القرآن تدبر وعمل سورة الحديد صفحة رقم 540

 

 

الوقفات التدبرية

١

{ ٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌۢ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُر

ٌ فِى ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَوْلَٰدِ ۖ }

وهذا مصداقه ما هو موجود وواقع من أبناء الدنيا ... بخلاف من

عرف الدنيا وحقيقتها، فجعلها معبراً ولم يجعلها مستقراً، فنافس

فيما يقربه إلى الله، واتخذ الوسائل التي توصله إلى الله.

السعدي:841.

السؤال:

وهذا مصداقه ما هو موجود وواقع من أبناء الدنيا ... بخلاف من

عرف الدنيا وحقيقتها، فجعلها معبراً ولم يجعلها مستقراً، فنافس

فيما يقربه إلى الله، واتخذ الوسائل التي توصله إلى الله.

السعدي:841.

إذا عرفت حال الدنيا فكيف ينبغي أن يكون موقفُك منها؟

٢

{ ٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌۢ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ

فِى ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَوْلَٰدِ ۖ }

أصول أطوار آحاد الناس في تطور كل واحد منهم؛ فإن اللعب

طور سِنّ الطفولة والصبا، واللهوَ طور الشباب، والزينة طور

الفتوة، والتفاخرَ طور الكهولة، والتكاثر طور الشيخوخة.

ابن عاشور:27/401.

السؤال:

اشتملت الآية على أطوار الناس بين ذلك.

٣

{ وَفِى ٱلْءَاخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنٌ ۚ }

أي حال الآخرة ما يخلو من هذين الأمرين: إما العذاب الشديد

في نار جهنم ... وإما مغفرة من الله للسيئات وإزالة للعقوبات،

ورضوان من الله يحل من أحله به دار الرضوان ...

فهذا كله مما يدعو إلى الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة.

السعدي:841.

السؤال:

إذا عرفت أن الآخرة إما عذاب وإما مغفرة،

فكيف يكون موقفك من هذه الدنيا؟

٤

{ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ }

قال سعيد بن جبير:

( متاع الغرور لمن لم يشتغل فيها بطلب الآخرة، ومن اشتغل بطلبها

فله متاع بلاغ إلى ما هو خير منه ).

البغوي:4/328.

السؤال:

هل الدنيا متاع الغرور لجميع الخلق؟

٥

{ لِّكَيْلَا تَأْسَوْا۟ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا۟ بِمَآ ءَاتَىٰكُمْ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ

كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }

أي بينا لكم أن الأشياء مقدرة مكتوبة قبل وجود الخلق، وأن ما كتب

واقع لا محالة؛ لأجل ألا تحزنوا على شيء فاتكم؛ لأن فواته لكم مقدر،

وما لا طمع فيه قل الأسى عليه، ولا تفرحوا بما آتاكم؛

لأنكم إذا علمتم أن ما كتب لكم من الرزق والخير لا بد أن يأتيكم

قل فرحكم به.

الشنقيطي:7/549.

السؤال:

وضح الفائدة المترتبة على علمنا بأن الأشياء مكتوبة قبل وجود الخلق.

٦

{ لِّكَيْلَا تَأْسَوْا۟ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا۟ بِمَآ ءَاتَىٰكُمْ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ

كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }

فإن قيل: إن الإنسان لا يملك نفسه أن يفرح بالخير ويحزن للشر

كما قال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- لما أُتي بمال كثير:

( اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينت لنا )،

فالجواب: أن النهي عن الفرح إنما هو عن الذي يقود إلى الكبر

والطغيان، وعن الحزن الذي يخرج عن الصبر والتسليم.

ابن جزي:2/415.

السؤال:

نهى الله تعالى في الآية عن الحزن على ما فات والفرح بما أتى,

فما المقصود من هذا النهي؟

٧

{ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴿٢٣﴾ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ

ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ ۗ }

يعم البخل كل ما ينفع في الدين والدنيا؛ من مال، وعلم، وغير ذلك؛

فالبخيل بالعلم: الذي يمنعه، والمختال إما يختال فلا يطلبه، وإما

يختال على بعض الناس فلا يبذله، وهذا كثيراً ما يقع،

وضده التواضع في طلبه، والكرم ببذله.

ابن تيمية:6/217.

السؤال:

يقع كثيرٌ من الناس في البخل من حيث لا يشعر، وضح ذلك.

التوجيهات

1- اعلم أن الجنة فضل من الله تعالى يؤتيه من يشاء من عباده،

﴿ سَابِقُوٓا۟ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ

أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ

وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ ﴾

2- كن متواضعاً قريباً سهلاً؛ فالله تعالى لا يحب المتكبر الفخور،

﴿ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾

3- اعلم أن الله غني عن عبـاده، حميـد لا يحتـاج لمن يحمده،

﴿ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ ﴾

العمل بالآيات

1- قل: اللهم بلغني منازل الصديقين,

﴿ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦٓ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ ۖ﴾

2- ادع الله تعالى أن يرزقك الزهد في الدنيا, ﴿ ٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّمَا ٱلْحَيَوٰةُ

ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌۢ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِى ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَوْلَٰدِ ۖ ﴾

3- سارع اليوم في جميع الصلوات لتكون في الصف الأول خلف الإمام،

﴿ سَابِقُوٓا۟ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾

معاني الكلمات

الكلمة معناها

الصِّدِّيقُونَ المُبَالِغُونَ فِي التَّصْدِيقِ.

وَالشُّهَدَاءُ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ.

لَعِبٌ تَلْعَبُ بِهَا الأَبْدَانُ.

وَلَهْوٌ تَلْهُو بِهَا القُلُوبُ.

الْكُفَّارَ الزُّرَّاعَ، سُمُّوا بِذَلِكَ؛ لأَِنَّهُمْ يَسْتُرُونَ الحَبَّ فِي التُّرَابِ.

يَهِيجُ يَيْبَسُ.

حُطَامًا فُتَاتًا مُتَهَشِّمًا.

سَابِقُوا سَارِعُوا مُسَارَعَةَ المُتَسَابِقِينَ فِي المِضْمَارِ.

كِتَابٍ هُوَ: اللَّوْحُ المَحْفُوظُ.

نَبْرَأَهَا نَخْلُقَ هَذِهِ المَخْلُوقَاتِ.

تَأْسَوْا تَحْزَنُوا.

تَفْرَحُوا فَرَحَ بَطَرٍ، وَاخْتِيَالٍ.

مُخْتَالٍ مُتَكَبِّرٍ.

فَخُورٍ مُتَطَاوِلٍ بِهِ يَفْخَرُ عَلَى النَّاسِ.

الْحَمِيدُ المَحْمُودُ عَلَى كَمَالِ صِفَاتِهِ، وَجَمِيلِ فِعَالِهِ

تمت الصفحة ( 540 )

انتظروني غدا باذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق