مدينة لاهاي في هولندا

مدينة لاهاي

مدينة لاهاي هي مدينة هولندية ساحلية تقع في جنوب غرب الساحل الهولندي، وتبعد عن بحر الشمال مسافة 6كم، وتقع مرتفعة عن سطح البحر بخلاف الكثير من المدن الهولندية، وهي جزء من منطقة راند ستاد الحضرية.

مساحة وسكان لاهاي

تتكون مدينة لاهاي من ثماني مقاطعات مقسمة إلى أحياء رسمية، وتسع ضواحٍ، ويتوزع السكان البالغ عددهم ما يزيد عن 500 ألف نسمة في المدينة لكن عند إضافة عدد سكان الضواحي الشمالية والجنوبية وهي ما تشكل مجتمعة لاهاي الكبرى، وتبلغ مساحتها 100كم²، وتزيد الكثافة إلى أكثر من مليون نسمة.

أهمية مدينة لاهاي

تؤدي لاهاي جزء كبير من الدور المفترض أن تقوم به العاصمة أمستردام حيث تضمّ لاهاي قصر الملك كما تضم مقارّ رئاسة الحكومة، والبرلمان، والوزارات، والمحكمة العليا، وعلى الصعيد الإنساني اكتسبت أيضاً لاهاي أهمية كبيرة لوقوع مؤسسات صنع سياسة السلام، والعدل الدولية بها، كما تضم أيضاً الكثير من مقار المنظمات  المعنية بالشؤون الحقوقية، والعدل، والسلام في العالم مثل مدن أخرى كجينيف، ونيويورك، وفيينا.

تاريخ مدينة لاهاي 

أمر الكونت فلوريس الرابع حاكم مقاطعة هولندا عام 1230م ببناء قلعة متواضعة تطل على المستنقع المعروف الآن باسم هوف فايفو لتكون مقراً لرحلات الصيد البري التي يقوم بها، ثمّ قرر الكونت وليام الثاني توسيع القلعة عام ١٢٤٨م ولكنه توفي قبل إكمال أعمال التوسعة، ثم خلفه ابنه فلورانس الخامس وعمل على إتمام ما بدأه والده، وشملت الأعمال ترميم قاعة الفرسان التي تكتسب أهمية بالغة ليس لأنها تحتوى على عرش الملك وحسب، ولكنها تقام فيها المناسبات الرسمية للدولة، وتلقي فيها الملكة خطاب العرش كل سنة، وقد اتخذ نبلاء هولندا وحكامها لاهاي منذ القرن الثالث عشر مقراً لإقامة وإدارة الحكم.

لاهاي ومؤتمر السلام

اكتسبت لاهاي قيمة عالمية، ومكانة سياسية ثقيلة عام 1899م عندما دخلت عالم السياسة، وأصبحت مركزاً دولياً بعدما انعقد فيها مؤتمر لاهاي الأول للسلام، وما تبعه من إنشاء محكمة التحكيم الدائمة فيها، ثم في الفترة من عام 1907- 1913م تم بناء قصر السلام الذي استضاف المحكمة الدولية، ثم أصبح مقراً لمحكمة العدل الدولية والتي هي عبارة عن الجهاز القضائي لهيئة الأمم المتحدة.

اقتصاد مدينة لاهاي

 لا تتوقف أهمية مدينة لاهاي على الجانب السياسي، والإداري للملكة هولندا، فهي أيضاً مدينة اقتصادية، وتجارية من طراز رفيع، وتحتوي على العديد من المؤسّسات، والشركات العابرة للقارات، والشركات من جنسيات متعددة، وتقام فيها الكثير من المؤتمرات، والمعارض الدولية، والتي تنعكس إيجابا ًعلى نواحي اقتصادية عديدة مثل قطاع البنوك، وقطاع التأمين، والقطاع الزراعي، والصناعي، ومن أهم الشركات الموجودة فيها: شركة ايه بي إن المسؤولة عن تشغيل الحاويات في مختلف أنحاء العالم، ومؤسسة بوست للتجارة الإلكترونية، وشركة شل عملاقة الطاقة العالمية، وشركة إيجو للتأمين.

معالم مدينة لاهاي

أثرى التاريخ مدينة لاهاي بمعالم كثيرة ميّزتها، وأضافت لها قيمة جمالية بالغة، حيث توجد فيها معالم ذات أهمية من بينها مبنى البلدية الجديد، وهو طراز معماري أنيق، ويسمّى بقصر الثلج؛ بسبب لون جدرانه الأبيض، والمدينة القديمة وتتميز تلك المدينة بمعالمها التي تدلّ على نشوء طبقة البرجوازية، وتتسم المدينة بشوارعها الطويلة، والواسعة، والمنزل المنخفضة. كما يعد منتزه مادورودام منطقة جذب سياحي تستقطب الكثير من الزوار، ويضمّ المنتزة العديد من المعالم المعمارية الجميلة إضافة إلى القصور، والمطارات، والحدائق، وقنوات السدود.