سنتناقش في بداية هذا المقال عن طبيعة أزمة منتصف العمر وأهم المعلومات المتعلقة بها.
يمكن تعريف مفهوم أزمة منتصف العمر بأنها حالة من الاضطراب الداخلي التي تصيب الشخص فيما يتعلق في هويته، حياته، ومشاعره، ومستقبله من خلال الشعور بعدم الاتزان في العواطف وذلك بعد إشباع الاحتياجات الأساسية سواء للمرأة أو الرجل وتحديدًا في سن الأربعين وقد تتقدم أو تتأخر في سنوات قليلة، والجدير بالذكر أنه ليس بالضرورة أن يدخل كل شخص في هذه المرحلة وهذا يعود إلى طبيعة الشخص ونفسيته وجنسه.
طبيعة أزمة منتصف العمر والألم النفسي منها
يميل الأشخاص الذين يعانون من أزمة منتصف العمر إلى تغيير في نمط حياتهم والرغبة في العودة إلى مرحلة الشباب والتخلص من الأعباء والمسؤوليات المادية والعائلية وغيرها، مما يسبب ألمًا وضغوطات نفسية تضيّق على الشخص وتجبره على ممارسات سلوكيات غير مناسبة لسنه أو مركزه الاجتماعي.
يجب التنويه أن هذه المرحلة قد يصاحبها تأثيرًا إيجابيِّا على حياة الشخص حيث يقوم باستغلال هذه المشاعر نحو النمو والاستقرار والتفرغ للنفس بشكل أكبر كالاهتمام بتناول الأكل الصحي وممارسة الرياضة بانتظام، إضافةً إلى تأثيرها من النواحي السلبية على الحياة.
أعراض أزمة منتصف العمر
تختلف أعراض أو علامات هذه الأزمة من شخص إلى آخر إضافةً إلى نوع الجنس؛ فالمرأة مثلًا تميل إلى الاهتمام والاعتناء بنفسها أكثر كاللجوء إلى عمليات التجميل والتحسين من شكلها، ولكن توجد بعض العلامات بصورة عامة تدل على المرور في أزمة منتصف العمر وهي كالآتي:
الشعور بالملل والضجر من الحياة.
الشعور بالحنين إلى مرحلة الشباب والرغبة في عيشها مرة أخرى.
الشعور بالقلق والتوتر والانفعال الزائد مما يؤدي اضطرابات جذرية في النوم.
الشعور بالندم والحزن.
الشعور بعدم الرضا النفسي.
التغير في الرغبة الجنسية سواء بالزيادة أو قلة الاهتمام مما يُؤدي إلى التوجه نحو بناء علاقات عاطفية جديدة.
الخوف من الموت.
فقدان الاهتمام بالنفس كالنظافة الشخصية.
أسباب أزمة منتصف العمر
توجد عدة عوامل وأسباب تسبب هذه الأزمة وتزيد من حدتها وهي كما يأتي:
الأسباب النفسية
تتمثل الأسباب النفسية في معاناة الشخص من مشاعر الندم لبعض القرارات والأحداث الماضية، مع وجود مشاعر الاكتئاب والحزن الذي يدعو إلى التفكير في الموت خاصةً مع انتصاف العمر في هذه المرحلة مما يدعو إلى القلق والضغط النفسي والتوتر وانعدام الرغبة في ممارسة الحياة بصورة طبيعية ومعتادة نتيجة انعدام وجود الأهداف الحقيقية، وهذا الألم النفسي يأتي نتيجة تغير في الأدوار كأن يصبح الأب جدًا والشعور أكثر في تقدم العمر.
الأسباب الصحية والفيزيائية
تعتبر الأمراض المزمنة كالضغط والسكري سببًا في الدخول في هذه الأزمة؛ لأنها تؤدي إلى تحفيز مشاعر اليأس والخوف من المستقبل، إضافةً إلى بعض التغيّرات الفيزيائية التي تحدث في جسم الرجل والمرأة كانقطاع الطمث وما يصاحبه من تغيرات في الحالة المزاجية والنفسية واضطراب في النوم، إضافةً إلى انخفاض في هرمون التستوستيرون في جسم الرجل مع بداية هذا العمر مما يتبعه من أعراض اكتئاب.
نصائح عامة لتجاوز المرحلة
إليك بعض النصائح لتساعدك على تجاوز مرحلة منتصف العمر كما يأتي:
تقبل هذه المرحلة
يجب عليك أولًا تقبل المشاعر والتغييرات المرافقة لهذه المرحلة العمرية، وتذكر أن فكرة التقدم في العمر لا تستوجب هذه المعاناة ففي نهاية الأمر هي مرحلة كغيرها من مراحل الطفولة والمراهقة والشباب لا بد أن يمر بها الإنسان ليزداد نضوجًا واتزانًا.
اهتم بنفسك
الاهتمام بالنفس مهم جدًا في التعامل مع أزمة منتصف العمر للرجل والمرأة، مثلًا تخصيص وقت معين للشعور بالراحة والأمان بعيدًا عن ضغوطات الحياة ومشاكلها النفسية والجسدية حيث يمكن ممارسة التأمل وتمارين التنفس بشكل دوري، وممارسة الرياضة وتعزيز مشاعر الامتنان لكل حدث وشخص في الحياة.
جرّب شيء جديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق