بين ربيع العمر وخريفه
سعيد حسين القاضى نشر في اليوم السابع يوم 29 – 03 – 2014
ويسألنى الربيعُ وقدْ تولَّى أتسعدُ فى خريفكَ حينَ حَلاّ ؟؟
وقلبكَ..هلْ سيخفقُ حينَ يَلقى جمالا ً فى براءتِهِ تجَلَّى ؟؟
وإنْ يوماً رأيتَ الغصنَ يهدى إلى صحرائِكَ الجرْداء ظِلّا
ستفرحُ؟ أمْ ستبكى أمنياتٍ ؟ خريفُكَ عن مَطامِعِها تخَلَّى
———–
فقلتُ لهُ تمهّلْ واستمعْ لى فإنكَ كنتَ لى مِنْ قبلُ خِلّا
فإنْ خاصمْتَنى وسئمْتَ دارى فمِنْ جسدى تُغادِرُ .. ليس إلّا
سيمنحنى ربيعُ القلبِ قصرًا وبستانا ً نضيرا.. مستقلّا
وإن أهديتَ لى يوماً وروداً وريحاناً.. وأزهاراً.. وفُلّا
فقد نضجتْ على أغصان عمرى ثمارى فى الخريف إذا أهَلّا
سأرشفُ مِنْ حلاوتِها كؤوساً وأقطفُ ما عَلا .. أوْ ما تَدَلَّى
خريفى جاءنى بحصادِ زرْعى بأبنائى .. وأحفادى .. تَحَلَّى
————
وإنْ وصفوكَ أنَّكَ ذو جمال ٍ فليس جمالُهُ عندى أقلّا
فإنى فى الخريفِ كسرْتُ قيدى وفكرى قدْ تحرَّرَ واستقلّا
وقلبى فى المحبةِ صارَ أنْقى وإنْ يوما ً أحَبَّ فلنْ يَزِلّا
يهيمُ معَ الجمالِ ويشتهيه ِ ولكنْ .. ما بعفّتِهِ أَخَلّا
يُقيِّدهُ الهوى قيْداً شهيَّا وليس يرى بقيدِ الحبِّ ذلّا
وإنْ حلَّ التبرّجُ فى ربيعى خريفى للتّبَرِّج ما اسْتَحَلَّ
سيخلعُ عنهُ ثوباً مُستعارًا ويأنفُ أنْ يَضِلّ .. وأن يُضَلا
فكمْ خدعتْ أمانِى الليالى وعقلى من صنوفِ الزيفِ مَلّا
وكمْ قالوا لنا بالكأس شهدٌ ولكنِّى وجدتُ الشَّهْدَ خَلّا
ومهما أطعموا الأشواكَ عطرًا فإنى لَنْ أرى فى الشوكِ فُلّا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق