القرآن تدبر وعمل سورة الحديد صفحة رقم 541
حفظ سورة الحديد - صفحة 541 - نص وصوت
الوقفات التدبرية
١
{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ
بِٱلْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ }
إقامة دين الإسلام تنبني على أمرين: أحدهما هو ما ذكره بقوله:
(وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمِيزَانَ ) ؛ لأن في ذلك إقامة البراهين على
الحق، وبيان الحجة، وإيضاح الأمر والنهي والثواب والعقاب.
فإذا أصر الكفار على الكفر وتكذيب الرسل مع ذلك البيان والإيضاح،
فإن الله تبارك وتعالى أنزل الحديد؛ أي: خلقه لبني آدم ليردع به
المؤمنون الكافرين المعاندين؛ وهو قتلهم إياهم بالسيوف والرماح والسهام.
الشنقيطي:7/549.
السؤال:
إقامة دين الإسلام تنبني على أمرين فما هما؟
٢
{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ
ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ }
أي: وجعلنا الحديد رادعاً لمن أبى الحق وعانده بعد قيام الحجة عليه،
ولهذا أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد النبوة ثلاث
عشرة سنة توحى إليه السور المكية، وكلها جدال مع المشركين
وبيان وإيضاح للتوحيد وبيانات ودلالات، فلما قامت الحجة على
من خالف شرع الله أمرهم بالهجرة، وأمرهم بالقتال بالسيوف
وضرب الرقاب والهام لمن خالف القرآن وكذب به وعانده.
ابن كثير:4/315.
السؤال:
لماذا قدم ذكر إنزال الكتب على إنزال الحديد؟
٣
{ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلْغَيْبِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ }
ونصرُ الناس الله هو نصرهم دينه، وأما الله فغني عن النصر،
وعطف (وَرُسُلَهُۥ) أي: من ينصر القائمين بدينه، ويدخل فيه نصر شرائع
الرسول ﷺ بعده.
ابن عاشور:27/418.
السؤال:
ما المقصود بنصر الله ورسله في الآية الكريمة؟
٤
{ وَجَعَلْنَا فِى قُلُوبِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً }
كان النصارى ألين من غيرهم قلوباً حين كانوا على شريعة عيسى
عليه السلام.
السعدي:843.
السؤال:
متى كان النصارى ألين قلوباً تجاه المؤمنين؟
٥
{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَءَامِنُوا۟ بِرَسُولِهِۦ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِۦ }
أي خافوا عقابه، فاجعلوا بينكم وبين سخطه -لأنه الملك الأعظم- وقاية
بحفظ الأدب معه، ولا تأمنوا مكره، فكونوا على حذر من أن يسلبكم
ما وهبكم، فاتبعوا الرسول تسلموا، وحافظوا على اتباعه لئلا تهلكوا.
البقاعي:19/324 .
السؤال:
أي خافوا عقابه، فاجعلوا بينكم وبين سخطه -لأنه الملك الأعظم-
وقاية بحفظ الأدب معه، ولا تأمنوا مكره، فكونوا على حذر من أن يسلبكم
ما وهبكم، فاتبعوا الرسول تسلموا، وحافظوا على اتباعه لئلا تهلكوا.
البقاعي:19/324 .
ما عقوبة من تجرد من التقوى والخوف من الله؟
٦
{ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِۦ }
أي : بياناً وهدى. وقال ابن عباس: هو القرآن.
وقيل: ضياء تمشون به في الآخرة على الصراط، وقيل: تمشون
به في الناس تدعونهم إلى الإسلام فتكونوا رؤساء في دين الإسلام،
لا تزول عنكم رياسة كنتم فيها؛ وذلك أنهم خافوا أن تزول رياستهم
لو آمنوا بمحمد عليه السلام.
القرطبي:20/278.
السؤال:
ما النور الذي يجعله الله تعالى لهؤلاء؟
٧
{ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ }
أي مالكه ملكاً لا ينفك عنه، ولا ملك لأحد فيه معه، ولا تصرف
بوجه أصلاً؛ فلذلك يخص من يشاء بما يشاء، فلا يقدر أحد على
اعتراض بوجه.
البقاعي:19/330.
السؤال:
ما دلالة وصف الله تعالى بأنه صاحب الفضل العظيم؟
التوجيهات
1- بالعدل قامت السماوات والأرض، فاحرص على العدل في جميع شؤونك,
﴿وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ ۖ ﴾
2- ما من كلمة أو فعلة تنصر بها دين الله إلا وهي محسوبة لك،
﴿ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلْغَيْبِ ۚ ﴾
3- الفضل والخير خزائنه بيد الله تعالى وحده, ﴿ ءُ ۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ ﴾
العمل بالآيات
1- عدد ثلاثة من مظاهر قوة الله تبارك وتعالى فيما تراه وتشاهده
من حولك, ﴿إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ ﴾
2- ادعُ الله أن ينصر هذا الدين, ﴿ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلْغَيْبِ ۚ ﴾
3- تبرع لعمل خيري لنصرة هذا الدين,
﴿ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلْغَيْبِ ۚ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
بِالْبَيِّنَاتِ بِالحُجَجِ الوَاضِحَاتِ.
وَالْمِيزَانَ العَدْلَ فِي الأَقْوَالِ، وَالأَفْعَالِ.
بَأْسٌ قُوَّةٌ.
عَزِيزٌ غَالِبٌ لاَ يُغْلَبُ.
قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ أَتْبَعْنَاهُمْ، وَبَعَثْنَا بَعْدَهُمْ.
وَرَهْبَانِيَّةً غُلُوًّا فِي التَّعَبُّدِ.
مَا كَتَبْنَاهَا مَا فَرَضْنَاهَا.
إِلاَّ ابْتِغَاءَ فَعَلُوهَا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ يَطْلُبُونَ...
فَمَا رَعَوْهَا مَا قَامُوا بِهَا حَقَّ القِيَامِ، بَلْ بَدَّلُوا وَخَالَفُوا.
كِفْلَيْنِ ضِعْفَيْنِ.
لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَعْطَاكُمُ اللهُ ذَلِكَ لأَِجْلِ أَنْ يَعْلَمَ.
تمت الصفحة ( 541 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق