ما الفرق بين قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية؟
الغدّة الدرقية، هي غدّة على شكل فراشة تقع في الجزء الأمامي من قاعدة رقبتك، تعمل كمركز التحكم لجسمك، حيث تساعد الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية في الحفاظ على الدماغ، والقلب، والعضلات، والأعضاء الأخرى، وتساعد الجسم على استخدام الطاقة بشكل صحيح.
وعندما يحدث خطأ ما يؤدي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية، أو قصور الغدة الدرقية، فإن عملية التمثيل الغذائي لديك إما ترتفع بشكل كبير جداً، وإما تتباطأ، على التوالي. تؤثر هاتان الحالتان، فرط نشاط الغدة الدرقية وقصور الغدة الدرقية، في الغدة الدرقية بطرق مختلفة، وبالتالي تكون لهما أعراض مميزة.
يقول الأطباء إن الفرق الرئيسي بين قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية، هو إنتاج هرمون الغدة الدرقية.. بعبارات بسيطة، في حالة قصور الغدة الدرقية، لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية لتلبية احتياجات الجسم. أما في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية، فتفرز الغدة الدرقية الكثير من هذا الهرمون.
السبب الأكثر شيوعاً لقصور الغدة الدرقية هو وجود مرض مناعي ذاتي يسمى مرض هاشيموتو، وهو حالة ينتج فيها الجهاز المناعي أجساماً مضادة تدمّر خلايا الغدة الدرقية، وتمنعها من إنتاج هرمون الغدة الدرقية.
بينما الشكل الأكثر شيوعاّ لفرط نشاط الغدة الدرقية هو حالة تسمى مرض جريفز، حيث يعاني بعض الأشخاص المصابين بمرض جريفز من تورم في الجزء الأمامي من الرقبة بسبب تضخم الغدة الدرقية، والذي يسمى تضخم الغدة الدرقية، إضافة إلى عيون تبدو متضخمة بسبب الالتهاب.
أعراض قصور الغدة الدرقية
مع قصور الغدة الدرقية، تتباطأ عملية التمثيل الغذائي لديك بالكامل، ويكون معدل ضربات القلب أبطأ من المعتاد، وتصبح القناة المعوية بطيئة، ويقل إنتاج الحرارة.
ومن أعراض قصور الغدة الدرقية أيضاً:
تعب
نسيان
جلد جاف
شعر جاف
أظافر هشة
إمساك
زيادة الوزن
تشنج العضلات
اكتئاب
انخفاض تدفق الدورة الشهرية
تورم في الجزء الأمامي من الرقبة (تضخم الغدة الدرقية)
ويشير الأطباء إلى أن زيادة الوزن التي تصاحب قصور الغدة الدرقية في كثير من الأحيان، هي أمر بيد المريض نفسه، إلى حد ما. فإذا تمكن الشخص الذي يعاني قصور الغدة الدرقية من إجبار نفسه على الحفاظ على مستوى طبيعي لنشاطه، فقد يكتسب بضعة كيلوجرامات فقط. لكن بعض الأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية يشعرون بالتعب الشديد لدرجة أنهم يتوقفون عن ممارسة الرياضة، وينامون أكثر، ويغيّرون روتينهم اليومي، ما يسبب زيادة في الوزن.
أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية
مع فرط نشاط الغدة الدرقية، تعمل جميع وظائف الجسم بسرعة. فكّر في الأمر كمحرك سيارة سباق، فالأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية سيكون لديهم أعراض التمثيل الغذائي السريع.
ومن أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية أيضاً:
الشعور بالحرارة
التعرق
مشاكل في النوم
الأفكار المتسارعة
صعوبة التركيز على مهمة واحدة
النسيان
تغيّر في عادات الأمعاء، حيث تصبح الأمعاء أكثر مرونة
ارتفاع معدل ضربات القلب والخفقان
القلق، العصبية، أو التهيج
فقدان الوزن
مشاكل الدورة الشهرية
تعب
من المهم ملاحظة أن فقدان الوزن المرتبط بفرط نشاط الغدة الدرقية ليس فقداناً مفرحاً للوزن، لأنه يرتبط بضعف العضلات والتعب المستمر، لذلك فهو ليس شيئاً يريده المريض.
عوامل الإصابة والخطر.. من يتأثر باضطراب الغدة الدرقية؟
يعد قصور الغدة الدرقية أكثر شيوعاً، ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، يتم تشخيص إصابة نحو 1 بين كل 20 شخصاً بالمرض، بعد سن 12 عاماً. بينما يعد تشخيص فرط نشاط الغدة الدرقية أسهل قليلاً، ولكنه أقل شيوعاً، حيث يبلغ معدل الإصابة 1 بين كل 100 شخص.
النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض الغدة الدرقية، ويحدث كلّ من قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية في كثير من الأحيان عند النساء فوق سن 60 عاماً. وتشير التقديرات إلى أن نحو 1 بين كل 8 نساء تعاني من مرض الغدة الدرقية في مرحلة ما خلال حياتها. كما تميل اضطرابات الغدة الدرقية أيضاً إلى الانتشار في العائلات.
من جهة أخرى، يمكن أن تحدث مشاكل الغدة الدرقية نتيجة لعلاجات السرطان. فقد تصاب أيضاً بعقيدات مباشرة على الغدة الدرقية، ولكنها عادة ما تكون غير سرطانية، ولا تسبب، بالضرورة، أي مشاكل في وظيفة الغدة الدرقية. وقد تكون هناك حاجة إلى الموجات فوق الصوتية، وخزعة، لاستبعاد سرطان الغدة الدرقية، على الرغم من أن هذا النوع من المرض نادر.
في بعض الأحيان يمكن أن يتسبب الحمل بتقلب مستويات الغدة الدرقية، وفي هذه الأحوال يكون قصور الغدة الدرقية أكثر شيوعاً. وقد لا تعود مستويات الغدة الدرقية إلى طبيعتها لمدة عام تقريباً، بعد الولادة. كما يعد قصور الغدة الدرقية أيضاً أحد عوامل الخطر بالنسبة إلى النساء بعد انقطاع الطمث.
تشخيص قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية
الخطوة الأولى في تشخيص قصور الغدة الدرقية، أو فرط نشاطها، هي اختبار دم بسيط. من المرجح أن يطلب منك طبيبك الصيام لإجراء الاختبار للحصول على النتيجة الأكثر دقة. هذا يعني أنه لا يمكنك تناول أي طعام بعد منتصف الليل.
سيقيس اختبار الدم ثلاثة أنواع من الهرمونات:
الأول يسمى الهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH)، والذي تفرزه الغدة النخامية في الدماغ. وتعني نتيجة TSH المرتفعة أن الغدة النخامية لديك تعمل بشكل مفرط، ومن المحتمل أنها تحاول التعويض عن الغدة الدرقية غير النشطة. ولكن يمكن للغدة النخامية أن تنشط بشكل مفرط بسبب عوامل أخرى، بغض النظر عن الغدة الدرقية. النتيجة المنخفضة تعني أنك تحصل على كمية عالية بشكل غير طبيعي من هرمونات الغدة الدرقية في الدم، وقد تشير إلى فرط نشاط الغدة الدرقية.
الهرمونان الآخران اللذان قد يفحصهما طبيبك يشملان هرمون الغدة الدرقية الحر (T4)، وثلاثي يودوثيرونين (T3) الكلي.
قد يقوم طبيبك أيضاً بفحص مستويات Free-T4، وهو قياس T4 قبل تخزينه في الأنسجة المختلفة في جميع أنحاء الجسم. وتشير المستويات المنخفضة لأي من هذه الهرمونات إلى قصور الغدة الدرقية، بينما تشير المستويات المرتفعة إلى فرط نشاط الغدة الدرقية.
تعتمد الاختبارات التشخيصية اللاحقة على ما يجده طبيبك في تحاليل الدم الأولية، وكذلك خلال الفحص البدني للغدة الدرقية. وقد تتطلب الغدة الدرقية المتضخمة إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية لتشخيص احتمال وجود عقيدات الغدة الدرقية. وتُستخدم أحياناً الخزعة بالإبرة الدقيقة جنباً إلى جنب مع الموجات فوق الصوتية، ويتضمن ذلك أخذ عيّنة صغيرة من العقيدة لفحصها بحثاً عن السرطان.
وتستخدم طريقة أخرى لتشخيص فرط نشاط الغدة الدرقية، تسمى اختبار امتصاص اليود المشع، حيث يتم استخدامه بالتزامن مع الموجات فوق الصوتية. أولاً، سيطلب منك الفني تناول كبسولة تحتوي على اليود المشع. تستهلك الغدة الدرقية السليمة كمية اليود التي تحتاجها فقط. وإذا أظهرت الصور أن الغدة الدرقية تستهلك الكثير من اليود، فقد تكون مصابا بفرط نشاط الغدة الدرقية. والعكس هو الصحيح بالنسبة إلى قصور الغدة الدرقية.
اختلاف العلاج بين قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية
يختلف علاج قصور الغدة الدرقية عن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية. في حين أن مفتاح علاج قصور الغدة الدرقية هو رفع مستويات الغدة الدرقية، فإن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية يركز على خفض مستويات الهرمون. ويمكن أن تكون هذه عملية ناجحة في البداية حتى يحدد طبيبك الكمية المناسبة من الدواء التي تحتاجها لتحقيق استقرار الغدة الدرقية.
وفي حالة قصور الغدة الدرقية، غالباً ما ينبغي استخدام الدواء مدى الحياة. ليفوثيروكسين (سينثرويد) هو المعيار في علاج قصور الغدة الدرقية، إذ يساعد على تعويض هرمونات الثيروكسين (T4) المفقودة في الجسم.
من ناحية أخرى، يختلف علاج فرط نشاط الغدة الدرقية اعتماداً على عوامل عدة، بما في ذلك شدته، وعمرك وصحتك البدنية. وتعمل الأدوية المضادة للغدة الدرقية عن طريق منع الغدة الدرقية من إنتاج الكثير من الهرمونات، وهذه لا تضر الغدة الدرقية على الإطلاق. في بعض الأحيان يتم استخدام حاصرات بيتا أيضاً لتقليل تأثيرات إنتاج الكثير من هرمون الغدة الدرقية في الجسم، مثل خفقان القلب.
قد تتطلب الحالات الأكثر شدة من فرط نشاط الغدة الدرقية علاجات باليود المشع. يدمر اليود المشع خلايا الغدة الدرقية لتقليل إفراز الهرمونات في الجسم. ويُستخدم هذا النهج عندما تفشل الأدوية. وغالباً ما يؤدي ذلك إلى قصور الغدة الدرقية، حيث ستحتاج بعد ذلك إلى تناول أدوية هرمون الغدة الدرقية.
وبالنسبة للأشخاص الذين يريدون بديلاً للعلاج باليود المشع، أو أدوية مضادة للغدة الدرقية، فإن الجراحة هي خيار لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية. تقوم الجراحة بإزالة جزء الغدة الدرقية الذي يسبب المشاكل الأساسية. وتسمى الإزالة الجراحية الكاملة «استئصال الغدة الدرقية». واستئصال الغدة الدرقية الجزئي، أو استئصال نصف الغدة الدرقية، يعني إزالة جانب واحد فقط، من الغدة الدرقية، وإذا تمت إزالة الغدة الدرقية بالكامل، فلن يعود جسمك ينتج أي هرمون الغدة الدرقية، وستحتاج إلى تناول الليفوثيروكسين.
المضاعفات والتشخيص والتوقعات لحالات الغدة الدرقية
تختلف التوقعات العامة والتشخيص بين قصور الغدة الدرقية، وفرط نشاط الغدة الدرقية. مع قصور الغدة الدرقية، قد تتحسن مستوياتك والأعراض العامة باستخدام الدواء، ولكن من المحتمل أن تظل تتناول علاج لهذه الحالة طوال حياتك.
هذا ليس بالضرورة هو الحال مع فرط نشاط الغدة الدرقية. إذا نجحت الأدوية المضادة للغدة الدرقية، فسوف تعود مستويات هرمون الغدة الدرقية لديك إلى طبيعتها من دون أي مشاكل أخرى.
بمجرد إصابتك بأي شكل من أشكال مرض الغدة الدرقية، سيقوم طبيبك بمراقبة حالتك من حين لآخر من خلال اختبارات الدم للتأكد من أن هرمونات الغدة الدرقية لديك في المستويات المثلى.
قد تشمل مضاعفات مرض الغدة الدرقية ما يلي:
القلق (يظهر أكثر في فرط نشاط الغدة الدرقية)
الاكتئاب (يظهر أكثر في قصور الغدة الدرقية)
تقلبات الوزن
مشاكل الخصوبة
عيوباً خلقية
مشاكل قلبية
ارتفاع ضغط الدم (يظهر في فرط نشاط الغدة الدرقية)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق