أمراض القلب والأوعية الدموية -النوبة القلبية أو احتشاء عضلة القلب-
ما هي أمراض القلب والأوعية الدموية؟
أمراض القلب والأوعية الدموية هي مجموعة من الاضطرابات التي تصيب القلب والأوعية الدموية، وتشمل:
أمراض القلب التاجية (التي تصيب الأوعية الدموية التي تغذي عضلة القلب)
أمراض الأوعية الدموية الدماغية (التي تصيب الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ)
أمراض الشرايين المحيطية (تؤثر على الأوعية الدموية التي تغذي الذراعين والساقين)
أمراض القلب الروماتيزمية، التي تصيب العضلات وصمامات القلب والناجمة عن الحمى الروماتيزمية الحادة التي تسببها البكتيريا العقدية للدم من المجموعة أ.
عيوب القلب الخلقية (تشوهات بنية القلب موجودة بالفعل عند الولادة)
تجلط الأوردة العميقة والانسداد الرئوي (انسداد أوردة الساقين بسبب جلطة دموية، من المحتمل أن تتحرر وتنتقل إلى القلب أو الرئتين).
ما هي النوبة القلبية؟
القلب في حالته الطبيعية
يعد القلب عند البشر من أقوى عضلات الجسم كله، فهو بحجم قبضة اليد. مع كل نبضة يقوم القلب بضخ الدم في الشرايين التي تحمل الأكسجين والعناصر المغذية إلى جميع أعضاء الجسم وأنسجته. ويتراوح معدل ضربات القلب أثناء الراحة عند البالغين حوالي 70 ضربة في الدقيقة. كما يمكن أن يتضاعف هذا المعدل أثناء ممارسة نشاط بدني أو عند الشعور بعاطفة قوية.
النوبة القلبية
تحدث النوبة القلبية أو ما يسمى احتشاء عضلة القلب، عندما يتم انسداد واحد أو أكثر من الشرايين التاجية (إما انسدادا تاما أو جزئيا) التي تنقل الدم والأوكسجين إلى خلايا عضلة القلب. وتموت هذه الخلايا في جزء من عضلة القلب تدريجيا إذا لم يتم تدفق الدم إلى القلب مرة أخرى وبسرعة. ويختلف حجم الضرر باختلاف مدة الانقطاع؛ حيث يمكن أن يكون تلف القلب خفيفا أو شديدا، كما يمكن أن تكون النوبة القلبية قاتلة في بعض الحالات.
يتم تشخيص النوبة القلبية بواسطة جهاز تخطيط القلب الكهربائي (فحص بسيط يستخدم لقياس نشاط القلب الكهربائي)، إضافة إلى إمكانية الاستعانة بفحوصات الدم.
ما هي أسباب النوبة القلبية؟
يمكن أن يكون للنوبة القلبية ثلاثة أسباب مختلفة كما يلي:
تصلب الشرايين: يمكن أن يؤدي تراكم اللويحة (الرواسب المحتوية على الدهون والكولسترول ومواد أخرى) إلى منع تدفق الدم بشكل كلي في الشريان التاجي أو يسبب انسدادا كبيرا لهذا الأخير، الأمر الذي يسمح بتدفق كمية صغيرة فقط من الدم. عند حدوث نوبة قلبية، ينفصل جزء من اللويحة أو تتشكل جلطة دموية صغيرة في الشريان.
جلطة دموية (تخثر الدم): اللويحة عبارة عن بنية هشة، ويمكنها أن تتمزق بسبب تدفق الدم في الشريان. ويحاول الجسم إصلاح هذا التمزق عن طريق تشكيل جلطة. ويمكن أن يؤدي تكوين جلطة دموية في الشريان التاجي إلى منع تدفق الدم والتسبب في نوبة قلبية.
تشنج الشريان التاجي: في بعض الأحيان تعاني الشرايين التاجية من تشنجات (تتقلص وتنغلق أو تنقبض بشكل حاد ثم تسترخي). هذا يمكنه أن يمنع تدفق الدم عبر الشريان ويسبب نوبة قلبية. وغالبا ما تكون أسباب التشنجات غير معروفة.
ما هي عوامل الاختطار؟
عوامل الاختطار المتعلقة ببعض الأمراض والمشاكل الصحية:
ارتفاع ضغط الدم؛
داء السكري؛
ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل؛
ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم؛
زيادة الوزن والسمنة؛
توقف التنفس أثناء النوم.
عوامل الاختطار المتعلقة بنمط الحياة:
اتباع نظام غذائي غير صحي
الخمول البدني أو قلة النشاط البدني؛
التدخين الفعلي أو التدخين السلبي؛
الضغط النفسي والتوتر؛
تعاطي الكحول والمخدرات.
عوامل اختطار لا يمكن السيطرة عليها:
الجنس: تساهم هرمونات النساء في حمايتهن من النوبات القلبية حتى انقطاع الطمث، حيث يساعد هرمون الأستروجين المنظم للدورة الشهرية على التحكم بمستويات الكوليسترول في الدم، ويحمي من تراكم اللويحات الدهنية داخل الشرايين. وبعد انقطاع الطمث، يُنتج الجسم كمية أقل من الأستروجين، فيزيد خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية. وبالمقابل، تتعرض النساء المصابات بداء السكري قبل انقطاع الطمث إلى نفس المخاطر التي يتعرض لها الرجال في نفس العمر، لأن مرض السكري يُبطل المفعول الوقائي لهرمون الأستروجين؛
العمر: يزداد خطر الإصابة بالنوبات القلبية مع التقدم في السن؛
التاريخ العائلي والطبي: يكون خطر الإصابة بنوبة قلبية مرتفعا إذا كان لدى أحد الأقارب (الوالدين أو الأجداد أو الأشقاء) تاريخ الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في سن مبكرة.
ما هي أعراض النوبة القلبية؟
تتميز أعراض النوبة القلبية بأنها من الممكن أن تظهر في وقت مبكر وتستمر لعدة أيام، وتتمثل في ألم حاد في الصدر أو عدم الشعور بالراحة (ضغط أو انزعاج، ضيق، ألم حاد، شعور بحرقة أو ثقل في الصدر)، وغالبا ما تكون هذه الأعراض مصحوبة بما يلي:
عدم الراحة في مناطق أخرى من الجزء العلوي من الجسم (الرقبة، الفك، الكتف، الذراع أو الظهر)
ضيق في التنفس؛
تعرق بارد؛
غثيان وقيء وعسر الهضم؛
دوران أو دوخة؛
شحوب مفاجئ؛
قلق أو خوف.
تعتبر غالبية أعراض النوبة القلبية هي نفسها بالنسبة للرجال والنساء على حد السواء.
أكثر الأعراض التي تصيب النساء في النوبات القلبية شيوعا تتمثل في الانزعاج وعدم الشعور بالراحة في الصدر مقارنة بالألم الشديد أو الضيق. هذه الأعراض الخفيفة نسبيا لا تعني أن النوبة القلبية لدى المرأة أقل حدة من الرجل. لذا يجب أن تُأخذ كل أعراض النوبة القلبية على محمل الجد، والتوجه مباشرة إلى المراكز الاستشفائية على وجه السرعة.
وعلى الرغم من ذلك، لا بد من معرفة بعض الحقائق عن النوبة القلبية كما يلي:
بعض الناس لا يعانون من ألم في الصدر، وخاصة مرضى السكري؛
يعاني بعض الناس فقط من ألم خفيف أو عدم الشعور بالراحة في الصدر؛
هناك من تظهر عليه علامة واحدة فقط؛
قد يكون لدى البعض الآخر مزيج من العلامات والأعراض.
ما ذا يتوجب عليك فعله إذا أصبت بنوبة قلبية؟
نظرا لشدة وخطورة العواقب والوفيات الناجمة عن النوبة القلبية، من الضروري استشارة الطبيب والذهاب إلى قسم المستعجلات على وجه السرعة عند وجود أدنى شك بالإصابة.
تحدث نصف الوفيات الناجمة عن نوبة قلبية خلال الساعتين التاليتين لبدء ظهور العلامات الأولى. فكلما كان التشخيص والعلاج في وقت مبكر، كلما ازدادت فرص الشفاء والنجاة من النوبة القلبية.
ما هي النصائح للوقاية من الإصابة بنوبة قلبية؟
الوقاية من الإصابة بالنوبة القلبية ممكنة في معظم الحالات وفي أي وقت تتخذ فيه القرار باتباع نمط حياة صحي، وذلك باتباع النصائح التالية:
التدخين: الإقلاع عن التدخين يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية، إضافة إلى العديد من الأمراض الأخرى؛
ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم: إن تخفيض مستوى الكوليسترول في الجسم يقي من أمراض القلب والأوعية الدموية ويخفض من خطر الإصابة بالنوبة القلبية والجلطة الدماغية، لأن ذلك يحد من تراكم لويحات تصلب الشرايين وبالتالي حدوث تجلط الدم؛
داء السكري: اتباع نصائح الطبيب المعالج وزيارته بشكل دوري واعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن؛
ارتفاع ضغط الدم: اتباع نصائح الطبيب المعالج وزيارته بشكل دوري واعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن؛
السمنة: ينصح باتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضر والألياف، وممارسة نشاط بدني بناء على المشورة الطبية وذلك بغية الوصول إلى الوزن المثالي؛
مرحلة الحمل: قياس ضغط الدم بانتظام خلال مرحلة الحمل وبعدها؛
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على القليل من الدهون، خاصة الدهون المشبعة والمهدرجة؛
النشاط البدني: يمكن للنشاط البدني المنتظم أن ينقذ حياتك. فعند ممارسته لمدة 30 دقيقة في اليوم فإنه يساعد على التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما يعد النشاط البدني طريقة مثالية للحفاظ على وزن صحي والتقليل من ضغط الدم، وتخفيض نسبة الكوليسترول والتحكم في الضغط النفسي أو التوتر؛
التحكم في الضغط النفسي والتوتر؛
استشارة الطبيب بصفة منتظمة واتباع نصائحه وتوصياته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق