القرآن تدبر وعمل سورة المعارج + سورة نوح صفحة رقم 570
الوقفات التدبرية
١
{ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا۟ وَيَلْعَبُوا۟ حَتَّىٰ يُلَٰقُوا۟ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِى يُوعَدُونَ }
الخوض في الباطل ضد التكلم بالحق، واللعب ضد السعي الذي يعود
نفعه على ساعيه؛ فالأول ضد العلم النافع، والثاني ضد العمل الصالح،
فلا تكلم بالحق، ولا عمل بالصواب؛ وهذا شأن كل من أعرض
عما جاء به الرسول؛ لا بُدَّ له من هذين الأمرين.
ابن القيم: 3/201.
السؤال:
ما علامة من أعرض عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؟
٢
{ خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۚ ذَٰلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِى كَانُوا۟ يُوعَدُونَ }
وفي ختام السورة الكريمة لهذا الوصف والوعيد الشديد تأييد للقول
بأن سؤالهم في أولها: ( بعذاب واقع ) إنما هو استخفاف واستبعاد.
فبيَّن لهم تعالى بعد عرض السورة نهاية ما يستقبلون به;
ليأخذوا حذرهم ويرجعوا إلى ربهم . فارتبط آخر السورة بأولها.
الشنقيطي: 8/305.
السؤال:
ما وجه المناسبة بين أول السورة وآخرها؟
٣
{ إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِۦٓ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
وعُدل عن أن يقال له: ( أنذر الناس ) إلى قوله: (أن أنذر قومك)
إلهاباً لنفس نوح؛ ليكون شديد الحرص على ما فيه نجاتهم من العذاب؛
فإن فيهم أبناءه وقرابته وأحبته.
ابن عاشور: 29/187.
السؤال:
لماذا عدل عن أن يقال: ( أنذر الناس ) إلى قوله: (أنذر قومك)؟
٤
{ قَالَ يَٰقَوْمِ إِنِّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }
افتتاح دعوته قومَه بالنداء لطلب إقبال أذهانهم.
ونداؤهم بعنوان: أنهم قومه تمهيداً لقبول نصحه؛ إذ لا يريد الرجل
لقومه إلاّ ما يريد لنفسه.
وتصدير دعوته بحرف التوكيد لأن المخاطبين يترددون في الخبر.
ابن عاشور: 29/188.
السؤال:
ما فائدة افتتاح نوح عليه السلام دعوته لقومه بوصفهم بـ(يا قوم) ؟
٥
{ أَنِ ٱعْبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ }
فجعل العبادة والتقوى لله وحده، وجعل الطاعة للرسول؛
فإنه من يطع الرسول فقد أطاع الله.
ابن تيمية: 6/398.
السؤال:
لماذا أمرهم نوح عليه السلام بعبادة الله وتقواه،
ثم أمرهم بطاعته هو عليه السلام؟
٦
{ وَإِنِّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ }
أي دعوتهم ليؤمنوا فتغفر لهم؛ فذكر المغفرة التي هي سبب عن
الإيمان ليظهر قبح إعراضهم عنه؛ فإنهم أعرضوا عن سعادتهم.
ابن جزي: 2/494.
السؤال:
لم ذكر الله المغفرة ولم يذكر سببها وهو الإيمان؟
٧
{ ثُمَّ إِنِّى دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ﴿٨﴾ ثُمَّ إِنِّىٓ أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا }
ذكر أولاًً أنه دعاهم بالليل والنهار، ثم ذكر أنه دعاهم جهاراًً، ثم ذكر
أنه جمع بين الجهر والإسرار، وهذه غاية الجد في النصيحة
وتبليغ الرسالة صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.
ابن جزي: 2/495.
السؤال:
على ما ذا يدل تنوع طرق الدعوة من نوح عليه السلام لقومه؟
التوجيهات
1- عظيم قدرة الله تعالى، ﴿ فَلَآ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَٰرِقِ وَٱلْمَغَٰرِبِ إِنَّا
لَقَٰدِرُونَ ﴿٤٠﴾ عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴾
2- التذكير بحال الخروج من القبور في ذلة وسرعة،
﴿ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ ﴿٤٣﴾ خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ
تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۚ ﴾
3- الصبر ركن أساس في دعوة كل داعية،
﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّى دَعَوْتُ قَوْمِى لَيْلًا وَنَهَارًا ﴾
العمل بالآيات
1- قل: ( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك،
وبك منك؛ لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك )،
﴿ عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴾
2- قل: ( اللهم إني أعوذ بك من تحول عافيتك، وفجاءة نقمتك،
وجميع سخطك )، ﴿ عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴾
3- أدِّ عملاً دعويًا من: إرسال رسالة، أو تسجيل صوتي أو مرئي،
أو تقديم نصيحة، أو أي وسيلة أخرى، ﴿﴾ ثُمَّ إِنِّى دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ﴿٨﴾
ثُمَّ إِنِّىٓ أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
بِمَسْبُوقِينَ لاَ أَحَدَ يَفُوتُنَا وَيُعْجِزُنَا إِذَا أَرَدْنَاهُ.
الأَجْدَاثِ القُبُورِ.
نُصُبٍ أَحْجَارٍ تُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ.
يُوفِضُونَ يُهَرْوِلُونَ، وَيُسْرِعُونَ.
خَاشِعَةً ذَلِيلَةً، مُنْكَسِرَةً.
تَرْهَقُهُمْ تَغْشَاهُمْ.
أَجَلٍ مُسَمّىً وَقْتٍ مُقَدَّرٍ فِي عِلْمِ اللهِ تَعَالَى.
أَجَلَ اللَّهِ وَقْتَ مَجِيءِ عَذَابِهِ.
وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ تَغَطَّوْا بِهَا؛ مُبَالَغَةً فِي كَرَاهِيَتِي.
وَأَصَرُّوا أَقَامُوا عَلَى كُفْرِهِمْ.
أَعْلَنْتُ رَفَعْتُ صَوْتِي دَاعِيًا.
تمت الصفحة ( 570 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق