القرآن تدبر وعمل سورة غافر صفحة رقم 470
الوقفات التدبرية
١
{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِىٓ أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُۥٓ ۖ إِنِّىٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ
دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِى ٱلْأَرْضِ ٱلْفَسَادَ }
وقد حمله غروره وقلة تدبره في الأمور على ظن أن ما خالف دينهم
يعدّ فساداً؛ إذ ليست لهم حجة لدينهم غير الإِلف والانتفاع العاجل.
ابن عاشور:24/125.
السؤال:
عادات الآباء والأجداد إذا كانت فاسدة فهي مانعة من الهداية،
وضح ذلك.
٢
{ وَقَالَ مُوسَىٰٓ إِنِّى عُذْتُ بِرَبِّى وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ }
من لم يؤمن بيوم الحساب مصدقا، لم يكن للثواب على الإحسان راجيا،
ولا للعقاب على الإساءة، وقبيح ما يأتي من الأفعال خائفا. الطبري:21/375.
السؤال:
لماذا خص موسى- عليه السلام- الاستعاذة بالله ممن لا يؤمن
بيوم الحساب؟
٣
{ وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَٰنَهُۥٓ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا
أَن يَقُولَ رَبِّىَ ٱللَّهُ وَقَدْ جَآءَكُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ مِن رَّبِّكُمْ }
قد أثنى الله على رجل مؤمن من آل فرعون كتم إيمانه وأسره، فجعله
الله تعالى في كتابه، وأثبت ذكره في المصاحف لكلام قاله في مجلس
من مجالس الكفر، وأين هو من عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-
جرد سيفه بمكة، وقال: (والله لا أعبد الله سرا بعد اليوم).
ابن عطية:4/555.
السؤال:
هذه الآية تدل على فضائل الصحابة، وضحها.
٤
{ وَإِن يَكُ كَٰذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُۥ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ ٱلَّذِى يَعِدُكُمْ }
ولم يكن ذلك لشكٍ منه في رسالته وصدقه، ولكن تلطفاً في
الاستكفاف، واستنزالاً عن الأذى.
القرطبي:18/348-349.
السؤال:
هل قول مؤمن آل فرعون لشك منه في صدق موسى عليه السلام؟
وأي أدب دعوي نتعلمه من ذلك الأسلوب؟
٥
{ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ ٱلَّذِى يَعِدُكُمْ }
وإنما قال بعض ولم يقل كل مع أن الذي يصيبهم هو كل ما يعدهم؛
ليلاطفهم في الكلام، ويبعد عن التعصب لموسى، ويظهر النصيحة
لفرعون وقومه، فيرتجى إجابتهم للحق.
ابن جزي:2/280.
السؤال:
لمَ قال مؤمن آل فرعون: (بعض الذي يعدكم) مع أن ما سيصيبهم
هو كل ما وعدهم به؟
٦
{ وَقَالَ ٱلَّذِىٓ ءَامَنَ يَٰقَوْمِ إِنِّىٓ أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ ٱلْأَحْزَابِ }
(وَقَالَ ٱلَّذِىٓ ءَامَنَ ) مكرراً دعوة قومه، غير آيس من هدايتهم، كما
هي حالة الدعاة إلى الله تعالى؛ لا يزالون يدعون إلى ربهم، ولا يردهم
عن ذلك راد، ولا يثنيهم عتو من دعوه عن تكرار الدعوة.
السعدي:737.
السؤال:
في الآية توجيه رفيع لأصحاب الدعوة إلى الله بعدم اليأس، بيِّنه.
٧
{ وَيَٰقَوْمِ إِنِّىٓ أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ ٱلتَّنَادِ }
يوم القيامة يدعى كل أناس بإمامهم، وينادي بعضهم بعضًا؛ فينادي
أصحاب الجنة أصحاب النار، وأصحاب النار أصحاب الجنة، وينادى
أصحاب الأعراف، وينادى بالسعادة والشقاوة: ألا إن فلان ابن فلان
قد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدًا، وفلان ابن فلان قد شقى شقاوة ل
ا يسعد بعدها أبدًا، وينادى حين يذبح الموت: يا أهل الجنة خلود فلا موت،
و يا أهل النار خلود فلا موت.
البغوي:4/42.
السؤال:
لماذا سمي يوم القيامة بيوم التناد؟
التوجيهات
1- سيرة المتكلم تدل على صدقه أو كذبه، ﴿ إِنِّىٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ
أَوْ أَن يُظْهِرَ فِى ٱلْأَرْضِ ٱلْفَسَادَ ﴾
2- الله سبحانه هو ملاذ المؤمن من كل خوف، ﴿ وَقَالَ مُوسَىٰٓ إِنِّى
عُذْتُ بِرَبِّى وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ ﴾
3- من أبعد الناس عن الهداية من أسرف في المعاصي ثم كذب وزعم
أن الله أمر بها، ﴿ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾
العمل بالآيات
1- إذا خفت من مجرم فقل: ( اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم، وندرأ بك
في نحورهم)، ﴿ وَقَالَ مُوسَىٰٓ إِنِّى عُذْتُ بِرَبِّى وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا
يُؤْمِنُ بِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ ﴾
2- دافع عن أحد العلماء أو الدعاة ممن يستهزئ بهم السفهاء برسائلة
أو كلمة مقتديا بمؤمن آل فرعون، ﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ
يَكْتُمُ إِيمَٰنَهُۥٓ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّىَ ٱللَّهُ وَقَدْ جَآءَكُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ ﴾
3- استعذ بالله من الإسراف والكذب والكبر،
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
عُذْتُ اسْتَجَرْتُ.
مُسْرِفٌ مُتَجَاوِزٌ لِلْحَدِّ بِتَرْكِ الحَقِّ، وَاتِّبَاعِ البَاطِلِ.
ظَاهِرِينَ غَالِبِينَ عَالِينَ.
بَأْسِ اللَّهِ عَذَابِ اللهِ.
مَا أُرِيكُمْ مَا أُشِيرُ عَلَيْكُمْ.
أَهْدِيكُمْ أَدْعُوكُمْ.
سَبِيلَ الرَّشَادِ طَرِيقَ الحَقِّ وَالصَّوَابِ.
الأَحْزَابِ الأُمَمِ المُتَحَزِّبَةِ عَلَى أَنْبِيَائِهَا، المُعَادِيَةِ لَهُمْ.
دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ عَادَتِهِمْ فِي الكُفْرِ وَالتَّكْذِيبِ.
يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ القِيَامَةِ الَّذِي يُنَادِي النَّاسُ فِيهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
مُدْبِرِينَ هَارِبِينَ.
عَاصِمٍ مَانِعٍ يَمْنَعُكُمْ.
تمت الصفحة ( 470 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق