رباعيات الأحزان
(( فوازير الأنبياء ))
----------------------------
إعداد وتقديم
فارس الليل الحزين
محمد عطية محمد
أجابة الحلقة السادسة والعشرون :
سيدنا يحيي علية السلام
------------------------------
(( الحلقه السابعة والعشرون ))
هو نبي اصطفاه الله تعالى وبعثه في بني إسرائيل لدعوتهم إلى توحيد الله تعالى والإيمان به، وهو من أولي العزم من الرسل،وهو من نسل نبي الله داود عليه السلام، وقد نشأ النبي -عليه السلام- في بيت طاهر عند آل عمران، وعمران هو والد مريم العذراء أم النبي عليه السلام، وهو آخر نبي بُعث في بني إسرائيل ودعاهم إلى ما سبقه به موسى عليه السلام من دعوة للتوحيد، ولم يأتِ نبي بعده سوى خاتم النبيين محمد صلّى الله عليه وسلّم، وقد بشّر به النبي عليه السلام.
كانت ولادة النبي -عليه السلام- ثقيلة على نفس على مريم العذراء؛ بسبب خوفها من عتاب الناس ولومِهم حتى أنّه لما حان وقت ولادتها تمنت لو أنّها ماتت ولم يحدث معها الذي حدث، فلما ولدت النبي -عليه السلام- وخرج إلى الدنيا، نادها جبريل -عليه السلام- من تحتها يطمئنها ويوصيها بأن لا تحزن لأنّ الله تعالى أكرمها بهذه الولادة ورزقها سيدًا عظيمًا ورجل ذو شأن ونبي من أنبياء الله. وأمرها أن تهز النخلة لتحصل منها على الرطب، لكي تتقوى وتقدر على العيش، وطلب إليها أيضًا أن لا تكلم الناس، وتجعل عدم كلامها نذرًا لله تعالى. بعدما ذهبت مريم العذراء إلى قومها، مع ابنها المسيح النبي، انهال عليها اللّوم والعتب، فبدأوا يتكلمون بأن ما جاءت به لا يوافق العقل، فكيف يكون مولود بلا أب؟ ولِيشعروا مريم بالذنب ذكروها بالصالحين من أهلها وبأنّها من سلالة الأنبياء، إلا أن مريم لم تنطق بحرف واحد؛ فهي قد نذرت عدم الكلام، وكل ما فعلته هي أنّها أشارت إلى ابنها في حضنها. فتكلم النبي -عليه السلام- وهو في مهده بقدرة الله . كان النبي -عليه السلام- قد هاجر مع والدته من مسقط رأسه بيت لحم إلى مصر، وبعدها عاد إلى بيت المقدس، وكان آنذاك يبلغ من العمر 13 عامًا، ولما بلغ من العمر 30 عامًا أنزل الله تعالى عليه كتاب الإنجيل، وحمل النبي -عليه السلام- الرسالة إلى بني إسرائيل، وكان مجددًا لما جاء به موسى -عليه السلام- ومصدقًا لما جاء في كتاب موسى الذي سبقه، دعا النبي -عليه السلام- قومه إلى عبادة الله تعالى وحده، وترك الإشراك به، وجددّ رسالة موسى -عليه السلام- ودعا الناس إلى ما كانت تدعو إليه، كما جاء بشريعة جديدة تناسب الحال التي كانوا عليها، ودعا قومه إلى الإيمان بالكتب السماوية التي سبقته، وبشرّ قومه بنبوة محمد صلى الله عليه وسلّم. لما بدأ النبي -عليه السلام- يدعو قومه إلى عبادة الله تعالى وتوحيده، وعرض عليهم المعجزات العظيمة التي آتاه الله إياها، كان حالهم هو الإعراض عنه والكفر بما دعاهم إليه، وآمن معه قلة قليلة من الناس وقد أخبر الله تعالى أن نتيجة دعوة النبس -عليه السلام- هو إيمان طائفة من بني إسرائيل وكفر طائفة.
طلب قوم النبي دليلًا منه ليكون حجة له عليهم، ودلالة من الله تعالى على صدقه، فطلبوا منه أن ينزل الله تعالى عليهم مائدة من السماء، وقالوا بأن اليوم الذي تُنزل به هو بمثابة عيد لهم، فيعبدون الله به ويتعبدون كما يتعبد باقي الناس في أعيادهم، وكانوا قد طلبوا منه أن تكون مائدة عليها طعام لا ينفذ، فأخبرهم النبي أنّه ستكون كذلك بشرط أن لا يخبئوا منها ويدخروا، ولا يخونوا ولا يرفعوا، وإن فعلوا ذلك فإن الله تعالى سيعذبهم أشد عذاب، ولن يعذبه لأحد من الناس غيرهم. فلما سأل النبي -عليه السلام- الله تعالى أن ينزل عليه مائدة أعطاه الله مسألته وأنزلها عليهم حيث وكانت مائدة طعام كبيرة تنزل عليهم من السماء أينما نزلوا. بعدما أنزل الله تعالى على قوم النبي المائدة، وكان قد حذّرهم النبي أنّه من يكفر من بعدها فإن مصيره هو العذاب الأليم، وما قُضي اليوم الذي أُنزلت به المائدة حتى بدؤوا يدخرون منها، ويخبئون منها، ويرفعون منها طعامًا ليومهم التالي، وجحدوا بالنبي -عليه السلام- وبالآيات التي جاء بها، وخالفوا الأوامر التي أمرهم بها، واستمروا على كفرهم وعنادهم فمسخهم الله تعالى قردة وخنازير. لم يقف الكفر بالنبي -عليه السلام- عند الإنكار وحسب وإنما حاول قومه قتله وصلبه، إلا أن الله تعالى حفظ نبيه، فجعل شخصًا آخر بصورة النبي عليه السلام- فقاموا بصلبه وقتله، ورفع النبي -عليه السلام- إلى السماء، وقيل أنّ الذي صُلب بدلًا منه هو رجل من قوم النبي كان قد خانه واتفق مع جنود من الرومان لقتل النبي -عليه السلام- واسمه هو يهوذا الإسخريوطي. وقد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن النبي -عليه السلام- سوف ينزل إلى الأرض في آخر الزمان، وسيكون نزوله من علامات الساعة الكبرى، وسينصر الإسلام.
فمن هو النبي عليه السلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق