إن مقدمي الرعاية للأطفال الأصغر سنًا هم قدوتهم الأولى، فالأطفال لايقلدون آباءهم أو يرددون كلمات وسلوك معلميهم فقط، بل يصدقون ما يقولونه عنهم.
فحين يهينهم الآباء أو يعاملونهم معاملة سيئة، سيصدق الأطفال أنهم يستحقون تلك الإهانات، بل سيتوقعونها، وفي آخر المطاف سيتقبلونها. ولكن إذا تعاملوا معهم بحنان ولطف، واحترموا خياراتهم، وعملوا على تمكينهم كي يتحملوا المسؤولية، ستنمو شخصياتهم بشكل متوازن ويتكوّن لديهم مستوى صحي من احترام وتقدير الذات.
إعادة النظر في أساليب التربية التي نتبعها
إن عدم الطاعة أو سوء السلوك ليست الأشياء الوحيدة التي تنذر بالخطر أو ينبغي أن تجعل مقدمي الرعاية يعيدون النظر في أساليبهم التربوية. يجب عليك الانتباه والشعور بالقلق إذا رأيت لدى أطفالك يميلون بشكل متزايد نحو:
الانسحاب: البقاء وحيدًا، الهدوء الزائد غير المعتاد، مشاركة أقل لأحداث اليوم أو المشاعر.
العنف: التنمر أو التعامل مع الآخرين بالعنف الجسدي واللفظي، والمبالغة في رد الفعل تجاه المواقف المعتادة.
الخوف: الشعور بالخوف من أشخاص أو مواقف/أماكن معينة والكذب لإخفاء شيء ما أو تجنب العقاب.
فكّر في الأشياء التي يمكن أن تؤثر على أطفالك وتجعلهم يتصرفون بهذه الطريقة:
- أشياء تحدث بالمنزل: الغيرة الأخوية، النوزاعات الأسرية، مواجهة الصعوبات المالية التي يعرف عنها الطفل، وغير ذلك.
- أشياء تحدث في المدرسة: الأعباء الدراسية، التنمر، الرفض أو الإقصاء من قبل الأصدقاء أو زملاء الفصل، وما إلى ذلك.
- عدم القدرة على التعبير عن مخاوفهم وقلقهم خوفًا من أن يتم الحكم عليهم أو انتقادهم أو معاقبتهم.
- عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو التغذية الصحية
الاستماع إلى أطفالك مهارة
لكي تفهم ما يمر به أطفالك، عليك بالاستماع إليهم:
- اختر لحظة يكون فيها أطفالك في حالة مزاجية جيدة، واطلب منهم أن يخبروك عن شيء حدث خلال يومهم:
- استمع جيدًا وتأكد من إظهار إشارات تدل على أنك مستمع جيد، مثل إظهار الود والاهتمام بالحديث، والإيماء بالرأس، والجلوس في نفس مستوى الطفل، والنظر لأعينهم مباشرة.
- تجنب مقاطعتهم وانتظر حتى ينتهوا من الحديث.
- اطرح عليهم أسئلة لإظهار أنك مهتم بالفعل (مثل “ثم ماذا حدث؟””و “ماذا فعلت؟”).
- تجنب إصدار الأحكام وإلقاء المحاضرات عليهم إذا قالوا أنهم ارتكبوا خطًا ما، فقد يمنعهم ذلك من إخبارك لاحقًا. انتظر حتى ينتهوا وفكر في أساليب ممكنة لمعالجة هذا السلوك السلبي في وقت لاحق.
- والآن، قم بتبادل الأدوار واطلب منهم الاستماع إليك بينما تخبرهم عما حدث لك.
- تحدث مع أطفالك عن شعورهم بأنه يتم الاستماع إليهم، وهل – بهذه الطريقة – يشعرون أنك تفهمهم على نحو أفضل؟
لكي تجعلهم يستمعون إليك، جرّب “الطلب الإيجابي” بدلًا من “الأمر”
الطلب الإيجابي هو أن يُطلب من شخص فعل شيء ، وليس التوقف عن فعل الشيء.
“عد مبكرًا” ، بدلًا من “لا تتأخر كما تفعل دائمًا”
كيف تقوم بطلب إيجابي؟
- قم بالتواصل من خلال النظر في العين.
- حدّد بالضبط ما الذي تريد من الطفل أن يقوم به (مثال: من فضلك نظّف غرفتك).
- أخبره كيف سيجعلك هذا الأمر تشعر (مثال: ستساعدني بشكل كبير عندما تنظف غرفتك).
- استخدم عبارات تعبر عن الاحترام والتقدير مثل: “أود منك أن تفعل …”، “سأكون ممتنًا لك إذا قمت بـ…” ، ” من المهم جدًا بالنسبة لي أن تساعدني في ….”
- امدح الطفل حين يقوم بتنفيذ الطلب.
كيف نتعامل مع السلوك السيء؟
حين يتجاهل أطفالك ما تطلبه منهم، أو يخالفون قاعدة اتفقتم عليها معًا، كيف تخبرهم – بطريقة إيجابية – أنهم يتصرفون بطريقة غير مقبولة أو سيئة؟
عبّر لهم عن مشاعرك السلبية تجاه هذا السلوك
- انظر إليهم وتحدث بحزم.
- قل لهم بالضبط ما فعلوه وأغضبك (أشعر بالضيق عندما تقوم بـ….).
- أخبرهم بما يمكن عمله لتدارك الموقف أو إصلاح الخطأ (سأكون ممتناً لو قمت بـ….).
- اقترح عليهم كيف يمكنهم التصرف لتجنب حدوث ذلك في المستقبل ( في المستقبل، أقترح أن ….).
استخدم العواقب بدلًا من العقاب
تختلف العواقب عن العقوبات، فالعواقب هي فرص أمام أطفالك لتعلم أن تصرفاتهم وأفعالهم سيكون لها تأثير عليهم وعلى الآخرين. كما أن العواقب تساعد الأطفال على تعلم الاستقلالية، واتخاذ القرارات، وتحمل المسؤولية.
أنواع العواقب:
- عواقب طبيعية: العواقب التي لا تتطلب تدخلًا من الآباء، وهي نتيجة طبيعية لسلوك الطفل.
- مثال: “إن لم تضع ملابسك في سلة الغسيل، لن يكون لديك أي ملابس نظيفة لترتديها”
- عواقب منطقية: هي العواقب التي تنتج عن سلوك بعينه، مثل عدم الامتثال للقواعد
- مثال: “إذا عدت للمنزل متأخرًا، لن تحصل على وقت للراحة غدًا”
كيفية شرح العواقب المترتبة على عدم اتباع القواعد
- حدد المقصود بسوء السلوك: ما تريد أن يفعله أطفالك، وما لا تريد منهم أن يفعلوه.
- حدد عاقبة واضحة ستحدث في حالة قيامهم بالسلوك السيء (إذا حدث ….، ستكون نتيجته…..).
- عند حدوث ما سبق رغم تحذيرك، قم بتطبيق العواقب على الفور، وذلك بعد لفت نظر الأطفال إلى العلاقة بينهما.
- امتدحهم إذا اتبعوا القواعد.
ساعدهم في حل مشاكلهم
أحياناً يتصرف أطفالك بطريقة سلبية، لأنهم يشعرون بالقلق والتوتر بشأن مشكلة أخرى. وعلى الرغم من أهمية أن تجعل أطفالك مستقلين ويحاولون اكتشاف الأشياء بأنفسهم، إلا أنه عليك أن تجعلهم يعرفون أن بإمكانهم دائمًا اللجوء إليك للحصول على المساعدة.
خطوات حل المشكلات:
- حدد المشكلة بوضوح.
- فكروا سويًا في الحلول الممكنة، وشجعهم على التوصل إلى حلين أو أكثر.
- تحدث معهم عن كل حل من هذه الحلول، وما شعورهم تجاهه، ثم عبر عن شعورك أنت تجاه كل حل بأن تقول مثلًا “لن أكون مرتاحًا لهذا الحل بسبب…….”، أو “أرى هذا الحل ممكنًا بسبب …..”.
- اختر الحل الذي يبدو الأفضل، وقم بتجربته.
- تحدث مع طفلك وتابع الأمر معه: هل نجح الحل؟
العواقب يجب أن تكون:
مختلفة عما يستخدمه الآباء للمكافأة.
مثال: إذا كانت المكافأة هي قضاء بعض الوقت مع أصدقائهم، فلن تكون العاقبة هي إلغاء هذا الوقت.
متضمنة اعتذارًا إذا كان السلوك السلبي يؤثر على شخص آخر
مثال: “إذا كسرت أشياء تخص شخصًا آخر، عليك الاعتذار ومساعدته على إصلاحها”
العواقب لا يجب أن تكون:
متضمنة لأي عقاب بدني.
تحرم المراهقين من حق لهم كالطعام أو الذهاب للمدرسة. ولكن بدلاً من ذلك، يمكنها أن تكون مقيدة لأحد الامتيازات مثل تقليل وقت الراحة مع الأصدقاء، أو إضافة مسؤوليات كالقيام بالمزيد من المهام والأعمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق