إياك و كبار السن

 

 إياك و كبار السن 

 كبار السن  ...قد يرقدون ولا ينامون، وقد يأكلون ولا يهضمون، وقد يضحكون ولا يفرحون، وقد يوارون دمعتهم تحت بسمتهم.

 يؤلمهم بُعدُك عنهم ، وانصرافُك من جوارهم ، واشتغالُك بهاتفك في حضرتهم فهم لم يعودوا محور البيوت وبؤرة العائلة كما كانوا قبل فانتبه ولا تكن من الحمقى فتشقى !!

حوائجهم أبعد من طعام وشراب وملبسٍ ودواء بل وأهم من ذلك بكثير فهل من عاقل .

قريبون من الله، دعاءهم أقرب للقبول فأغتنم قبل نفاد الرصيد ...

فقدوا والديهم وفقدوا كثيراً من رفاقهم ، فقلوبهم جريحة ونفوسهم مطوية على الكثير من الأحزان الكلمة التي كانت لا تريحهم حال قوتهم الآن تجرحُهم والتي كانت تجرحهم الآن تذبحُهم !!

لديهم فراغ يحتاج عقلاء رحماء يملؤونه يحتاجون من يسمع لحديثهم ، ويأنس لكلامهم ، ويبدو سعيداً بوجودهم يحتاجون إلى بسمةٍ في وجوههم ، وكلمةٍ جميلة تطرق آذانهم ، ويداً حانية تمتد لأفواههم ، وعقلاً لا يضيق بوجهات نظرهم  .

 كبار السن: غادر بهم القطار محطة اللذة، وصاروا فى صالة انتظار الرحيل.. ينتظرون الداعى ليلبوه.

كبار السن: هم الأب، والأم، والجد، والجدة، وسواهم من ذوى القرابات ممن شابت شعورهم ويبست مشاعرهم.

اجعلهم يعيشون أياماً سعيدة ، ولياليَ مشرقة ويختمون كتاب حياتهم بصفحات ممتعة من البر والسعادة حتى إذا خلا منهم المكان لا تصبح من النادمين، كن العِوضَ عما فقدوا ، وكن الربيعَ في خريف عمرهم  وكن العُكّازَ فيما تبقى .

هم كبار السن الآن، وسيذهبون، وعن قريب ستكون أنت هذا الكبيرَ المسنَّ.. المقبل.. فانتبه!

سلامٌ على كبارِ السن ... وسلامٌ على من يراعون كبارَ السن ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق