فوازير الأنبياء الحلقه العاشرة

 

 

فوازير رمضان للاطفال -صحيفة هتون الدولية- يعد شهر رمضان المبارك فرصة لتزويد  الاطفال

رباعيات الأحزان

(( فوازير الأنبياء ))

 

----------------------------

إعداد وتقديم
فارس الليل الحزين
محمد عطية محمد
أجابة الحلقة التاسعة :
سيدنا لوط علية السلام
-------------------------------
(( الحلقه العاشرة ))
لقّب سيدنا النبي عليه السلام بأبو الأنبياء بسبب بعث الله سبحانه وتعالى العديد من الأنبياء والرسل من نسله، حيث انّ النبي إسرئيل هو يعقوب ابن النبي إسحاق ابن سيدنا النبي عليهم السلام،و النبي محمد عليه السلام جاء من سلالة النبي اسماعيل ابن سيدنا النبي عليه السلام.
لقد بعث الله -تعالى- النبي -عليه السلام- إلى قومه في العراق، وكانوا يعبدون الأصنام والكواكب وغيرها من الأشياء التي لا تُفيد عابدها، وقد كان آزر والد النبي -عليه السلام- يصنع الأصنام للقوم لكي يعبدوها، وفي أحد الأيَّام بعث والد النبي
بالنبي حتى يبيع للنَّاس صنمًا من الأصنام التي صنعها، فصار يُنادي ويقول من يشتري صنمًا لا يضره ولا ينفعه، وكان دائمًا ما ينصح قومه ويقول لهم ما هذه الأصنام التي تعبدونها؟ وكيف تستطيعون أن تعبدوا أشياء أنتم تصنعونها وتنحتونها من الحجر والخشب؟ وما زال يدعوهم ليلًا ونهارًا إلى عبادة الله وحده
وكان والد النبي -عليه السلام- أيضًا من العابدين للأصنام، وكان النبي كثيرًا ما يدعو والده ويقول له يا أبت آمن بالله ولا تكن من أتباع الشيطان الذي يُضل الإنسان ويوسوس له حتى يُشرك بالله ويرتكب المعاصي، ودائمًا ما يُحدّث والده بالإيمان وهو يتودد لوالده بالكلام الحسَن ولكنَّ والده لا يستمع له ويقسو عليه بالكلام، فيحزن النبي لأنَّ والده لا يُريد توحيد الله و كان لسيدنا النبي قصه مع النمرود الذي ينحدر من سلاسة سيدنا نوح -عليه السلام-، ويعدُّ أحدَ أكثر ملوك الأرض تجبُّرًا واستبدادًا في الأرض، فقد ادعى الألوهية وتكبَّرَ على قومه، وقد وردت قصته في القرآن الكريم من خلال بيان ما حدث بينه وبين نبي الله -عليه السلام وكان هذا الملك المتجبَّرُ في الأرض قد حكَمَ بلاد الرافدين لمدّة تزيدُ عن أربعةِ قرون، وقد أُوتيَ بأمر الله ملكًا عظيمًا ، أما عن قصة النمرود مع سيدنا النبي -عليه السلام- فقد بينت أحد أساليب نبي الله -عليه السلام- في الدعوة إلى الله تعالى من خلال أسلوب المحاججة، فقد فسأله -عليه السلام- عن الذي يميتُ الناس ويحييهم بعد موتهم، فأخبره بأنّ لديه القدرة على الإماتة والإحياء، فأتى له برجل وقَتَله، وقال له بأنه أمات فلانًا، وأبقى فلانًا على قيد الحياة، وبذلك يكونُ قد أمات وأحيا، وهنا استمرّ سيدنا النبي -عليه السلام- في محاججة هذا الملك المتجبر، من خلال إبراز قدرة الله تعالى في بعض المكونات الموجودة في الطبيعة. فقال نبي الله -عليه السلام- للنمرود بأن الله قد خلق الأرض والسماء وجعل الشمس تشرق من جهة الشرق فإن كنتَ قادرًا -على حدِّ قولك- على الإماتة والإحياء من خلال قتل بعض الناس وإبقاء بعضهم على قيد الحياة، فعليك أن تغير بعض الأشياء الموجودة في الطبيعة والتي خلقها الله على نحو متزن كأن تجعل الشمس تأتي من المغرب بدلاً من المشرق ، وهنا أصابت الملك المتكبر حالة من الصدمة، فقد كانت حجة نبي الله -عليه السلام- قوية إلى درجة عدم قدرته على الرد عليها، فخسر المحاججة مع نبي الله -عليه السلام-، وأقرَّ بأنه بشر لا يملك لأحد نفعًا ولا ضرًّا إلا بأمر الله -سبحانه وتعالى-. ورغم ذلك أظهرَ النمرود تكبُّرًا عظيمًا على دعوة نبي الله -عليه السلام-، ولم يكتفي بكفره بالله وادّعاء الألوهية، بل قرر أن يقاتل المؤمنين بجيش جرَّار، وهنا ظهرت آية من آيات الله تعالى في الكون لتَهْزِمَ النمرود، وكان ذلك من خلال سرب عظيم من البعوض هاجمه هو وجيشه الجرار بأمر الله تعالى، وأكل أجسامهم ولم يُبقِ منهم أحدًا على قيد الحياة، لينتصر بذلك دين الله تعالى، ويُهزَمَ رأس الكفر والضلال هو ومن تبعه من الناس
و بعد فتره صار القوم يستهزئون بالنبي -عليه السلام- ويقولون له هل فعلًا أنت نبي أم أنَّك تمزح معنا ويُطلقون الضحكات بين بعضهم بعضًا، والنبي يصبر على أذاهم ويدعوهم إلى عبادة الله الواحد ولكن ما من مجيب، وفي يومٍ من الأيَّام أراد القوم أن يخرجوا من المدينة إلى عيدٍ من أعيادهم، فخرج كل النَّاس ما عدا النبي بقي في المدينة، وقال النبي عندما تخرجون من المدينة سأكيد للأصنام حتى تعرفوا أنَّها لا تقدر على شيء. ولمَّا خرج القوم إلى ذلك العيد، ذهب النبي -عليه السلام- إلى المعبد الذي فيه الأصنام التي يعبدونها، وكسر جميع الأصنام ما عدا الصَّنم الكبير تركه وعلَّق الفأس التي كسر الأصنام بها في رقبته، فلمَّا جاء القوم ورأوا الأصنام مكسرة جُنَّ جنونهم وقالوا: من فعل هذا بالآلهة وغضبوا غضبًا شديدًا، فقال أحدهم: لقد سمعت النبي قبل أن نذهب إلى العيد يقول إنَّه سيُلحق الأذى بهم، ولمَّا جاؤوا بالنبي: قالوا له هل أنت حطَّمت هذه الأصنام ؟ فقال لهم: بل الذي حطَّم الأصنام الصغيرة هو هذا الصنم الكبير، وإن أردتم معرفة الحقيقة تستطيعون سؤالهم إن استطاعوا أن يُجيبونكم لمَّا تبيَّن للكافرين أنَّ أصنامهم فعلًا هي حجارة ولم تستطع أن تدفع الأذى عن نفسها وعلموا أنَّ النبي -عليه السلام- كان محقًّا تكبروا أكثر؛ إذ لا يُريدون أن يعترفوا أنَّ للكون إلهًا واحدًا، فصاروا يقولون يجب أن نُحرق النبي بالنَّار حتى لا يتجرأ أيُّ أحدٍ ويفعل مثل فعلته، وهكذا بدأ القوم يجمعون الحطب لإحراق النبي عليه السلام، حتَّى إنَّ المرأة منهم إذا مرضت تقول: لو عافتني الآلهة سأذهب لجمع الحطب لحرق النبي، وصاروا يجمعون الكثير الكثير من الحطب، وأشعلوا نارًا عظيمة .وبدؤوا يتفكَّرون في الطريقة التي يجب أن يُلقوا بها النبي في النَّار، إذ لا يستطيعون الاقتراب من لهيبها ولو اقتربوا لاحترقت، فجاء الشيطان ودلَّهم على صناعة المنجنيق، ووقتها أول مرة كان يُصنع المنجنيق وهو أداة من الخشب يضعون فيها ما يُريدون ومن ثم يقذفونه من بعيد.
بدأ القوم بالتجهيز لقذف النبي -عليه السلام- في النَّار، فقال النبي حسبي الله ونعم الوكيل، النبي كان يعلم أنَّ الله لن يتخلَّى عنه في هذا الوضع الصَّعب، فسلَّم كامل الأمر لربه تعالى، وأراد كل شيء على الأرض أن يدافع عن النبي عليه السلام، فملائكة المطر تُريد أن تُهطل المطر والملائكة ما بين السماء والأرض تريد نجدته ودواب الأرض تريد مساعدته، ولكنَّ النبي ما طلب المساعدة والنَّجدة إلا من ربِّه. ولكنَّ حكمة الله -تعالى- أن جعل النَّار نفسها لا تُحرق أبدًا وهذه معجزة من الله تعالى لنبيه النبي عليه السلام، فأمر الله النَّار أن تكون بردًا وسلامًا على النبي، فمعنى بردًا أي باردة وسلامًا أي لا يُؤذيه بردها، فالله هو الذي يُدبر الأساليب للدفاع عن أوليائه الصالحين وأنبيائه،فصارت النَّار حوله مثل البستان الأخضر الجميل، ولمَّا خرج من النَّار سليمًا قال له أبوه آزر نعم الرّب ربك يا النبي و استعجب الكفار و أمن الكثير منهم بعد هذا الموقف
وبعد فتره هاجر سيدنا النبي من العراق إلى أرض الشَّام بعد أن رأى الله -تعالى- أنَّ قوم النبي لا فائدة منهم ولن يؤمنوا نجى النبي -عليه السلام- منهم فهاجر النبي ومعه ابن أخيه لوط -عليهما السلام- وزوجته سارة ، فطاف النبي في العديد من البلاد في طريق هجرته في كل بلدٍ يدعوا إلى عبادة الله الأحد وتوحيده، ووصل إلى فلسطين فاستقرَّ فيها هو وزوجته، ولكن حصلت مجاعة في فلسطين فذهب إلى مصر؛ حتى يأتي بالطَّعام والزَّاد. وفي مصر ابتُلي النبي -عليه السلام- بالعديد من الابتلاءات حتَّى إنَّ ملك مصر الظَّالم أراد أن يأخذ سارة من النبي فيحبسها، ولكن كلَما أراد أن يأخذها كان يبتليه الله -تعالى- بالصرع، وهو مرض يصيب الرأس ويجعل الإنسان يشعر بألم في رأسه، فخاف ذلك الظالم من سارة وظنَّ أنَّها ساحرة، لكن سارة ما كانت ساحرة ولكنَّها كانت تدعو الله أن يُبعد أذاه عنها، وفي نهاية الأمر أهدى ذلك الملك الظالم لسارة جارية حتى تخدمها، ظنًا منه أنَّه بذلك يأتمن شرها، فأخذت سارة الجاريه هاجر ومضت هي والنبي -عليه السلام- في طريقهما
فمن هو النبي عليه السلام
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق