أسئلة مهمّة في حياة المسلم

 

أسئلة مهمّة في حياة المسلم

 

س١- مِنْ أين يأخذ المسلم عقيدته؟

ج/ يأخذها من كتاب الله عزّ وجلّ وصحيح سنة نبيه ﷺ الذي لا ينطق عن الهوى ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾، وذلك وفق فهْم الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم.

س٢- إذا اختلفنا فإلى أي شيء نرجع؟

ج/ نرجع إلى الشرع الحنيف، والحكم في ذلك إلى كتاب الله وسنة رسولهﷺ، حيث قال الله عزّ وجلّ:﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾، وقال النبي ﷺ: « تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللهِ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ » الموطأ.

س٣- من الفرقة الناجية يوم القيامة؟

ج/ قالﷺ: « وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلا مِلَّةً وَاحِدَةً، قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي » أحمد. فالحقُّ ما كان عليه النبي ﷺ وأصحابه، فعليك بالاتِّباع وإياك والابتداع إذا كنت تريد النجاة وقبول الأعمال.

س٤- ما شروط قبول العمل الصالح؟

ج/ شروطه:

١) الإيمان بالله وتوحيده: فلا يقبل العمل من مشرك.

٢) الإخلاص: بأن يُبْتَغَى به وجه الله.

٣) متابعة النبي ﷺ فيه: بأن يكون وفق ما جاء به فلا يعبد الله إلا بما شرع، فإن فقد أحدها فالعمل مردود، قال عزّ وجلّ:﴿ وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ﴾ .

س٥- ما مراتب الدين؟

ج/ مراتبه ثلاثة: الإسلام، والإيمان، والإحسان.

س٦- ما الإسلام، وكم أركانه؟

ج/ الإسلام: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله. وأركانه: خمسة ذكرها النبي ﷺ في قوله: « بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إلا الله وَأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ » متفق عليه.

س٧- ما الإيمان، وكم أركانه؟

ج/ الإيمان: هو اعتقاد القلب، وقول اللسان، وعمل الجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، قال عزّ وجلّ :﴿ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ﴾، وقال ﷺ: « الإيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، فأَفضْلهَا قُوْلُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّريِقِ وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمَانِ » مسلم.
ويؤكّده ما يلحظه المسلم في نفسه من نشاط في الطاعة عند مواسم الخيرات، وفتورٍ فيها عند فعل المعاصي، قال الله عزّ وجلّ :﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾. وأركانه: ستة، ذكرها النبي ﷺ في قوله: « أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبهِ، وَرُسُلِهِ، واليوْمِ الآخر، والْقَدَرِ خَيْره وَشَرِّهِ » البخاري.

س٨- ما معنى (لا إله إلا الله)؟

ج/ نفي استحقاق العبادة لغير الله، وإثباتها لله وحده عزّ وجلّ.

س٩- هل الله معنا؟ 

ج/ نعم، الله عزّ وجلّ معنا بعلمه وسمعه وبصره وحفظه وإحاطته وقدرته ومشيئته، وأمَّا ذاته  فلا تخالط ذوات المخلوقين، ولا يحيط به شيء من المخلوقات.

س١٠- هل يمكن أن يُرى الله عزّ وجلّ بالعين؟

ج/ اتفق المسلمون على أن الله لا يُرى في الدنيا، وأن المؤمنين يَرون الله في الآخرة في المَحْشَر وفي الجنة، قال عزّ وجلّ :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ .

س١١- ما فائدة معرفة أسماء الله وصفاته؟

ج/ إن أولَ فرض فرضه الله على خلقه معرفتهﷻ، فإذا عرفه الناس عبدوه حق عبادته، قال سبحانه وتعالى:﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ﴾، فَذِكْرُ الله بسعة الرحمة موجِبٌ للرجاء، وبشدة النقمة موجِبٌللخوف، وبالتفرّد بالإنعام موجِبٌ للشكر.

والمقصود بالتعبد بأسماء الله وصفاته:

 

تحقيق العلم بها وفقه معانيها والعمل بها؛ فمن أسماء الله وصفاته ما يُحمد العبد على الاتصاف به كالعلم والرحمة والعدل، ومنها ما يُذم العبد على الاتصاف به كالإلهية والتجبر والتكبر، وللعبد صفات يُحمد عليها ويؤمر بها كالعبودية والافتقار والحاجة والذل والسؤال ونحو ذلك، ولكنْ يمتنع اتصاف الربّ عزّ وجلّ بها،  وأحبُّ الخلق إلى الله من اتصف بالصفات التي يحبها، وأبغضهم إليه من اتصف بالصفات التي يكرهها.

س١٢- ما أسماء الله الحسنى ؟

ج/ يقول الله ﷻ:﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ﴾  وقد ثبت عن رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنَّه قَالَ: « إِنَّ لِلهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةٌ إلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ » متفق عليه.

وإحصاؤها يتضمن ثلاثة أمور: 

١) إحصاء ألفاظها وعددها.:

٢) فهم معانيها ومدلولها والإيمان به، فإذا قال: (الْحَكِيْمُ) سلَّم جميع أوامره لله، لأن جميعها على مقتضى حكمته.

٣) دعاء الله بها؛ فيقول مثلاً: يا سِتِّيْرُ اسْتُرْني، يا كَرِيْمُ أكْرِمْني قال ﷻ :﴿وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴾.

ومن تتبَّع آيات القرآن والسنة الصحيحة استطاع جمْعَهَا؛

أسماء الله الحسنى ودلالتها .

س١٣- ما الفرق بين أسماء الله و صفاته؟

ج/ أسماء الله وصفاته تشترك في جواز (الاستعاذة) و(الحلف) بها. لكن بينهما فروق أهمها:

الأول: جواز (التعبيد) و(الدعاء) بأسماء الله دون صفاته. فالتعبيد مثل التسمّي بـ (عبد الكريم) أما اسم (عبد الكرم) فلا يجوز. والدعاء مثل: (يا كريم)، ولا يجوز (يا كرم الله).

الثاني : أنَّ أسماء الله يشتق منها صفات: كـ (الرحمن) يشتقُّ منه صفة (الرحمة)، أما صفاته فلا يشتق منها أسماء لم ترد: فصفة (الاستواء) لا يشتقّ منها اسم (المستوي).

الثالث : أنَّ أفعال الله لا يُشتقُّ منها أسماء لم تَرِد: فمن أفعال الله (الغضب) فلا يقال: من أسماء الله (الغاضب)، أما صفاته فتُشتقّ من أفعاله: فصفة (الغضب) نثبتها لله لأن الغضب من أفعاله.

س١٤- ما معنى الإيمان بالـملائكة؟

ج/ هو الإقرار الجازم بوجودهم، وأن الله عزّ وجلّ خلقهم لعبادته وتنفيذ أمره ﴿ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴾، والإيمان بهم يتضمن أمورًا:

١) الإيمان بوجودهم.

٢) الإيمان بمن علمنا اسمه منهم كجبريل.

٣) الإيمان بما علمنا من صفاتهم كَعِظَمِ خَلْقِهِمْ.

٤) الإيمان بما علمنا من وظائفهم التي اختصوا بها كمَلَك الموت.

س١٥- ما القرآن؟

ج/ القرآن هو كلام الله عزّ وجلّ، المُتعبَّدُ بتلاوته، منه بدأ وإليه يعود، تَكَلَّمَ به حقيقة بحرف وصوت، سمعه منه جبريل عليه السلام، ثم بَلَّغَه جبريل للنبي محمد ﷺ، والكتب السماوية كلها كلام الله.

س١٦- هل نستغني بالقرآن عن سنة النبي ﷺ؟

ج/ لا يجوز. فالله أمر بالأخذ بالسنَّة في قوله سبحانه وتعالى:﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ والسنة جاءت مفسِّرةٌ للقرآن، ولا تُعرف تفاصيل الدين إلا بها كالصلاة قال ﷺ: « أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَان عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ » أبو داود.

س١٧- ما معنى الإيمان بالرُّسُل؟

ج/ هو التصديق الجازم بأن الله بعث في كل أمة رسولاً منهم يدعوهم إلى عبادة الله وحده، والكفر بما يُعْبَد من دونه، وأنهم جميعًا صادقون، مُصدَّقُون، راشدون، كرام، بررة، أتقياء، أُمناء، هداة، مهتدون، وأنهم بلّغوا رسالتهم، وأنهم أفضل الخلق، وأنهم منزهون عن الإشراك بالله منذ ولادتهم وحتى موتهم.

س١٨- ما أنواع الشفاعة يوم القيامة؟

ج/ هي أنواع، أعظمها الشفاعة العظمى: وهي في موقف القيامة بعدما يقف الناس خمسين ألف سنة ينتظرون أن يُقْضَى بينهم، فيشفع النبي محمد ﷺ عند ربه ويسأله أن يفصل بين الناس، وهي خاصة بسيدنا محمد ﷺ، وهي المقام المحمود الذي وُعِدَ إياه.

الثاني: الشفاعة في استفتاح باب الجنة، وأول من يستفتحُ بابها نبينا محمد ﷺ، وأول من يدخلها من الأمم أمته.

الثالث: الشفاعة في أقوام قد أُمِر بهم إلى النار أن لا يدخلوها.

الرابع: الشفاعة فيمن دخل النار من عُصَاة الموحدين بأن يُخْرَجوا منها.

الخامس: الشفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة.

السادس: الشفاعة في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب.

السابع: الشفاعة في تخفيف عذاب بعض الكفار، وهي خاصة لنبينا ﷺ في عمه أبي طالب بأن يخفف عذابه.

الثامن: أن يُخرج الله برحمته من النار أقوامًا ماتوا على التوحيد بدون شفاعة أحد لا يحصيهم إلا الله فيدخلهم الجنة برحمته.

س١٩- هل تجوز الاستعانة أو طلب الشفاعة من الأحياء؟

ج/ نعم تجوز، وقد رغب الشرع على إعانة الآخر فقال سبحانه وتعالى:﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ﴾ وقال ﷺ:«وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ » مسلم. أما الشفاعة ففضلها كبير وهي بمعنى الوساطة، حيث قال عزّ وجلّ:﴿ مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ﴾ وقال ﷺ:« اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا » البخاري.وذلك بشروطٍ:

١) أن تكون الاستعانة أو طلب الشفاعة من حي فطلبها من الميت يسمى دعاء والميت لا يسمع من دعاه، قال عزّ وجلّ:﴿ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ﴾وكيف يُطْلَب الميِّت وهو المحتاج لدعاء الحي، وقد انقطع عمله بموته إلا ما يصله من الأجر بالدعاء وغيره قال ﷺ: « إذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلا مِنْ ثَلاثٍ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ » مسلم.

٢) أن يفهم ما يخاطب به.

٣) أن يكون المطلوب حاضرا.

٤) أن تكون فيما يُقْدَرُ عليه.

٥) أن تكون في أمور الدنيا.

٦) أن تكون في أمر جائز لا ضرر فيه.

س٢٠- كم أقسام التوسل؟

ج/ قسمان:

الأول: جائز؛ وهو أنواع ثلاثة:

١) التوسل إلى الله ﷻ بأسمائه وصفاته.

٢) التوسل إلى الله ببعض الأعمال الصالحة؛ كقصة الثلاثة أصحاب الغار.

٣) التوسل إلى الله بدعاء المسلم الصالح الحي الحاضر الذي يُظَنُّ إجابة دعائه.

الثاني: محرم، وهو نوعان:

١) أن يسأل الله عزّ وجلّ بجاه النبي ﷺ أو الولي، كأن يقول: اللهم إني أسألك بجاه نبيك، أو بجاه الحسين  مثلاً، صحيح أن جاه النبي ﷺ عظيم عند الله، وكذلك جاه الصالحين، لكن الصحابة وهم أحرص الناس على الخير لما أجدبت الأرض لم يتوسلوا بجاه النبي ﷺ مع وجود قبره بينهم، وإنما توسلوا بدعاء عمه العباس رضي الله عنه.

٢) أن يسأل العبد ربه حاجته مُقْسِمًا بنبيه ﷺ أو بوَليِّه كأن يقول: اللهم إني أسألك كذا بوَلِيِّك فلان، أو بحق  نبيك فلان؛ لأن القسم بالمخلوق على المخلوق ممنوع، وهو على الله أشد منعًا، ثم إنه لا حَقَّ للعبد على الله بمجرد طاعته له.

س٢١- ما معنى الإيمان باليوم الآخر؟

ج/ هو التصديق الجازم بوقوعه، ويدخل في ذلك الإيمان بالموت وما بعده من فتنة القبر وعذابه ونعيمه، وبالنفخ في الصور، وقيام الناس لربهم، ونشر الصحف، ووضع الميزان، والصراط، والحوض، والشفاعة، ومن ثَمَّ إلى الجنة أو إلى النار.

س٢٢- ما علامات الساعة الكبرى؟

ج/ قال النبي ﷺ: « إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ فَذَكَرَ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ > وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَثَلاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ » مسلم.

س٢٣- ما أعظم فتنة تمرّ على الناس؟

ج/ قال النبي ﷺ: « مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أَمْرٌ أَكْبَرُ مِنْ الدَّجَّالِ » مسلم، وهو رجل من بني آدم يأتي في آخر الزمان مكتوب بين عينيه(ك ف ر) يقرؤها كل مؤمن، وهو أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية، وأول ما يخرج يَدَّعي الصلاح ثم النبوة ثم الأُلوهيّة ويأتي القوم فيدعوهم فيكذبونه ويردون عليه قوله فينصرف عنهم فتتبعه أموالهم ويصبحون وليس بأيديهم شيء، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيستجيبون له ويصدقونه فيأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض أن تُنبِت فتنبت ويأتي على الناس ومعه ماء ونار؛ فناره ماء بارد وماؤه نار. وينبغي للمؤمن أن يستعيذ بالله من فتنته آخر كل صلاةٍ، وأن يقرأ عليه فواتح سورة الكهف إن أدركه، ويجتنب مقابلته خشية الفتنة، قال ﷺ: « مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَ اللهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبعَهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ » أبو داود، ويلبث في الأرض أربعين يومًا؛ يوم كسنة،  ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامنا هذه، ولن يترك بلدًا أو أرضًا إلا ويدخلها سِوَى مكة والمدينة، ثم ينزل عيسى عليه السلام فيقتله.

س٢٤- هل الجنة والنار موجودتان؟

ج/ نعم، وقد خلقهما الله قبل خلق الناس، وهما لا تفنيان أبدًا ولا تبيدان، وخلق الله للجنة أهْلا بِفَضْلِه، وللنار أهْلاً بِعَدْلِه، وكل مُيَسَّر لما خلق له.

س٢٥- ما معنى الإيمان بالقدر؟

ج/ هو التصديق الجازم أن كل خير أو شر إنما هو بقضاء الله وقدره، وأنه الفعال لما يريد، قَالَ ﷺ: « لَوْ أَنَّ اللهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي سَبِيلِ اللهِ مَا قَبِلَهُ اللهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ وَلَوْ مُتَّ عَلَى غيْرِ هَذَا لَدَخَلْتَ النَّارَ » أحمد وأبو داود ، والإيمان بالقدر يتضمن أمورًا أربعة:

١) الإيمان بأن الله عَلِمَ كل شيء جملة وتفصيلاً.

٢) الإيمان بأنه قد كتب ذلك في اللوح المحفوظ، قال ﷺ: « كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ » مسلم.

٣) الإيمان بمشيئة الله النافذة التي لا يردها شيء، وقدرته التي لا يعجزها شيء، ما شاء كان، وما لم يشأ لم  يكن.

٤) الإيمان بأن الله هو الخالق الموْجِد للأشياء كلها، وأن كل ما سواه مخلوق له.

س٢٦- هل للخلق قدرة ومشيئة وإرادة حقيقية؟

ج/ نعم للإنسان مشيئة وإرادة واختيار، لكنها لا تخرج عن مشيئة الله تعالى، قال عزّ وجلّ:﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ﴾، وقال ﷺ: « اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ » متفق عليه، والله أعطانا العقل والسمع والبصر لنُميِّز  بين الصالح والفاسد، فهل هناك عاقل يسرق ثم يقول: قد كتب الله عليَّ ذلك؟! ولو قاله لم يعذره الناس، بل يُعاقب ويُقال له: قد كتب الله عليك ذلك العقاب أيضًا، فالاحتجاج والاعتذار بالقدر لا يجوز وهو تكذيب قال عزّ وجلّ:﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾.

س٢٧- ما الإحسان؟

ج/ سُئِلَ النبي ﷺ عن الإحسان فقال: « أَنْ تَعبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ لا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ » مسلم، وهو أعلى  مراتب الدين الثلاث.

س٢٨- كم أقسام التوحيد؟

ج/ أقسامه ثلاثة:

١) توحيد الربوبية :

 وهو إفراد الله بأفعاله كالخلق والرزق والإحياء…إلخ، وقد كان الكفار يقرُّون بهذا القسم  قبل بعثة النبي ﷺ.

٢) توحيد الأُلُوْهِيْة:

وهو إفراد الله بالعبادات،كالصلاة والنذر والصدقة…إلخ، ومن أجل إفراد الله بالعبادة بُعثت الرسل وأنزلت الكتب.

٣) توحيد الأسماء والصفات:

وهو إثبات ما أثبته الله ورسوله من الأسماء الحسنى والصفات العُلا لله تعالى من غير تحريف أو تعطيل للنصوص، أو تكييف أو تمثيل للصِّفَة.

س٢٩- من الوليُّ؟

ج/ هو المؤمن الصالح التَّقِيُّ، قال عزّ وجلّ:﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ وقال ﷺ: « إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللهُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ » متفق عليه.

س٣٠- ما الواجب علينا تجاه أصحاب النبي ﷺ؟

ج/ الواجب محبتهم، والترضي عنهم، وسلامة قلوبنا وألسنتنا لهم، ونشر فضائلهم، والكفُّ عمَّا شجر بينهم، وهم غير معصومين من الخطأ، لكنهم مجتهدون؛ للمصيب منهم أجران، وللمخطئ أجر واحد على اجتهاده، وخطؤه مغفور، ولهم من الفضائل ما يذهب سيئ ما وقع منهم، وهم يتفاضلون؛ فأفضلهم العشرة: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم طلحة والزبير وعبدالرحمن بن عوف وسعد ابن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبو عبيدة ابن الجراح. ثم عامَّةُ المهاجرين، ثم من شهد بدراً من المهاجرين والأنصار، ثم باقي الأنصار، ثم سائر الصحابة، قال ﷺ: « لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالذِي نَفْسِيْ بيَدِه لَوْ أن أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيْفَهُ » متفق عليه، وقال ﷺ: « مَنْ سَبَّ أَصْحَابي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ » الطبراني.

س٣١- هل نبالغ في مدح الرسول ﷺ عن القدر الذي أعطاه الله إياه؟

ج/ لاشك أن سيدنا محمدًا ﷺ أشرف خلق الله وأفضلهم أجمعين، ولكن لا يجوز أن نزيد في مدحه كما زاد النصارى في مدح عيسى بن مريم عليهما السلام، لأنه ﷺ نهانا عن ذلك بقولـه: « لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ »البخاري، والإطراء: هو المبالغة والزيادة في المدح.

س٣٢- هل أهل الكتاب مؤمنون؟

ج/ اليهود والنصارى وأتباع باقي الأديان كفار حتى لو كانوا يتبعون ديناً أصله صحيح، وكل من لم يترُك دينه بعد بعثة النبي محمد ﷺ ويُسلم:﴿ فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾، وإذا لم يعتقد المسلم كفرهم أو شكّ ببطلان دينهم كَفَر؛ لأنه خالف حكم الله ونبيّه بكفرهم ، قال عزّ وجلّ:﴿ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ﴾ ( أي من أهل المِلَلِ )، وقال ﷺ: « وَالذِيْ نَفْسُ محمدٍ بيَدِهِ لا يَسْمَعُ بيْ أَحَدٌ مِنَ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُوْدِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنُ بيْ إِلا كانَ منْ أصْحَابِ النَّارَ » مسلم.

س٣٣- هل يجوز ظلم الكافر؟

ج/ العدل واجب قال سبحانه وتعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾ والظلم محرم لقوله عزّ وجلّ:« إِنِّيْ حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِيْ وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمَاً فَلا تَظَالَمُوا » مسلم. والمظلوم يقتص من ظالمه يوم القيامة قال ﷺ: « أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ » قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ، فَقَالَ: « إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ » مسلم. بل القصاص حتى بين البهائم.

س٣٤- ما البدعة؟

ج/ قال ابن رجب رحمه الله: والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل لـه في الشريعة يدل عليه، فأما ما كان لـه  أصل من الشريعة يدل عليه فليس ببدعة اصطلاحًا، وإن كان بدعة في اللغة.

س٣٥- هل في الدين بدعة حسنة وبدعة سيئة؟

ج/ جاءت الآيات والأحاديث في ذم البدع بمفهومها الشرعي، وهي: ما أُحدِث وليس له أصل في الشرع، حيث قال ﷺ: « وَمَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ » متفق عليه، وقال ﷺ: « فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ » أبو داود، وقال الإمام مالك رحمه الله في معنى البدعة الشرعي: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدًا ﷺ خان الرسالة، لأن الله عزّ وجلّ يقول:﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ﴾.
وقد جاءت بعض الأحاديث تمدح البدعة بمفهومها اللغويّ: وهي ما جاء الشرع به لكنه نُسِيَ فحثَّ النبي ﷺ على تذكير الناس به، كما في قوله ﷺ:« مَنْ سَنَّ فِي الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ » مسلم، وبهذا المعنى جاء قول عمر رضي الله عنه: ( نِعْمَتُ البِدْعَةُ هَذِهِ  )، يريد صلاة التراويح، فإنها كانت مشروعة وحث عليها النبي ﷺ وصلاها ثلاث ليال ثم تركها خوفًا من أن تفرض، فصلاها عمر رضي الله عنه، وجمع الناس عليها.

س٣٦- كم أنواع النفاق؟

ج/ نوعان:

١) اعتقادي (أكبر) وهو أن يظهر الإيمان ويبطن الكفر، وهو مخرج من الملة، وإذا مات صاحبه وهو مُصِرُّ عليه مات على الكفر، قال عزّ وجلّ:﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾، ومن صفاتهم: أنّهم يخادعون الله والذين آمنوا، ويسخرون من المؤمنين، وينصرون الكفار على المسلمين، ويريدون بأعمالهم الصالحة عَرَضًا من الدنيا.

٢) نفاق عملي (أصغر) لا يخرج صاحبه من الإسلام،لكنه على خطر أن يوصله للنفاق الأكبر إن لم يَتُب،ولصاحبه صفات منها: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر،وإذا اؤتمن خان،ولذلك كان الصحابة رضي الله عنهم يخافون من النفاق العملي، قال ابن أبي مُلَيْكة رحمه الله: أدركت ثلاثين  من أصحاب النبي ﷺ كلهم يخاف النفاق على نفسه، وقال إبراهيم التَّيمي رحمه الله: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مُكَذِّبًا. وقال الحسن البصري رحمه الله: ما خافه إلا مؤمن ولا أمِنَهُ إلا منافق، وقال عمر لحذيفة رضي الله عنهم: ( نشَدْتُك بالله هَلْ سَمَّاني لَكَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ مِنْهُمْ ـ أَيْ مِنَ الْمُنَافِقِيْنَ ـ؟ قَالَ: لا، ولا أُزِكِّيَ بَعْدَكَ أَحَدًا ).

س٣٧- ما أعظم الذنوب وأكبرها عند الله؟

ج/ الشرك بالله تعالى، حيث قال عزّ وجلّ:﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ ، ولما سئل ﷺ عن أي الذنب أعظم؟ قال: « أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدَّاً وَهُوَ خَلَقَكَ » متفق عليه.

س٣٨- كم أنواع الشرك؟

ج/ نوعان:

٢) شرك أكبر يُخرج من الإسلام ولا يغفر الله لصاحبه لقولـه عزّ وجلّ:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ﴾.

وأقسامه أربعة:

أ) شرك الدعاء والمسألة.

ب)شرك النية والإرادة والقصد؛ بأن يعمل الصالحات لغير الله.

ج) شرك الطاعة بأن يطيع العلماء في تحريم ما أحلّ الله، أو تحليل ما حرّمه.

د) شرك المحبة بأن يحب أحدًا كحب الله.

٣) شرك أصغر لا يُخْرِج صاحبه من الإسلام، وهو على قسمين:

أ) ظاهر سواء تعلق بالأقوال كالحلف بغير الله، أو قول: ما شاء الله وشئت، وقول: لولا الله وفلان، أو تعلقبالأفعال كلبس الحلقة والخيط لرفع البلاءِ أو دفعه، وكتعليق التمائم خوفاً من العين، أو التطير وهو التشاؤم  بالطيور والأسماء والألفاظ والبقاع وغيرها.

ب) خفي وهو الشرك في النيات والمقاصد والإرادات كالرياءِ والسمعة.

س٣٩- ما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر؟

ج/ مِنَ الفروق بينهما: أن الشرك الأكبر محكوم على صاحبه بالخروج من الإسلام في الدنيا، والتخليد في النار في الآخرة. أما الشرك الأصغر فلا يحكم على صاحبه بالكفر في الدنيا، ولا يخلّد في النار في الآخرة. كما أن  الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال، بينما الأصغر يحبط العمل الذي قارنه. وتبقى مسألة خلافيّة هي: هل الشرك الأصغر لا يُغْفر إلا بالتوبة كالشِّرك الأكبر، أم هو كالكبائر تحت مشيئة الله؟ وعلى أيّ القولين فالأمر خطير جدًا.

س٤٠- هل للشرك الأصغر وقاية قبل أن يقع أو كفارة إن وقع؟

ج/ نعم، الوقاية من الرياء بأن يبتغى بعمله وجه الله، وأما يسيرهُ فبالدعاء قال ﷺ: « أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوْا هَذَا الشِّرْكَ، فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبيْبِ النَّمْلِ. فَقِيْلَ لَهُ: وَكَيْفَ نَتَّقِيْهِ وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبيْبِ النَّمْلِ يَا رَسُوْلَ الله؟ قَالَ: قُوْلُوْا: الَّلهُمَّ إِنَّا نَعُوْذُ بكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بكَ شَيْئَاً نَعْلَمُهُ وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا نَعْلَمُ » أحمد. وأما كفارة الحلف بغير اللهفقد قال ﷺ: « مَنْ حَلَفَ بالَّلاتِ وَالعُزَّى فَلْيَقُلْ:لا إِلَهَ إِلا الله » متفق عليه. وأما كفارة التطير فقد قال ﷺ: « مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ منْ حَاجَةٍ فَقَدْ أَشْرَكْ ». قَالُوْا: فَمَا كَفَّارَةُ ذَلِكْ ؟ قَالَ: « أَنْ تَقُوْلَ: الَّلهُمَّ لا خَيْرَ إِلا خَيْرُكَ، وَلا طَيْرَ إِلا طَيْرُكَ، وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ » أحمد.

س٤١- كم أنواع الكفر؟

ج/ نوعان:

١) كفر أكبر يخرج من الإسلام؛ وهو على أقسام خمسة:

أ) كفر التكذيب. ب) كفر الاستكبار مع التصديق. ج) كفر الشك. د) كفر الإعراض. هـ) كفر النفاق.

٢) كفر أصغر: وهو كفر معصية لا يخرج صاحبه من الإسلام؛ كقتل المسلم.

س٤٢- ما حكم النذر؟

ج/ كره النبي ﷺ النذر وقال: « إِنَّهُ لا يَأْتِي بِخَيْرٍ » البخاري، هذا إذا كان النذر خالصًا لله، أما إذا كان النذر لغير  الله كمن ينذر لقبر أو وَلِيّ؛ فإنه نذر محرم لا يجوز، ولا يجوز الوفاء به.

س٤٣- ما حكم الذهاب إلى العراف أو الكاهن؟

ج/ هو محرم، فإن ذهَبَ إليهم طالباً نفعهم لكنه لم يصدقهم بادِّعَائهم علم الغيب؛ لم تقبل لـه صلاة أربعين يومًا، لقوله ﷺ: « مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً » مسلم. وإن ذهَبَ إليهم وصدقهم بادِّعائهم علم الغيب فقد كفر لقوله ﷺ: « مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بمَا يَقُول فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى محَمَّد » أبو داود.

س٤٤- متى يكون الاستسقاء بالنجوم شركًا أكبرَ أو أصغرَ؟

ج/ من اعتقد أن للنجم تأثيرًا بدون مشيئة الله، فنسب المطر إلى النجم نسبة إيجاد واختراع؛ فهذا شرك أكبر، أما من اعتقد أن للنجم تأثيرا بمشيئة الله وأن الله جعله سببًا لنـزول المطر، وأنه تعالى أجرى العادة بوجود المطر عند ظهور ذلك النجم؛ فهذا محرم وشرك أصغر، لأنه جعل ذلك سببًا دون دليل من الشرع أو الحس أو العقل الصحيح. أما الاستدلال بها على فصول السنة وأوقات تحرِّ نزول المطر؛ فهو جائز.

س٤٥- ما الواجب لولاة أمر المسلمين؟

ج/ الواجب لهم السمع والطاعة في المنشط والمكره، ولا يجوز الخروج عليهم وإن جاروا، ولا نَدْعُوْ عليهم، ولا ننزع يدًا من طاعتهم، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة والهداية والتسديد، ونرى أن طاعتهم من طاعة الله عزّ وجلّ ما لم يأمروا بمعصية، فإن أَمروا بمعصية؛ حَرُمَ طاعتهم فيها ووجبت الطاعةُ فيما عداها بالمعروف، قال ﷺ: « تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ » مسلم.

س٤٦- هل يجوز السؤال عن حِكْمَة الله في الأوامر والنواهي؟

ج/ نعم، بشرط أن لا يُعلَّقُ الإيمان أو العمل على معرفة الحكمة والقناعة بها وإنما تكون المعرفة زيادة ثباتٍ للمؤمن على الحق، لكن التسليم المطلق وعدم السؤال دليل على كمال العبودية والإيمان بالله وبحكمته التامة كحال الصحابة رضي الله عنهم.

س٤٧- ما المراد بقوله عزّ وجلّ: ﴿ مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ ﴾ ؟

ج/ المراد بالحسنة هنا النعمة، وبالسيئة البليّة، والجَمِيْعُ مُقَدَّر من الله عزّ وجلّ، فالحسنة مضافة إلى الله لأنه هو الذي أَحْسَن بها، والسيئة خلقها لحكمة، وهي باعتبار تلك الحكمة من إحسانه، فأفعاله كلها حسنة، قال ﷺ: « وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ » مسلم، فأَفْعَال العباد هي خلق الله، وهي كسب العباد في نفس الوقت، قال سبحانه وتعالى:﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ ﴿٥﴾ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ﴿ ﴾ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ ﴾.

س٤٨- هل يجوز أن أقول فلان شهيد؟

ج/ الحكم لأحد مُعَيَّن بالشهادة هو كالحكم له بالجنة، ومذهب أهل السنة ألاّ نقول عن أحد مُعَيَّن من المسلمين إنه من أهل الجنة أو من أهل النار إلا من أخبر النبي ﷺ عنه أنه من أهل أحدهما، لأن الحقيقة باطنة، ولا نحيط بما مات عليه الإنسان، والأعمال بالخواتيم، والنية علمها عند الله، لكن نرجو للمحسن الثواب، ونخاف على المسيء العقاب.

س٤٩- هل يجوز الحكم على مسلم معين بالكفر؟

ج/ لا يجوز أن نحكم على مسلم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق إذا لم يَظْهر منه شيء يدلّ على ذلك، وتنتفي الموانع، ونترك سريرته إلى اللهﷻ.

س٥٠- هل يجوز الطواف بغير الكعبة؟

ج/ لا يوجد مكان في الأرض يجوز الطواف به إلا الكعبة المشرفة، ولا يجوز تشبيه أي مكان بها مهما كان شرفه، ومن طاف بغيرها تعظيمًا فقد عصى الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق