القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 448 سورة الصافات

 

 

الوقفات التدبرية

١

{ فَٱطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِى سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ ﴿٥٥﴾ قَالَ تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ ﴿٥٦﴾

وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّى لَكُنتُ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ }

وفي هذه الآية عبرة من الحذر من قرناء السوء، ووجوب الاحتراس

مما يدعون إليه، ويزيّنونه من المهالك.

ابن عاشور:23/119.

السؤال:

بين خطورة الجليس السيِّء من الآية الكريمة.

٢

{ فَٱطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِى سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ }

قال بعض العلماء: لولا أن الله- جل وعز- عرفه إياه لما عرفه،

لقد تغير حِبره وسِبره. يعني: لونه وهيئته.

القرطبي:18/39.

السؤال:

كيف يعرف القرين قرينه وهو في النار؛ وقد تغير لونه وهيئته؟

٣

{ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّى لَكُنتُ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ }

(وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّى ): رحمته وإنعامه علي بالإسلام،

(لَكُنتُ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ ) معك في النار.

البغوي:3/661.

السؤال:

هل نجاة المؤمن من النار وجحيمها بعمله وطاعته فقط؟

٤

{ فَٱطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِى سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ }

فهذا مخرجها، ومعدنها أشر المعادن وأسوأها، وشر المغرس يدل على

شر الغِرَاس وخِسَّتِه، ولهذا نبهنا الله على شرها بما ذكر أين تنبت به،

وبما ذكر من صفة ثمرتها.

السعدي:704.

السؤال:

ما المستفاد من وصف الشجرة بأنها تخرج في أصل الجحيم؟

٥

{ طَلْعُهَا كَأَنَّهُۥ رُءُوسُ ٱلشَّيَٰطِينِ }

تبشيع لها، وتكريه لذكرها... وإنما شبهها برؤوس الشياطين وإن

لم تكن معروفة عند المخاطبين؛ لأنه قد استقر في النفوس أن

الشياطين قبيحة المنظر.

ابن كثير:4/12.

السؤال:

كيف شُبِّه طلع شجرة الزقوم بشيء غير معروف وهو رءوس الشياطين؟

٦

{ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى ٱلْجَحِيمِ ﴿٦٨﴾ إِنَّهُمْ أَلْفَوْا۟ ءَابَآءَهُمْ ضَآلِّينَ }

وكأنه قيل: ما الذي أوصلهم إلى هذه الدار؟

فقال: (إِنَّهُمْ أَلْفَوْا۟ ءَابَآءَهُمْ ضَآلِّينَ ).

السعدي:704.

السؤال:

ما العلاقة بين هاتين الآيتين المتتاليتين؟

٧

{ وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ ٱلْأَوَّلِينَ }

ووصف الذين ضلّوا قبلهم بأنهم (أَكْثَرُ ٱلْأَوَّلِينَ ) لئلا يَغترّ ضعفاء

العقول بكثرة المشركين ولا يعتزّوا بها، ليعلموا أن كثرة العدد

لا تبرّر

ضلال الضالّين ولا خطأ المخطئين، ... فإذا عرضت لإِحداهما كثرة

أو قلة؛ فلا تكونان فتنة لقصار الأنظار وضعفاء التفكير؛

قال تعالى:

(قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ)

[المائدة: 100].
ابن عاشور:23/128.

السؤال:

الكثرة والقلة ليسا دالين على الهدى أو الضلال، بين ذلك.

التوجيهات

1- صديق صالح خير من عشرات الغافلين، ﴿ فَٱطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِى سَوَآءِ

ٱلْجَحِيمِ ﴿٥٥﴾ قَالَ تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ ﴿٥٦﴾ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّى لَكُنتُ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ ﴾

2- لا تظلم أحداً من الناس؛ فشجرة الزقوم عذاب الظالمين،

﴿ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ ﴿٦٢﴾ إِنَّا جَعَلْنَٰهَا فِتْنَةً لِّلظَّٰلِمِينَ ﴾

3- اعلم أنه لا مجيب إلا الله، ولا مغيث إلا هو، ﴿ وَلَقَدْ نَادَىٰنَا نُوحٌ

فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ ﴾

العمل بالآيات

1- ساعد والدتك في عملها لهذا اليوم، ﴿ لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَٰمِلُونَ ﴾

2- صم يومًا تقربا إلى الله تعالى لتنجو من حر يوم القيامة،

﴿ لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَٰمِلُونَ ﴾

3- ادع الله تعالى مناديا، متضرعا إليه، ﴿ وَلَقَدْ نَادَىٰنَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ ﴾

معاني الكلمات

الكلمة معناها

لَمَدِينُونَ لَمَجْزِيُّونَ، وَمُحَاسَبُونَ.

إِنْ كِدْتَ إِنَّكَ قَارَبْتَ.

لَتُرْدِينِ لَتُهْلِكُنِي بِضَلاَلِكَ، وَإِغْوَائِكَ.

الْمُحْضَرِينَ مَنْ أُحْضِرُوا فِي العَذَابِ مَعَكَ.

نُزُلاً ضِيَافَةً.

شَجَرَةُ الزَّقُّومِ شَجَرَةٌ خَبِيثَةٌ، مَلْعُونَةٌ، مِنْ طَعَامِ أَهْلِ النَّارِ.

فِتْنَةً ابْتِلاَءً لَهُمْ؛ حَيْثُ كَذَّبُوا بِوُجُودِ شَجَرَةٍ فِي النَّارِ.

أَصْلِ الْجَحِيمِ قَعْرِ جَهَنَّمَ.

طَلْعُهَا ثَمَرُهَا.

لَشَوْبًا لَخَلْطًا، وَمِزَاجًا.

مِنْ حَمِيمٍ مِنْ مَاءٍ حَارٍّ بَالِغِ الحَرَارَةِ.

أَلْفَوْا وَجَدُوا.

يُهْرَعُونَ يُسْرِعُونَ فِي مُتَابَعَتِهِمْ عَلَى الضَّلاَلِ.

تمت الصفحة ( 448 )

انتظروني غدا باذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق