خمسة استخدامات للسيقان الخشبية ستثير دهشتك
يعتقد معظم الناس أن السيقان الخشبية (عكازات البهلوان أو المطوالات كما تعرف كذلك) هي أدوات خاصة بفعاليات السيرك وحفلات الأطفال، لكن هذا الاعتقاد يشوبه الكثير من الخطأ، فقد تم استخدام السيقان الخشبية منذ العصور القديمة بطرق مختلفة للعديد من الأغراض الغريبة، حتى باتت تتمتع بإرث يبعث على الفخر، وتاريخ طويل من الغرابة المستمرة حتى يومنا هذا.
تابع معنا قراءة مقالنا هذا على موقعنا ، الذي جمعنا لك فيه 5 استخدامات للمطوالات ستثير دهشتك
1. بلدة المشاة بالسيقان الخشبية
في القرن التاسع عشر، كانت (لاندز) البلدة الفرنسية عبارة عن أرض قاحلة تحولت إلى مستنقعات كلما هطل المطر ما أدى بالسكان المحليين إلى استعمال السيقان الخشبية بغرض التكيف والتعامل مع تلك البيئة القاسية، وكان كل شخص من أهالي البلدة من ربات البيوت وحتى ساعي البريد يمتلك زوجاً من تلك السيقان.
استخدمها كذلك الرعاة لسوق قطعانهم وأُطلِق عليها اسم Tchangues أو ”السيقان الكبيرة“، وكان هؤلاء الرعاة يرتدون قبعات وسترات بلا أكمام مصنوعة من الفرو، وقاموا بالمناورة والتنقل بسهولة عبر التضاريس الطبيعية مستخدمين عكازات المشي لتوجيه القطيع. وفي استراحاتهم، كانوا يجلسون على حامل ثلاثي القوائم مؤلف من العكاز والساقين الخشبيين، ما مكنهم من مشاهدة أغنامهم من الأعلى، ومارسوا الحياكة لتمضية الوقت.
وبالتالي ليس مستغرباً أن سكان البلدة كانوا بارعين في المشي بتلك السيقان الخشبية، وبالإضافة إلى ذلك كانوا قادرين على التقاط الحصى من الأرض والركض بسرعات عالية. فيروى أنه عند مرور الإمبراطورة (جوزفين) عبر (لاندز) في عام 1808، تمكن المشاة على السيقان من مواكبة عربتها على الرغم من أن الخيول كانت تهرول.
في القرن العشرين، تحسنت أوضاع هذه المنطقة بسبب حملات التشجير وإنشاء بُنى تحتية حديثة فتلاشت الحاجة إلى السيقان الخشبية، لكن تقليد الرقص باستخدام السيقان مازال يمارس في البلدة حتى الآن.
رحلات ماراثونية على السيقان الخشبية
ماراثون المطوالات.
في عام 1891، سار أحد رعاة بلدة (لاندز) يُدعى (سيلفان دورنون) قاطعاً المسافة من باريس إلى موسكو في 58 يومًا. كانت تلك الرحلة الماراثونية الأولى وفاتحة للعديد من الرحلات المشابهة اللاحقة، كرحلة عام 1977 التي قامت بها (إيما ديسلي) الفتاة البالغة من العمر 12 عامًا، حين تسلقت أعلى جبل في ويلز مستخدمة السيقان الخشبية، ورحلة (سايمايتي ييمينغ) في الصين عام 2003 حين قطع مسافة 78 كيلومتر في يوم واحد فقط، بالإضافة إلى رحلة (نيل سوتر) عبر ولاية ميشيغان الأمريكية، لجمع الأموال من أجل مرضى الشلل الدماغي في عام 2013.
فيما يذهب الرقم القياسي لأطول مسافة مقطوعة على سيقان خشبية إلى (جوي بوين) الذي سار في عام 1980 لمسافة 4840 كيلومتر من مدينة لوس أنجلوس إلى كنتاكي. لكن هذا الحدث لم يكن الأول من نوعه في البلاد، ففي عام 1914، أرسلت صحيفة (هاريسبورغ تيليغراف) المدعو (إف إي ويلفيرت) في رحلة من بنسلفانيا إلى سان فرانسيسكو على سيقان خشبية.
وارتدى (ويلفيرت) حينذاك بنطالًا مقاومًا للماء وقبعة بالإضافة لحمله لافتة وقد أرسل العديد من الرسائل من المدن التي مر بها في طريقه بغرض نشرها في الصحيفة. قال لصحيفة التلغراف: ”كونوا على ثقة بأنني سأفعلها“، وقد فعلها حقاً.
3. المبارزة على السيقان الخشبية
طوال 600 عام، احتضنت مدينة (نامور) البلجيكية بطولة المبارزة على السيقان الخشبية المسماة Golden Stilt. خلال المنافسات تحاول فرق المتسابقين الذين يرتدون عادةً أزياء حمراء وبيضاء إنزال منافسيهم من فوق السيقان الخشبية من خلال التدافع، والتصادم بالكتف، والضغط، والركل، وضرب سيقان الخصم. حيث تنتهي المنافسة بفوز الشخص الأخير الذي يبقى واقفا.
تبدو تلك المنافسات ممتعة، غير أنه ثمة العديد من الأدلة التي تشير إلى عنف هذه المبارزات في بداياتها. في العصور الوسطى، اعتاد السكان المحليون استخدام تلك السيقان عند فيضان الأنهار، وفي مرحلة ما أصبحت المبارزة باستخدام السيقان الخشبية أمراً شائعًاً لدرجة أن المدينة حظرت ممارستها في عام 1411.
وعلى ما يبدو، لم يستمر الحظر طويلاً لتعود مجدداً وتصبح حدثاً مهماً في المدينة، حيث تنافس آلاف الأشخاص في ساحة (نامور)، لتتحول هذه المبارزات إلى تقليد مستمر حتى يومنا هذا.
4. العمل باستخدام سيقان خشبية
يستخدم كل من جامعي نبات الجنجل وجامعي الفاكهة وغسالي النوافذ والجدران تلك السيقان الخشبية عوضاً عن السلالم، كما يستخدمها صيادو الأسماك في سيريلانكا.
على مدى عقود، صعد هؤلاء الصيادون على السيقان الخشبية في وسط المحيط الهندي معلقين فوق الشعاب المرجانية فيما يجلسون على نتوء خشبي صغير متصل بالركيزة الخشبية، ويستخدمون القضبان لصيد سمك الرنجة والماكريل.
بدأت هذه الممارسة بعد الحرب العالمية الثانية، عندما بدأ الصيادون باصطياد الأسماك في البحر مستخدمين أنابيباً حديدية مهملة من بقايا الحرب، لتجنب إخافة الأسماك.
وعلى الرغم من أن صيد الأسماك على تلك الركائز يجذب السياح إلى المنطقة، إلا أن هؤلاء الصيادين يجنون بنسات قليلة ثمناً لسمكهم. ما يعد أجراً منخفضاً بكل المعايير. ونتيجة لذلك تضاءلت هذه الظاهرة نظراً لتوجه الصيادين إلى أعمال أخرى أكثر ربحاً، مثل السياحة.
5. رياضة جامحة
رياضة سيقان القفز.
الـ(بَاوربوكينغ) –سيقان القفز– هي رياضة ابتكرها المهندس الألماني (ألكسندر بوك) في التسعينيات، تنطوي على استعمال سيقان خشبية محملة بنابض، إذ تحتوي ركائز القفز نوابضاً مصنوعة من الألياف الزجاجية موصولة بإطار منحنٍ من الألومنيوم ينتهي بصفيحة مخصصة للقدم، يسمح لك بالتنقل عبر قفزات شبيهة بقفزات الكنغر قد تصل لمسافة مترين ونصف، والجري بسرعة 32 كيلومتر في الساعة، ليبدو الأمر شبيها بترامبولين مثبت بقدميك.
تم استخدام سيقان القفز هذه في أولمبياد بكين 2008، ويشاع أن القوات الجوية الأمريكية اختبرتها لأغراض عسكرية.
من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت رياضة Powerbocking ستستمر، ولكن إذا ما حصل هذا، فنحن بانتظار نهضة للسيقان الخشبية في المستقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق