فيلم Golda 2023 : كيف أخرج جولدا مائير منتصرة في حرب أكتوبر رغم الهزيمة؟
فيلم "جولدا".. Golda 2023 .. فيلم أمريكي إسرائيلي عن رئيسة حكومة إسرائيل جولدا مائير. من تأليف نيكولاس مارتن وإخراج جاي ناتيف. لكن الممثلة البريطانية هيلين ميرين تبقى العنصر الأهم بدون أي منافسة في الفيلم
الفيلم يتحدث عن سيرة ذاتية لرئيسة وزراء إسرائيل في الفترة ما بين 1969 وحتى 1974. تم عرض الفيلم في أغسطس الماضي (2023)، الذي يحكي قصة حرب 6 أكتوبر 1973 “أو يوم كيبور أو حرب يوم الغفران” بعيون جولدا مائير شخصيًا.
الفيلم يتناول بشكل أساسي أحداث ما قبل حرب يوم السادس من أكتوبر، ولم يتطرق لسير العمليات أثناء الحرب نفسها؛ فكان التركيز في كل المشاهد على عجز قادة الجيش الإسرائيلي ورئيسة الوزراء أمام النصر العسكري الساحق لمصر.
يعبر الفيلم عن هزيمة رئيسة الوزراء التي كان يُطلق عليها المرأة الحديدية في المجتمع الإسرائيلي. في المشاهد الأولى للفيلم يركز على أن جولدا كانت تستعد للاحتفال بالعيد اليهودي الأبرز "يوم كيبور"، وإلى أي مدى كان الشعب الإسرائيلي سعيداً وينعم بالسلام كما يتجلى في الفيلم. فلم يوضح الفيلم كيف احتل الإسرائيليون فلسطين في عام 1948 بعد موجات من التهجير. ولا يتناول الفيلم علاقة الإسرائيليين بالفلسطينيين، أو كيف استولوا على أرض ليست من حقهم عبر وعد بلفور 1917، ثم ميلاد إسرائيل عام 1948.
تبدأ أحداث الفيلم يوم الخامس من أكتوبر عام 1973 عشية بداية الحرب، حيث تتلقى جولدا معلومات تفيد بأن الجيشين المصري والسوري يستعدان للهجوم. لا يقدم الفيلم سيرة ذاتية لجولدا منذ ميلادها أو كيف نما اهتمامها بالسياسة وعلاقاتها مع زوجها وأبنائها وأصدقائها، ولكنه يركز على أحداث الحرب عبر تسليط الضوء على دورها القيادي في الحرب ليس بصفتها قائدة عسكرية كما تؤكد في الفيلم ولكن بصفتها مسئولة سياسية.
يُظهِر الفيلم ضعف إسرائيل وهشاشة الكيان الإسرائيلي، ولكنه يُرجع سبب هذا الضعف إلى المشاعر الفياضة لرئيسة الوزراء كما عبرت عن ذلك أحداث الفيلم. تلك هي رؤية المخرج الإسرائيلي للفيلم جي ناتيف.
يركز الفيلم أيضاً في مقابل ضعف إسرائيل على قوة العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية، فنجد خط الاتصال متواصلاً بين جولدا ووزير الخارجية الأمريكي حينذك هنري كيسنجر. كما يوضح الفيلم ضغط إسرائيل على الولايات المتحدة الأمريكية في المشهد الذي يجمع جولدا مائير مع وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر في تل أبيب عندما تجبره على تناول حساء تقليدي معروف في أوكرانيا وأوروبا الشرقية يسمى Borsht وتطلب منه تقديم الدعم لإسرائيل. كما ذكّرته بأصوله اليهودية وقالت له: "إننا نقرأ من اليمين إلى اليسار، فأنت يهودي قبل أن تكون وزيراً للخارجية الأمريكية".
يقدم الفيلم مجموعة رسائل للرأى العام العالمي بأن إسرائيل دولة قوية ولكنها فوجئت بالهجوم عليها يوم الاحتفال بعيد "يوم كيبور". لم يصور الفيلم اعتداءات إسرائيل الوحشية في حرب 1948 أو العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 أو أثناء حرب 1967 أو مذبحة بحر البقر عام 1970، حتى يكتفي من يشاهد الفيلم بأن يجسد إسرائيل في موقع "الضحية" التي يتم مهاجمتها. بالإضافة لذلك، توجد مجموعة من الرسائل للشعب الإسرائيلي بأن العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل قوية وبالتالي لن تترك أمريكا إسرائيل.
كما يقدم الفيلم رسائل للمتعاطفين مع القضية الفلسطينية حول العالم ليس فقط في الدول العربية، بأن إسرائيل هي "ضحية" هجوم الجيوش العربية عليها؛ فيركز الفيلم في جزء كبير على استخدام المؤثرات الصوتية من صراخ للجنود الإسرائيليين من هول ما رأوه في حرب 1973.
لم يذكر الفيلم كلمة فلسطين أو الفلسطينيين، وهذا بالتأكيد له مغزى مفاده أنه يرى الأمور بمنظور إسرائيل فقط. كما أن الفيلم لم يوضح كيف احتلت إسرائيل فلسطين في عام 1948؟ أو كيف احتلت إسرائيل سيناء وهضبة الجولان في عام 1967؟ على الرغم من أنه تاريخياً كانت جولدا مائير من مؤسسي إسرائيل، وكانت قائدة لحزب العمال. ولدت جولدا في عام 1898 بكييف وتوفت في عام 1978. أصبحت عضوة في الكنيست الإسرائيلي في عام 1949 وحتى 1974. كما كانت وزيرة العمل في الفترة ما بين 1949 وحتى 1956؛ فكانت تدعم هجرة اليهود اللامحدودة إلى إسرائيل. وفي عام 1956 عندما عُينت كوزيرة للخارجية غيرت اسمها لإسم يهودي وهو جولدا مائير. فلم تولد جولدا في فلسطين ولكن وُلدت باسم جولدي مابوفيتز Goldie Mabovitch في مدينة كييف بأوكرانيا وهاجرت مع عائلتها إلى مدينة ميلواكي في ولاية ويسكونسن الأمريكية عام 1906. تقلدت مائير منصب رئيس وزراء إسرائيل عام 1969 وقدمت استقالتها في عام 1974 أي بعد نحو عام من حرب أكتوبر. رحلت جولدا في عام 1978 أي بعد أربعة أعوام من الاستقالة.[3] فلم يذكر الفيلم أيضا أياً من هذه الأحداث وذلك لإخفاء الكثير من الحقائق وتزييف الواقع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق