الحكم على حديث كفارة المجلس

 


السؤال:

أسألكم عن صحة هذا الحديث: من قال: سبحان الله وبحمده، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، من قالها في مجلس ذكر كانت كالطابع عليه، ومن قالها في مجلس لغو كانت كفارةً له؟ 

الجواب:

هذا الحديث صحيح، ويقال له: كفارة المجلس، هذا الذكر يقال له: كفارة المجلس، فالسنة لمن قام من المجلس أن يقول هذا الكلام: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك اللهم، وأتوب إليك سواء كان مجلس علم، أو مجلسًا عاديًا للكلام، والخوض في حاجات الناس.

السنة لمن قام من المجلس أن يقول هذا الكلام، فهو طابع على الخير، وكفارة لما قد يقع من اللغو في المجلس.

وهذا الحديث كسائر الأحاديث المطلقة، يحمل على أنه كفارة لما يقع من الصغائر، أما الكبائر فلابد لها من توبة، الكبائر من الذنوب لا بد لها من توبة، لقوله سبحانه في كتابه العظيم: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ [النساء:31] يعني: الصغائر، فشرط سبحانه تكفير الصغائر باجتناب الكبائر، ولقول النبي ﷺ: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن، ما لم تغش الكبائر وفي اللفظ الآخر: إذا اجتنب الكبائر.

ولما توضأ النبي ﷺ في بعض الأحاديث أخبر أن الوضوء كوضوئه من أسباب المغفرة، قال: ما لم تصب المقتلة يعني: الكبيرة، فدل ذلك على أن الكبائر تمنع المغفرة.

فالواجب على المؤمن، والمؤمنة الحذر من جميع السيئات، كبيرها وصغيرها؛ لأن فعل الصغائر يجر إلى الكبائر؛ ولأنه قد يعتقد أنها صغيرة، وهي كبيرة؛ لجهله بالكبائر، فالحزم كل الحزم تجنب الصغائر، والكبائر جميعًا، وقد جاء عنه ﷺ أنه قال: إياكم ومحقرات الذنوب؛ فإن لها من الله طالبًا وفي اللفظ الآخر: فإنها تجتمع على العبد حتى تهلكه لكن من تجنب الكبائر؛ غفر الله له الصغائر باجتنابه الكبائر؛ فضلًا منه، وإحسانًا  نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق