القلق عند الأطفال.....هل يعاني أطفالكم من التوتر والقلق الدائم؟

 

 

دائماً ما تصيبنا الحياة بخيبات أمل غير متوقعة، وتضعنا في اختبارات صعبة، وتعرّضنا لضغوطات كبيرة، تؤثر سلباً على نفسياتنا بشكل واضح وملحوظ. لكنّ مشاعر القلق والتوتر الناجمة عن تلك التجارب السيئة في الحقيقة ليست مقتصرة على الكبار نهائياً، إذ قد يشعر الأطفال الصغار بشيء مشابه تماماً، ممّا قد يخلّف ندبات دائمةً على صحتهم النفسية، ما لم يتمكّن الأبوان من تلافي الأمر مبكراً ومساعدة أطفالهم على تخطي مخاوفهم تلك بشكل صحيح.

حسناً، بحسب طبيبة الأمراض النفسية الدنماركية، إبين ساندل، هنالك استراتيجية فعالة من خمس خطوات يمكنكم من خلالها مساعدة أطفالكم الذي يعانون من القلق على تجاوز مخاوفهم المختلفة بشكل دائم؛ وهي على النحو التالي:

1. تذكروا دائما أنّ هنالك سبباً حقيقياً وراء كل شعور ينتاب أطفالكم أو أي تصرف غير عقلاني يقومون به. لذا فلا تسارعوا بإلقاء اللوم عليهم بسبب إبدائهم ردّة فعل غريبة على حدث معين، قبل أن يكون لديكم فهم كامل لطبيعة مشاعرهم.

2. يتعين عليكم وضع مسؤولياتكم واحتياجاتكم جانباً في حال كان أطفالكم يشعرون بالقلق والخوف، واحرصوا على إخبارهم دائماً أنّكم بجانبهم ولن تتخلوا عنهم مهما حصل.

3. إنشاء مكان يمنح الأطفال شعوراً بالأمان، على غرار فضاء يحبّون قضاء الوقت فيه أو مكان يشعرهم بالراحة عندما تراودهم الأفكار السلبية والتصورات المخيفة.

كما أنّ حث الأطفال على التفكير في شخص يحبونه أثناء محاولتهم التخلص من المشاعر السلبية التي تبعث الخوف في نفوسهم يمثل استراتيجية فعالة للغاية.

4. يجب عليكم معرفة أنّ استجابة أطفالكم للخوف يعتبر دليلاً على شعورهم بأنّ شيئاً يحظى بقيمة لديهم معرّض لتهديد ما. بناء على ذلك، عليكم السعي للتوصل إلى تفاهم مشترك معهم بغية دفعهم للاستجابة إلى محاولات المساعدة التي تقومون بها. لكن تذكّروا أنّه لن يكون بإمكانكم منح أطفالكم الشعور بأنّهم يحظون باهتمامكم وحبكم وإعجابكم دون فهم الأمور التي حدثت قبل انهيارهم النفسي أو قيامهم بتصرف سلبي.

5. في حال تكرار هذا الموقف في العديد من الأوقات، لا تتوانوا أبداً عن سؤال أطفالكم عمّا إذا كانوا يشعرون بالخوف للسبب الذي سبق لكم التحدث عنه... ويمكنكم عندها البدء باتّباع الخطوة الأولى وصولاً إلى الخطوة الخامسة من جديد.

في الحقيقة، يعرف الأطفال عن أنفسهم أكثر بكثير ممّا يدرك البالغون، وذلك خلافاً لاعتقاد الوالدين بأنّهما يمتلكان جميع الأجوبة المتعلقة بسلوك أطفالهم اللاعقلاني.

هذا ولا شكّ بأنّ تعليم الصغار كيفية التعامل مع مشاعرهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، ودفعهم إلى التعبير عن مشاعرهم بأريحية كاملة دون أيّ نوع من الكبت والضغط، سيوفّر عليكم الكثير خلال عملية تربية أطفالكم بكل تأكيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق