القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 462 سورة الزمر

 

 

الوقفات التدبرية

١

{ ۞ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُۥٓ ۚ

أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَٰفِرِينَ }

فإنهم أتوا أصنافاً من الظلم العظيم: ظلم الاعتداء على حرمة الرب

بالكذب في صفاته؛ إذ زعموا أن له شركاء في الربوبية، والكذب عليه

بادعاء أنه أمرهم بما هم عليه من الباطل، وظُلم الرسول بتكذيبه،

وظلم القرآن بنسبته إلى الباطل، وظلم المؤمنين بالأذى، وظلم حقائق

العالم بقلبها وإفسادها، وظلم أنفسهم بإقحامها في العذاب الخالد.

ابن عاشور:24/ 5.

السؤال:

اذكر بعض أصناف الظلم التي استحق عليها المشركون

وصف أظلم الخلق.

٢

{ وَٱلَّذِى جَآءَ بِٱلصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِۦٓ ۙ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ }

فإن جميع خصال التقوى ترجع إلى الصدق بالحق والتصديق به.

السعدي:724.

السؤال:

ما علاقة التقوى بالصدق بالحق والتصديق به؟

٣

{ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُۥ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦ }

وفي استحضار الرسول ﷺ بوصف العبودية، وإضافته إلى ضمير

الجلالة معنى عظيم من تشريفه بهذه الإِضافة، وتحقيق أنه غير

مُسلمِه إلى أعدائه.

ابن عاشور:24/13.

السؤال:

بين تشريف الله لنبيه ﷺ من الآية الكريمة.

٤

{ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُۥ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦ}

وقوله تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) تقوية لنفس النبي عليه السلام؛

لأن كفار قريش كانت خوَّفته من الأصنام، وقالوا: يا محمد أنت تسبها

ونخاف أن تصيبك بجنون أو علة، فنزلت الآية في ذلك.

ابن عطية:4/532.

السؤال:

ما موقف المؤمن حينما يخوَّف بالمخلوقين؟ وضح ذلك من الآية .

٥

{ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِى ٱنتِقَامٍ }

فإذا كانوا يقرّون لله بالوصفين المذكورين فما عليهم إلا أن يعلموا

أنّه كافٍ عبده بعزته، فلا يقدر أحد على إصابة عبده بسوء، وبانتقامه

من الذين يبْتغون لعبده الأذى.

ابن عاشور:24/15.

السؤال:

ما مناسبة ختم الآية الكريمة بالصفتين (بِعَزِيزٍ ذِى ٱنتِقَامٍ )؟

٦

{ قُلْ يَٰقَوْمِ ٱعْمَلُوا۟ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّى عَٰمِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣٩﴾

مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ }

لما أبلغهم الله من الموعظة أقصى مَبلغ، ونصب لهم من الحجج

أسطع حجة، وثبَّت رسوله صلى الله عليه وسلم أرسخ تثبيت،

لا جرم أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يوادعهم موادعة

مستقرِب النصر، ويواعدهم ما أُعد لهم من خسر.

ابن عاشور:24/19.

السؤال:

ما مناسبة الآيات الكريمة لما قبلها؟

٧

{ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ }

(عَذَابٌ يُخْزِيهِ ) أي: يذله، ويكسر أنفه بالقتل والأسر والجوع والقحط،

وقد أصاب المشركين هذا في مكة وبدر.

وقوله: (وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) وهو عذاب النار في الآخرة،

نعوذ بالله من العذابين: عذاب الخزي في الحياة الدنيا، وعذاب النار

في الدار الآخرة.

الجزائري:4/490.

السؤال:

ما الفرق بين عذاب الخزي والعذاب المقيم؟

التوجيهات

1- الصدق له أهمية كبرى في تقوى الله عز وجل، فكن من الصادقين

مع نفسك ومع غيرك، ﴿ وَٱلَّذِى جَآءَ بِٱلصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِۦٓ ۙ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ ﴾

2- متى كنت عبداً لله حقاً حقق الله تعالى لك كفايتك وحفظك،

﴿ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُۥ ۖ ﴾

3- . مهما واجهت من المثبطين فليكن خوفك من الله أكبر،

﴿ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦ ﴾

العمل بالآيات

1- احرص منذ اليوم على قول الصدق في جدك ومزحك،

﴿ وَٱلَّذِى جَآءَ بِٱلصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِۦٓ ۙ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ ﴾

2- قل : اللهم يا مقلب القلوب؛ ثبت قلبي على دينك، ﴿ وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ

فَمَا لَهُۥ مِن مُّضِلٍّ﴾

3- قل في الصباح والمساء: ( حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو

رب العرش العظيم)، ﴿ قُلْ حَسْبِىَ ٱللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ ﴾

معاني الكلمات

الكلمة معناها

بِالصِّدْقِ بِالحَقِّ.

مَثْوىً مَأْوًى وَمَسْكَنٌ.

حَسْبِيَ كَافِينِي.

مَكَانَتِكُمْ حَالَتِكُمُ الَّتِي رَضِيتُمُوهَا لأَِنْفُسِكُمْ.

يُخْزِيهِ يُذِلُّهُ، وَيُهِينُهُ.

تمت الصفحة ( 462 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق