القرآن تدبر وعمل سورة الحشر صفحة رقم 546
الوقفات التدبرية
١
{ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ ۖ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }
(وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ ) اقتصر ها هنا على مشاقة
الله لأن مشاقته مشاقة لرسوله.
الشوكاني: 5/196.
السؤال:
لماذا اقتصر في آخر الآية الكريمة على ذكر مشاقتهم لله تعالى،
ولم يذكر مشاقتهم للرسول ﷺ كما ذكرها قبل ذلك؟
٢
{ كَىْ لَا يَكُونَ دُولَةًۢ بَيْنَ ٱلْأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ }
لكيلا يكون الفيء دولة ... بين الرؤساء والأقوياء فيغلبوا عليه
الفقراء والضعفاء؛ وذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا اغتنموا غنيمة
أخذ الرئيس ربعها لنفسه؛ وهو المرباع ...
فجعله الله لرسوله ﷺ يقسمه فيما أمر به.
البغوي: 4/357.
السؤال:
ما المراد بقوله (كَىْ لَا يَكُونَ دُولَةًۢ بَيْنَ ٱلْأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ )؟
٣
{ وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُوا۟ ۚ }
والقصد من هذا التذييل إزالة ما في نفوس بعض الجيش من حزازة
حرمانهم مما أفاء الله على رسوله ﷺ من أرض النضير.
ابن عاشور: 28/86.
السؤال:
ما القصد من ختم أحكام الفيء بهذه الخاتمة؟
٤
{ وَلَا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُوا۟ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ
وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }
فأخبر عنهم بأنهم يبذلون ما عندهم من الخير مع الحاجة، وأنهم
لا يكرهون ما أنعم به على إخوانهم. وضد الأول البخل، وضد الثاني الحسد.
ولهذا كان البخل والحسد من نوع واحد؛ فإن الحاسد يكره
عطاء غيره، والباخل لا يحب عطاء نفسه.
ابن تيمية: 6/272.
السؤال:
ذكرت الآية للمؤمنين صفتين عظيمتين، فما هما؟
٥
{ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ }
وهذا إنما هو في فضول الدنيا، لا الأوقات المصروفة في الطاعات؛
فإن الفلاح كل الفلاح في الشح بها؛ فمن لم يكن شحيحاً بوقته تركه
الناس على الأرض عياناً مفلساً، فالشح بالوقت هو عمارة القلب
وحفظ رأس ماله. ومما يدل على هذا: أنه سبحانه أمر بالمسابقة
في أعمال البر، والتنافس فيها، والمبادرة إليها، وهذا ضد الإيثار بها.
ابن القيم: 3/146.
السؤال:
متى يكون الإيثار محموداً؟ ومتى يكون الشح محموداً؟
٦
{ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ }
هذا المقام أعلى من حال الذين وصف الله بقوله تعالى:
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ)
[الإنسان: 8] ،
(وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ)
[البقرة: ]177؛
فإن هؤلاء تصدقوا وهم يحبون ما تصدقوا به، وقد لا يكون لهم
حاجة إليه ولا ضرورة به، وهؤلاء آثروا على أنفسهم مع خصاصتهم
إلى ما أنفقوه.
ابن كثير: 4/338.
السؤال:
أيهما أفضل: المؤثر على نفسه، أم مؤتي المال على حبه؟
٧
{ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }
فإنه إذا وُقِي العبد شُحَّ نفسه سمحت نفسه بأوامر الله ورسوله،
ففعلها طائعاً منقاداً، منشرحاً بها صدره، وسمحت نفسه بتركه
ما نهى الله عنه وإن كان محبوباً للنفس تدعو إليه وتطلع إليه،
وسمحت نفسه ببذل الأموال في سبيل الله وابتغاء مرضاته،
وبذلك يحصل الفلاح والفوز.
السعدي: 851.
السؤال:
كيف تكون الوقاية من شح النفس سبباً للفلاح؟
التوجيهات
1- الأخذ بما أمرت به السنة النبوية، وما نهت عنه،
﴿ وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُوا۟ ۚ ﴾
2- ربما احتاج الصدق إلى تضحية، ﴿ لِلْفُقَرَآءِ ٱلْمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ
أُخْرِجُوا۟ مِن دِيَٰرِهِمْ وَأَمْوَٰلِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنًا
وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ ﴾
3- من نجا من شح نفسه كان من المفلحين،
﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾
العمل بالآيات
1- قدم هدية لمسلم جديد أو طالب علم تغرَّب عن وطنه،
﴿ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ﴾
2- أعط أحد الفقراء حصتك من الإفطار لهذا اليوم إيثاراً لما عند الله ،
﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾
3- قل: اللهم قني شح نفسي،
﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
شَاقُّوا خَالَفُوا أَشَدَّ المُخَالَفَةِ.
لِينَةٍ نَخْلَةٍ، أَوْ نَوْعٍ مِنَ النَّخْلِ.
أُصُولِهَا سَاقِهَا.
وَلِيُخْزِيَ لِيُذِلَّ.
وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ وَمَا رَدَّهُ اللهُ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، وَالفَيْءُ :
مَا أُخِذَ مِنْ أَمْوَالِ الكُفَّارِ بِحَقٍّ، مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ، والغَنِيْمَةُ : مَا أُخِذَ بِقِتَالٍ.
فَمَا أَوْجَفْتُمْ فَلَمْ تَرْكَبُوا لِتَحْصِيلِهِ.
رِكَابٍ مَا يُرْكَبُ مِنَ الإِبِلِ.
وَلِذِي الْقُرْبَى لأَِصْحَابِ قَرَابَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم.
وَالْيَتَامَى الأَطْفَالِ الفُقَرَاءِ الَّّذِينَ مَاتَ آبَاؤُهُمْ.
وَابْنِ السَّبِيلِ الغَرِيبِ المُسَافِرِ الَّذِي نَفِدَتْ نَفَقَتُهُ، وَانْقَطَعَ عَنْهُ مَالُهُ.
دُولَةً مُلْكًا مُتَدَاوَلاً.
تَبَوَّءُوا الدَّارَ اسْتَوْطَنُوا المَدِينَةَ.
حَاجَةً حَسَدًا.
مِمَّا أُوتُوا مِمَّا أُعْطُوا مِنْ مَالِ الفَيْءِ وَغَيْرِهِ.
خَصَاصَةٌ حَاجَةٌ، وَفَقْرٌ.
يُوقَ يُكْفَ وَيُجَنَّبْ.
شُحَّ نَفْسِهِ الشُّحُّ: بُخْلٌ بِالمَالِ مَعَ حِرْصٍ عَلَيْهِ، وَتَطَلُّعٍ لِمَا
بِيَدِ غَيْرِهِ
تمت الصفحة ( 546 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق