسك؛ فإنه معصية لله سبحان، ﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٩﴾
إِذْ أَبَقَ إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ ﴾
3- سبح الله تعالى لعل الله يدفع عنك البلاء بذلك، ﴿ فَلَوْلَآ أَنَّهُۥ كَانَ
مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِۦٓ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
لَمُحْضَرُونَ لَمْجَمُوعُونَ لِلْحِسَابِ، وَالعِقَابِ.
إِلْ يَاسِينَ هُوَ: إِلْيَاسُ نَفْسُهُ، أَوْ: هُوَ وَأَتْبَاعُهُ.
الْغَابِرِينَ البَاقِينَ فِي العَذَابِ.
أَبَقَ هَرَبَ مِنْ بَلَدِهِ مِنْ غَيْرِ إِذْنِ رَبِّهِ.
الْفُلْكِ السَّفِينَةِ.
الْمَشْحُونِ المَمْلُوءِ أَمْتِعَةً، وَرُكَّابًا.
فَسَاهَمَ اقْتَرَعَ رُكَّابُ السَّفِينَةِ؛ لِتَخْفِيفِ الحُمُولَةِ خَوْفَ الغَرَقِ.
الْمُدْحَضِينَ المَغْلُوبِينَ بِالقُرْعَةِ.
فَالْتَقَمَهُ ابْتَلَعَهُ.
مُلِيمٌ آتٍ بِمَا يُلاَمُ عَلَيْهِ.
الْمُسَبِّحِينَ العَابِدِينَ الذَّاكِرِينَ، الَّذِينَ يَقُولُ أَحَدُهُم - إِذَا وَقَعَ فِي كُرْبَةٍ -:
{لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
[الأنبياء: 87].
فَنَبَذْنَاهُ فَطَرَحْنَاهُ مِنْ بَطْنِ الحُوتِ.
بِالْعَرَاءِ بِا لأَرْضِ الخَالِيَةِ مِنَ الشَّجَرِ وَالبِنَاءِ.
سَقِيمٌ ضَعِيفُ البَدَنِ.
يَقْطِينٍ قَرْعٍ.
أَوْ يَزِيدُونَ بَلْ يَزِيدُونَ.
فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ أَبْقَيْنَاهُمْ أَحْيَاءً مُتَمَتِّعِينَ إِلَى بُلُوغِ آجَالِهِمْ.
إِفْكِهِمْ كَذِبِهِمْ.
أَصْطَفَى أَيَخْتَارُ؟!
تمت الصفحة ( 451 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق