يا هيئة الطبخ بقلم شاعر الحياه/ سعيد حسين القاضى
من ذكريات بيشة – 2-
عفوا.. قليل من المرح..إن سمحتم
من زمان ..في ساالف العصر والأوان دعانا صلاح االدين عبد العزيز أل الشيخ
لرحلة في البر على نفقته..ضمت مجموعة من المدرسين والطلاب..وأشرف
صلاح على إعداد الطبخ وتتجهيز الوليمة..وفي نهاية الرحلة أقيم حفـل سمر
..ألقيتُ به تلك القصيدة أطمع أن يتجاوز القارئ عما قد يكون بها من هنات
فهي في النهاية فكاهية ليس إلا
يا هيئة الطبخ
طربت والجوع يغري المرء أحيانا *** فقمتُ أعزف فوق الصحن ألحانا
وأنــظم القـول والأنــغام مـتخــذاً *** ضرب المـلاعـق في الأطباق أوزانـا
ويــرسل الـقـلبُ آهــاتٍ مـنغَّــمــةً *** وتشتكى البطـن جـوعاً بل وحرمانا
هـلاَّ طـبـخــتم لنا شيـئـاً نــفــضّـلـهُ *** يا هيئة الطبخ منكم صرتُ قرفانا
___________________
لما رأيت صلاح الـدين مـنهمكاً ** * مَـنّـّيـتُ نفـسي بأن الأكلَ قد حانا
مــنَّيــْتـُها بـطــعــامٍ جـيِّـدٍ دسـسمٍ *** حـتى وجـدتُ لـعابي سال طوفانـا
لكننى لم أجدْ في الصَّحن وا أسفي *** لحماً وأرزاً كما قد كنت عشمانا
وجدتُ عـظماً وأرزاً يابساً حجراً *** فرحتُ أسأل عن بلوايَ “سعـدانا”
فــقـال لي ودمـو ع العين جارية *** دعنى لحزنى فقد أصبحت حيرانا
الرزّ في الصحن يا أخوان أحسبه *** لمـا مــددتُ يمــيني فيـه صفوانـا
هاتوا الفؤوسَ و هاتوا الناسَ واحتشدوا *** وقـَلـْقِلـُوهُ من الأطباق( وَيـَّانا)
قدْ كلَّ زندي لعمري الآن من تعبٍ *** لم يُبْقِ لي أكلُ هذا الرزَّ أسنانا
ياليت أرزك يابن الشيخ مقتصرٌ *** علي الرمال.. إذن فالبؤس قد هانا
لــكـنّ أرزك حــرَّاقٌ وشــطَّــتــهُ *** تــُجنْـدل الــمرءَ مـحمـوماً وعَــيَّـا نـا
لو ذاق أرزك جــوعــانٌ لــبــعـثرَه ُ*** وفضّلَ المُكث طول العمر جوعانا
يا كم تسللتُ من جوعي لمطبخه *** وابــتغى مـنه قبـل الأكل إحسانا
فكــاد يــهوــى علي رأس بمـغرفـةٍ *** فــقمت أجري بعيداً عنه طفشانا
أصيح من فرط غُــلْبي كل آ ونــةٍ *** من أعمق القلب عند الأكل “آه ْيـَانا”
————————
و “ابن المعيض” بعيداً رحت أسأله *** فــقال دعنى فـقد أمسيتُ زهقانا
صَهْ يا “سعيدُ ” فجَـرْيُ الصبح أرهقنى *** من فرط “تُخْنى” لقد أمسيتُ تعبانا
فــقـلتُ لـو كـنت مثـلي في نـحافـتــِـه ِ*** لاسطعتَ تجري وما قد صرت غلبانا
رأيتك اليوم عند الجـري مرتبكاً *** تـجـر ُّ رجـلك مـَلْخـُومــا ًوحيـرانـــا
وكنت أحسد أهل “التُّخْن” قبلكمُ *** وكـنتُ مـنكم قُبَيل اليوم غيرانـا
فـقلتُ للـنفس “بُـصِّـي” إنــه تَِـــعِـبٌٌ *** إمــا النحافة.. أو عانيتِ ما عانى
قد جائنى اليوم وفدٌ من( تَخَايِنهم) *** وقال لي أطلب من الأستاذ يرعانا
لا يكثر الجري.. إن الجري يتعبنا *** وأرجوهُ يصرفْ لنا شــاياً ودخّانا
يا أيها الشيخُ .. إن الجري يتــعبهم *** رفْـقــا ًبــِبَرْميل لا يَــنـفكُّ مَــلْـآ نــا
لا تــحسب الكـلَّ مـثـلي إنـني ولـَدٌ *** في الجري إكْسٌ وكم سابقتُ غزلانا
هــذى لــعـمرك أنــَّات أرددهــا *** وأســأل اللـــه َمــمـا قـلتُ غـفـرانـا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق